السجل الأسود للنفط: كتاب للألمانيان زايفيرت و فيرنر

05-06-2015

السجل الأسود للنفط: كتاب للألمانيان زايفيرت و فيرنر

نبيل الحموي: الصحفيان الألمانيان توماس زايفيرت و كلاوس فيرنر نقّبا طويلاً خلف كواليس لوبي النفط و كشفا الى أيّ حدّ ترتبط الأحداث الكبرى في السياسة الدولية بالنفط .
تم اصدار الكتاب عام 2007
الكتاب حافل بالمفاجأت و الاسرار و المعلومات عن الدول المستهلكة و الدول المنتجة و البنوك و الشركات النفطية العملاقة و خطوط النقل و مد الأنابيب و تفاصيل الصفقات و خفاياها ومن الصعب جداً اغفال أي فصل فيه .
أظن أن لا أحد فينا ينكر دور النفط في رسم خطوط المواجهات و الحروب و لكن تشعر كأننا يئسنا من تكرار هذه الحقيقة فأغلب حواراتنا تغفل عن النفط و دوره تماماً و نتجه للنبش بحثاً في أسباب دينية أو عرقية أو اثنية أو تاريخية ... الخ
مثلاً اليوم ليس هناك مصطلح يتردد أكثر من " الصراع السني الشيعي " ؟!
يبدأ الكاتبان بتاريخ اكتشاف النفط في السعودية 1938 و من ثم آيران و تتالى الأحداث الى سقوط الشاه و الخلاف العراقي _ الآيراني و من ثم الحرب ...
(( حاول صدام حسين الذي كان في سدة الحكم منذ عام " 1979 " الاستفادة من حالة البلبلة التي وقعت فيها " الجمهورية الاسلامية " التي تأسست حديثاً ...... كانت حرباً خاطفة من أجل البنزين : فإذا استطاع صدام أن يضع هذا الإقليم ( الأهواز ) الغني بالنفط تحت سيطرته , فسوف يكون قادراً على إنتاج عشرين في المئة من الاستهلاك العالمي للنفط في ذلك الوقت و سوف يصبح صدام حينئذ الآمر الناهي في العالم العربي .)) ص91
(( كان الاهتمام بوضع نهاية للحرب محدوداً للغاية - من الجانب الامريكي على الأقل - و كانت واحدة من النكت الساخرة المحببة التي يتبادلها الدبلوماسيون الأمريكيون تقول " الشيء الوحيد السيء في الحرب العراقية _ الآيرانية أنها سوف تنتهي في يوم من الأيام " . )) ص 95
(( كانت تكاليف الحرب في الجانبين حوالي 600 مليار دولار . أما الرابح الأكبر فقد كان في الدرجة الأولى الأوربيون و الروس من وراء مبيعات الأسلحة و كذلك الولايات المتحدة الامريكية بين عامي 1985-1987 )) ص 98
يخرج العراق من الحرب عام 1988 بأعباء ديون حوالي 86 مليار دولار و عائدات نفطه لا تكفي و يحاول عبر الأوبك رفع سعر النفط و لا ينجح فيبدأ الخلاف مع الكويت و من ثم الاجتياح و بعدها عاصفة الصحراء ...
(( أما الأن فأن الأمريكيين في المنطقة , و قد جاؤوا ليبقوا )) ص 114
- في الفصل الثالث الكثير عن صفقات النفط مع القذافي و من ثم صراع القوى العظمى حول بحر قزوين و عن القيصر بوتين و الأنابيب المتجهة غرباً و " مرتزقة , لاعبون و تجار سلاح - صفقات تجارية مع الصراع حول النفط " و هنا يتحدث الكاتبان عن تنامي الشركات الأمنية الخاصة و دورها مع شركات النفط الكبرى في تمويل و تسليح و اشعال الحروب و الانقلابات و التهجير و الابادات الجماعية في مناطق وجود النفط في العالم و يخلص الكتاب إلى قاعدة : (( حيثما عثر على ثروات أرضية في في منطقة من المناطق , فإن هذه الثروات الجديدة تحمل معها مزاجاً انفصالياً , فلماذا يقسم المرء الكعكة إذا كان بالإمكان الحصول عليها كاملة ؟ )) ص 243
و الغريب أن المناطق التي يشرد أهلها و يقتلون بالجملة هي بذات الوقت مناطق آمنة بالنسبة لشركات التنقيب عن النفط و إنتاجه و تكريره !
(( النفط : أنه وقود الحروب , و سبب الفساد و انتهاك حقوق الانسان و الحروب الأهلية و التلوث البيئي و الانهيار المناخي الذي يهددنا .))

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...