الجزائر: تأكيد التلاعب بالانتخابات

01-06-2012

الجزائر: تأكيد التلاعب بالانتخابات

جاء تقرير اللجنة المستقلة العليا للانتخابات البرلمانية في الجزائر، الذي كشف النقاب عنه قبل أيام، ليؤكد حقيقة وجود تلاعب بالعملية الانتخابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي. وأشار التقرير إلى ما سماها «خروقات كبيرة» رافقت العملية منذ التحضير للانتخابات وحتى إعلان النتائج النهائية من المجلس الدستوري، مروراً بيوم الاقتراع وعملية الفرز والنتائج الأولية. وقد تأخر إصدار التقرير بسبب خلافات حادة بين أعضاء اللجنة في الأيام الأخيرة، بعدما رفض بعضهم «حدة الانتقادات وكثرة التهم الموجهة للمنظمين». وتوصل الأعضاء في الأخير إلى اتفاق على الحد الأدنى بعد «تهذيب» التقرير. لكن مع ذلك، فضح التقرير تجاوزات لا تحصى. وأشارت ديباجية التقرير إلى وجود «فجوة بين الخطاب الرسمي، الذي يتضمن الحياد في الانتخابات، وبين العملية التقليدية التي انطوت على تلاعبات بأصوات الناخبين». وفي فصوله الخمسة، حمل التقرير انتقادات مباشرة للسلطات العمومية واتهمها بالتزوير. ومما جاء فيه أن الانتخابات التشريعية «فقدت صدقيتها في ظل التجاوزات التي سجلت في جميع مراحل تنظيمها». وكشف التقرير أيضاً عن انحياز الإدارة والأجهزة الرسمية للأحزاب التقليدية، ولا سيما جبهة التحرير التي يرأسها شرفياً الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتجمع الديموقراطي التابع لرئيس الوزراء أحمد أويحيى. كما تطرق التقرير إلى ما يمكن اعتباره حيلة، حين استغل بوتفليقة فرصة إحياء ذكرى مجازر اقترفها جيش الاحتلال الفرنسي بحق الجزائريين عام 1945، فألقى خطاباً بمدينة سطيف، بعد انتهاء الحملة الانتخابية، أعلن فيه أهمية التصويت لجبهة التحرير. وأكد التقرير أن «هذا الخطاب كان في الواقع ضوءاً أخضر للإدارة من أجل العمل بكل الوسائل لإنجاح حزبه». كذلك تعرض التقرير لـ«سوء استخدام التصويت بالوكالة التي أصدرتها السلطات العسكرية ـــ وهي بالآلاف ـــ من دون مراعاة أحكام قانون الانتخابات»، فضلاً عن عمليات تسجيل أعداد كبيرة من الجنود على القوائم الانتخابية خارج الآجال القانونية للتسجيل.
وبالرغم من وجود اعتقاد بأن التقرير لن يؤثر على نتيجة العملية الانتخابية، يرى المحللون أنه يسجل نقلة كبيرة في التعامل مع الانتخابات. فهذه المرة الأولى في تاريخ الجزائر الذي تصدر فيه هيئة رسمية تقريراً مناقضاً لقرارات السلطة ويشير بوضوح إلى وجود التلاعب بأصوات الناخبين. وهو ما يمكن ارجاعه إلى أن اللجنة هذه المرة تختلف عن سابقاتها؛ فرئيسها محمد صديقي من حزب معارض ومعظم أعضائها معارضون وغاضبون أيضاً من النتائج.

مراد طرابلسي

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...