البشير يعود الى السودان وسط "خيبة" واشنطن والمحكمة الدولية

16-06-2015

البشير يعود الى السودان وسط "خيبة" واشنطن والمحكمة الدولية

أعلن السودان، أمس الإثنين، أن الرئيس عمر البشير غادر جنوب افريقيا عائداً الى بلاده رغم قرار قضائي بمنعه من السفر بانتظار البت في طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة.
وقال وزير الدولة للاعلام ياسر يوسف، لوكالة "فرانس برس": "أقلعت طائرة الرئيس البشير من جوهانسبرغ وستصل نحو السادسة والنصف مساء اليوم ". واضاف أن "البشير سيخاطب الجماهير التي ستحتشد لاستقباله".

وفي غضون ذلك، أعرب المدعي العام المساعد للمحكمة الجنائية الدولية جيمس ستيورات، اليوم، عن "خيبة امله" لعدم قيام السلطات في جنوب افريقيا بتوقيف الرئيس السوداني.
وقال  مساعد المدعية العامة لهذه المحكمة فاتو بنسودا، لـ"فرانس برس": "نحن نشعر بخيبة أمل لعدم توقيفه"، مضيفاً "ان موقفنا كان على الدوام بأن الواجب الملقى على جنوب أفريقيا واضح، وكان عليها توقيفه".
وأضاف "في نهاية المطاف، هذا الأمر يمكن أن يزيد قوتنا ولا يشكل نكسة كما يمكن أن يظن البعض".
وقد اعلنت محكمة في جنوب افريقيا، الاثنين، أن حكومة بريتوريا انتهكت دستور البلاد عندما امتنعت عن توقيف الرئيس السوداني المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة.
واشار ستيوارت الى ان مكتب المدعية يمكن ان يطلب احالة عدم تعاون حكومة جنوب افريقيا الى مجلس الامن الدولي.
ولدى وصوله مطار الخرطوم، سار البشير على السجاد الأحمر واستقبله في المطار وزراؤه وحشد من الصحافيين والمصورين.
وعقد وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، مؤتمراً صحافياً مقتضباً، قال فيه ان ما تردد في شأن احتمال عدم مغادرة البشير لجوهانسبرغ هو مجرد "فرقعات اعلامية".
وقال وزير الخارجية السوداني ان "المشاركة كانت من الممكن أن تكون طبيعية وبلا ضوضاء.. لكن أراد لها أعداء أفريقيا وأعداء السودان... حاولوا أن يجعلوا منها دراما لحجب الأخ الرئيس من المشاركات الهامة".
وأكد ان الرئيس البشير "هو نجم القمة وان القيادات الافريقية قابلته بالترحاب كزعيم افريقي مرموق، وأن القارة تكن له تقديراً خاصا". معتبراً أن "ما حدث من تشويش تقف وراءه جهات مشبوهة".
وأكد أن البشير سيواصل المشاركة في المؤتمرات الدولية "كالمعتاد".
وعقب المؤتمر الصحافي سار البشير في سيارة مكشوفة حول المطار ولوح بعصاه الى نحو الف من انصاره احتشدوا عند المطار.
وقرع الحشد الطبول وغنوا الأغاني التقليدية ولوحوا بالأعلام السودانية، وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا بشير".
وهي المرة الاولى التي يحاول فيها القضاء في دولة منع رئيس دولة يتولى مهامه من مغادرة اراضيها بموجب طلب من المحكمة الجنائية الدولية.
ويوم أمس، طلب القاضي هانس فابريسيوس من السلطات في جنوب افريقيا منع البشير من مغادرة البلاد بانتظار ان تبت المحكمة الاثنين في طلب المحكمة الجنائية الدولية. واتى ذلك بعدما تقدمت منظمة حقوقية هي "مركز جنوب افريقيا للمقاضاة" بدعوى قضائية لاعتقال البشير.
وقال وزير الخارجية السوداني إن البشير غادر ووتركلوف بشكل عادي، مضيفاً "عندما وصلنا هبطنا في مطار جوهانسبرغ ولكن طائرات جميع القادة الأفارقة غادرت من مطار خاص".
وكان مسؤولون سودانيون في جوهانسبرغ اكدوا ان حكومة جنوب افريقيا قدمت لهم ضمانات في ما يتعلق بزيارة البشير قبل القمة.
وأثارت مغادرة البشير جنوب افريقيا، التي ظهرت وكأنها مخالفة لحكم قضائي، غضب المنظمات الحقوقية.
وكتب مدير "منظمة هيومن رايتس ووتش" كينيث روث، على موقع "تويتر"، أن "العالم وقف الى جانب جنوب افريقيا لمحاربة التمييز العنصري، ولكنه يقف اليوم لصالح الافلات من عقوبة ارتكاب جرائم جماعية بحق افارقة". وتابع أن "جنوب افريقيا اهانت المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة محلية عبر اطلاق سراح رجل مطلوب بتهمة ارتكاب جرائم جماعية بحق افارقة".
وجنوب افريقيا من الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية التي طالما وجهت اليها الانتقادات على اعتبار انها لا تستهدف سوى القادة الافارقة.
وخلال القمة الافريقية، وقف البشير، الأحد، الى جانب القادة المشاركين لالتقاط الصورة التذكارية ومن بينهم رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يترأس الاتحاد الافريقي حالياً.
وعقدت القمة جلستها الختامية اليوم الاثنين.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق الرئيس السوداني، الاولى في العام 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والثانية في العام 2010 بتهمة ارتكاب ابادة. والاثنتان على علاقة بالنزاع في منطقة دارفور غرب السودان التي تشهد اعمال عنف منذ 2003.
وكانت الخرطوم اطلقت حملة دموية بمشاركة الجيش وميليشيات حليفة لمواجهة حركة التمرد في دارفور. ووفق الامم المتحدة فان النزاع في دارفور اسفر عن مقتل 300 الف شخص وتشريد 2,5 مليون.
ومن جهتها، عبرت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، عن "خيبتها" لسماح جنوب افريقيا بمغادرة الرئيس السوداني عمر البشير قمة الاتحاد الافريقي للعودة الى بلاده رغم ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الابادة وارتكاب جرائم ضد الانسانية.
واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيفري راتكي بالقول "نعرب عن خيبة أملنا لعدم اتخاذ اي خطوة"، لكنه لم يقل بوضوح أن حكومته تأسف لعدم توقيف سلطات جوهانسبرغ الرئيس السوداني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لكن بحذر شديد "نعرب عن خيبة أملنا لأنه تمكن من حضور (القمة) رغم وجود مذكرة توقيف دولية، وأيضاً لأنه لم تتخذ أي خطوة" في هذا الصدد.
ولم تصدر في السابق ردود فعل منددة من واشنطن على حضور الرئيس السوداني اجتماعات دولية اخرى، مثلما حصل في 29 ايار، اثناء حفل تنصيب الرئيس النيجيري محمد بخاري في ابوجا الذي حضره ايضا مع البشير وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
يشار الى ان الولايات المتحدة غير موقعة على اتفاقية روما التي انشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية لكنها تدعم بانتظام اعمال المحكمة.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...