التكرار في المسلسلات التركية: عرش الجماهيرية مهدد بالملل

30-10-2008

التكرار في المسلسلات التركية: عرش الجماهيرية مهدد بالملل

لم تنتظر الدراما التركية طويلاً، قبل أن تغادر جاذبيتها التي لطالما اجتاحت العالم العربي وأثارت الجدل فيه. بدأت المسلسلات التركية بتكرار موضوعاتها، ضمن حدود ضيقة لحكاية عصبها الحب والمال والانتقام، وهذا ما بدا على الأقل في موجة الأعمال التركية الجديدة التي سعت الفضائيات العربية لشرائها ودبلجتها استثماراً للنجاح الجماهيري الذي حققه مسلسلا »سنوات الضياع« و»نور« على قــناة »أم بــي سـي«.
ولعل المتابع لأحداث مسلسل »دموع الورد« الذي تعرضه قناة »أبو ظبي« حالياً، من شأنه أن يكتشف أن التكرار في الدراما التركية، بلغ في بعض الأحيان حد التطابق؛ فالمسلسل الجديد يروي قصة حب بطلاها »عمار« و»نرمين« لا يقدران على الزواج نظرا إلى وضعهما المادي المتواضع، وبينما يصارع الحبيبان خيبة الأمل، تتعرف »نرمين« الى شاب ثري »أيمن« يعجب بها، وتحت تأثير الضغوط المادية التي تعيش بها، تتزوجه، ليصدم »عمار« بما حدث ويقرر تغيير ظروفه المادية والانتقام«، وفي طريقه لتنفيذ خطنه يتعرف على »فرح« أخت »أيمن« وشريكته في العمل.
تحيلنا الأحداث بمجملها إلى حكاية مسلسل »سنوات الضياع« الذي تابعناه من قبل، حيث قصة حب تجمع »يحيى« و»رفيف« وهما ابنا حي فقير، ثم تبدأ الأحداث عندما تتعرف »رفيف« على رب عملها الثري »عمر« الذي سرعان ما يقع في حبها ويتزوجها، ليقرر »يحيى« الانتقام من عائلة »عمر«، وبينما يمضي عمر في انتقامه، يتعــرف على »لمــيس« أخت »عمر«، فيعــيش معها قصة حــب لاهــبة تعيد حكايـة المسلــسل إلى بدايته.
لا ندري ان كانت الحلقات القادمة من »دموع الورد« ستحمل لنا تطابقاً بين شخصية »فرح« و»لميـس« في مسلسل »ســنوات الضـياع«.
التشابه في أحداث المسلسلين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل فضائية تبحث عن أفضل ما في الدراما التركية لتجذب مشاهدها، سيضعنا أمام احتمالين اثنين أولهما هو أن الفضائيات أرادت أن تستثمر نجاح الدراما التركية، فبحثت عن قصص »رومانسية« مطابقة لتلك التي لقيت الرواج، أو أن التشابه والتكرار هما حقيقة الدراما التركية، وبالتالي لن يبقى من بريقها سوى سحر لهجة الدبلجة، أي اللهجة المحكية السورية..وقد كانت الحامل الأساسي بداية لنجاح مسلسلات »سنوات الضياع« و»نور«.
ثمة وجه واحــد لتطابق الحكايات التــركية، فالتكرار هو الخطــوة الأولى نحـو الملل..والملل كفيل بإجهاض جماهيرية أي عمل.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...