الجيش اللبناني يتوغل بنهر البارد ويحاصر فتح الإسلام

03-06-2007

الجيش اللبناني يتوغل بنهر البارد ويحاصر فتح الإسلام

أحكم الجيش اللبناني يحصاره على مسلحي فتح الإسلام داخل دائرة قطرها كيلومتر مربع واحد في مخيم نهر البارد شمالي البلاد، وذلك بعد توغل قوات من الجيش بضع مئات من الأمتار وسيطرتها على أربعة مبان وسط المخيم يعتقد أن المسلحين كانوا يتحصنون فيها.
وهدأت حدة القصف والاشتباكات مع حلول المساء، حيث حاول مسلحوا فتح الإسلام  الفرار إلى جنوب المخيم إلا أنهم منعوا من قبل مقاتلين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فتم حصارهم.
وقال مصدر أمني رفيع إن المباني التي سيطر عليها الجيش على تخوم المخيم القديم تبعد خمسمائة متر عن موقع التعاونية وفيها مجمع ناجي العلي التي يعتقد أنها تؤوي عناصر فتح الإسلام وربما يكون بينها زعيم التنظيم شاكر العبسي.
وقد قصفت مروحية للجيش اللبناني ما قال إنها مواقع لمسلحي فتح الإسلام داخل المخيم. في وقت أطلقت المدفعية وابلا من القذائف التي سوت بالأرض أعلى مبنيين في المخيم، وحولت مباني أخرى إلى أطلال يتصاعد منها الدخان.
وسيطرت القوات اللبنانية أمس على ثلاثة مواقع رئيسية لعناصر فتح الإسلام، ودمرت مواقع للقناصة على الحافتين الشمالية والشرقية لمخيم نهر البارد.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، قالت مصادر عسكرية  إن الجيش تكبد سبعة قتلى في الاشتباكات أمس واليوم مما يرفع قتلى الجيش اللبناني إلى 41 خلال أسبوعين.
وبخصوص الوقت الذي ستستغرقه العمليات العسكرية، قال المصدر إن الجيش يأمل القضاء سريعا على جماعة فتح الإسلام متعهدا بعدم إلحاق ضرر بالمدنيين والمساعدة لاحقا في إعادة إعمار المخيم.
وكان مسؤول بحركة فتح داخل المخيم أعلن في وقت سابق اليوم مقتل ثمانية من عناصر فتح الإسلام الجمعة في الاشتباكات، مشيرا إلى عدم وجود إصابات بين المدنيين الذين قال إنهم تجمعوا في الجهة الجنوبية "التي لا تتعرض للقصف".
ونقلا عن متحدث باسم فتح الإسلام قال أن الاشتباكات الأخيرة أدت إلى مقتل أحد عناصره وجرح سبعة آخرين.يأتي ذلك فيما جدد المتحدث باسم تنظيم فتح الإسلام رفض عناصره الاستسلام، ومضيهم في القتال حتى النهاية.
وقال أبو سليم طه "لن نستسلم وسنقاتل حتى آخر قطرة دم" مضيفا "لن يسقط المخيم على الرغم من القصف التدميري ولن يتمكن الجيش من دخوله". 
وكان الجيش اللبناني قد حذر في بيان له من مغبّة قيام عناصر فتح الإسلام باستخدام المساجد والمؤسسات الإنسانية في المخيم منطلقا لشن هجماتهم.
كما حذرهم أمس من استخدام المدنيين دروعا بشرية، وطالب الفلسطنيين في المخيم بالتحلي بالصبر مؤكدا أنه حريص على حياة المدنيين.
وفي اتصال مع الجزيرة قال عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج إن الاتصالات جارية بين فتح الإسلام والجيش اللبناني، للتوصل إلى هدنة قصيرة لإخلاء الجرحى والتمكن من تزويد المدنيين بالمؤونة
من جانبه قال رئيس المفوضية الدولية للصليب الأحمر في لبنان جوردي رايك للجزيرة إن قوافل الإغاثة لم تتمكن من تأمين وصول المؤن للمخيم نتيجة تجدد الاشتباكات منذ أمس، مؤكدا أن الأمور تزداد صعوبة للمدنيين خاصة أن المؤن التي أدخلت سابقا تكفي لأيام فقط.
في ذات السياق أكدت الناطقة باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هدى سمرا للجزيرة أن الأوضاع الإنسانية أصبحت متأزمة داخل المخيم، مشيرة إلى أن الأونروا لم تستطع إدخال مساعدات غذائية إلى المخيم اليومين الأخيرين.
وتشير الأونروا إلى أنه لا يزال يقيم في المخيم نحو خمسة آلاف مدني من أصل 31 ألفا نزح عدد كبير منهم لمخيم البداوي.


المصدر: الجزيرة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...