البرلمان الأوروبي يدين انتهاكات السي آي إي لحقوق الإنسان

27-04-2006

البرلمان الأوروبي يدين انتهاكات السي آي إي لحقوق الإنسان

خلصت لجنة التحقيق التابعة للبرلمان الاوروبي الى أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي إي" نظمت أكثر من ألف رحلة  فوق الاراضي الاوروبية منذ 2001، بعضها لنقل إرهابيين مشتبه فيهم، مشيرة الى أن الدول الاوروبية لم تطلب أية معلومات عن تلك الرحلات .

وقال النائب الاوروبي جيوفاني كلاوديو فافا في أول تقرير مبدئي يعده في إطار التحقيق الذي يجريه البرلمان الأوروبي في ادعاءات عن ارتكاب "سي آي إي" انتهاكات: "من الواضح أن سي آي إي  كانت في وقائع عدة مسؤولة عن خطف إرهابيين مزعومين واحتجازهم بطريقة غير مشروعة على أراضي دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي، فضلاً عن تسليم (مشتبه فيهم) استثنائيا". وأضاف، استناداً الى معلومات من هيئة الرقابة الجوية في اوروبا، أن "أكثر من ألف رحلة للاستخبارات الاميركية" عبرت أوروبا، وأن الحكومات الاوروبية اثبتت "قصورا غير بريء" ولا يمكنها ان تتجاهل طبيعة تلك الرحلات التي "يوحي عددها والمسافات التي عبرتها انها لم تتوقف فقط لتزود الوقود".

وبدأ البرلمان الاوروبي تحقيقه في كانون الثاني 2006، بعد نشر صحيفة "الواشنطن بوست" في تشرين الثاني 2005 أن الاستخبارات الاميركية أدارت سجوناً سرية في أوروبا الشرقية لاحتجاز مشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة"، وأنها نقلت بعضاً من هؤلاء في رحلات سرية عبرت أجواء دول في الاتحاد الاوروبي بعد هجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة. إلا أن محور التحقيق سرعان ما تبدل من السجون السرية في أوروبا الى رحلات التسليم مع ادلاء أشخاص قالوا إن عملاء أميركيين خطفوهم بتفاصيل نقلهم الى ما سموه مراكز اعتقال سرية في الشرق الاوسط وآسيا وشمال أفريقيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفاد مجلس أوروبا، وهو منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الانسان ويحقق أيضا في المزاعم عن ارتكاب "سي آي إي" انتهاكات، أن دولة أوروبية واحدة على الأقل اعترفت بتسليم  ضباط أجانب يشتبه في صلاتهم بالإرهاب .

وأورد تقرير البرلمان الاوروبي أقوال عدد من الضحايا المزعومة للخطف والتسليم، الا أنه لم يقدم أي دليل دامغ، ووصل الى الاستنتاج نفسه الذي لمجلس اوروبا. وقال إن قوانين الاتحاد الاوروبي الخاصة بالاستخبارات ومراقبة المجال الجوي والطائرات الأجنبية غير كافية ويجب تعزيزها، واستبعد ألا تكون السلطات أو أجهزة الاستخبارات على علم بقضية أبو عمر.

وكان المدعي العام لمدينة ميلانو ارماندو سباتارو قال إن فريقا من "سي آي إي" خطف ابو عمر المشتبه في صلته بالإرهاب من شارع في ميلانو في وضح النهار عام 2003 ، ثم نقله جواً الى مصر حيث كان يمكن أن يتعرض للتعذيب.

وتحدث التقرير أيضاً عن مصريين اثنين يشتبه في صلتهما بالإرهاب سلما الى ضباط اميركيين وأعيدا الى بلادهما على متن طائرة استأجرتها من الحكومة الأميركية عام 2001. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" إن هناك أدلة على أنهما تعرضا للتعذيب.

وسترسل اللجنة التابعة للبرلمان الأوروبي في وقت لاحق من هذا الأسبوع وفداً الى مقدونيا حيث اعتقل المواطن الالماني خالد المصري في 31 كانون الأول 2003 ونقل من هناك الى أفغانستان واحتجزته الولايات المتحدة أشهراً بصفة كونه مشتبهاً في صلاته بالإرهاب، ثم أطلق من دون توجيه اتهام اليه أو تقديم أي تفسير لاحتجازه الذي دفعه الى اقامة دعوى على "سي آي إي".

ومن المقرر أن تتوجه مجموعة أخرى من البرلمان الاوروبي الى واشنطن مطلع ايار للقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ورئيس "سي آي إي" بورتر غوس.

 

 

المصدر : وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...