الإعلام المصري في مواجهة «الإخوان»: معركة وجود

04-12-2012

الإعلام المصري في مواجهة «الإخوان»: معركة وجود

كعادتها، أطلّت المذيعة هالة فهمي على شاشة القناة الثانية في التلفزيون المصري أمس الأول الأحد، عبر برنامجها «الضمير». وفجأة ومن دون سابق إنذار، حملت المذيعة كفنها، وهاجمت سياسة الرئيس محمد مرسي. وأكدت أنها مستعدة للموت في سبيل حريتها كإعلامية، وأنها مع إعلاميي مصر، لن تسمح أبداً لجماعة «الإخوان المسلمين» بتكميم أفواه الإعلاميين المصريين وإرهابهم. موقف فهمي أحرج إدارة التلفزيون المصري فقطع الإرسال عن البرنامج. «لم أكن خائفة، كنت اعلم أنهم سيقطعون البث عني، هناك مؤامرة حقيقية تتم لتغييب عقول الشعب المصري عن كارثة الدستور «الإخواني»»، تقول فهمي، وتضيف: «إنّهم يستخدمون الإعلام لتلميع صورة مرسي وقراراته الديكتاتورية، وقررت أن أواجههم على الهواء وأطلب من المصريين أن يحترسوا من تلك المؤامرة».
وأمس الأوّل الأحد أيضاً، كانت الإعلامية المصرية بثينة كامل تقدّم النشرة الإخبارية على شاشة التلفزيون المصري، وهي تقرأ النشرة الإخبارية عند الواحدة صباحاً. وقالت كامل في معرض عرضها الأخبار عن مليونية «الشرعية والشريعة»، «وما زلنا مع النشرة الإخوانية» في إشارة منها أن نشرات التلفزيون المصري أصبح هدفها تلميع صورة جماعة الإخوان. وهذا ما أثار غضب ابراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار في «ماسبيرو»، فقام بإحالة الإعلامية المناهضة للإعلان الدستوري إلى التحقيق، بسبب ما اعتبره الصياد «سخريةً من جماعة الإخوان». ولا ترى بثينة كامل فرقاً بين الإعلام الحكومي في عهد مرسي، والإعلام الحكومي في عهد مبارك. وتقول: «في عصر مبارك كان الهدف تلميع «الحزب الوطني الديموقراطي»، وفي عهد مرسي صار الهدف تلميع جماعة الإخوان، ومن يعلن عن رفضه لهذه السياسة التحريرية يتعرض للتحقيق. هل قمنا بثورة من اجل ذلك؟».
وأثناء تغطيته لمليونية الشرعية والشريعة التي دعت لها جماعة الإخوان وتيارات إسلامية أخرى فوجئ الإعلامي المصري وائل الإبراشي بصورة له يحملها المتظاهرون ويضربونها بالحذاء، وعلق الإبراشي على ذلك على الهواء قائلاً: «أقول لجماعة الإخوان لن ترهبونا وسنتمسك بحريتنا».
المواقف السابقة تضاف لمواقف معارضة عديدة قام بها إعلاميون مصريون يقولون إن حرية الرأي والتعبير في مصر تتعرضان للخطر. فاليوم تحتجب عن الصدور أكثر من 11 صحيفة من أهم الصحف المستقلة والمعارضة والحزبية المصرية، وغداً يتم تسويد شاشات العديد من القنوات الفضائية لنفس السبب، وهو الأمر الذي يضع الرئيس مرسي في مواجهة صريحة مع الإعلام المصري.
ورصدت بعض المنظمات الحقوقية المعنية بحرية الرأي والتعبير هجوماً غير مسبوق من «الإخوان المسلمين» على الإعلاميين المصريين، برز أكثر أثناء مليونية «الشرعية والشريعة» التي قام بها التيار الإسلامي يوم السبت الماضي وحمل المتظاهرون فيها لافتات تهاجم الإعلاميين، وتطالب مرسي بالقبض عليهم وإسكاتهم باعتبارهم إعلام «فتنة»، على حد تعبير المتظاهرين. ووصفت بعض الدراسات الصادرة عن تلك المنظمات، ومنها دراسة منظمة «حرية الرأي والتعبير» أن جماعة الإخوان والرئيس مرسي يتعاملان مع وسائل الإعلام المنتقدة لهما ولسياساتهما كعدو يجب قمعه، وأن كمية الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون في مصر بعد الثورة أسوأ مما كان يحدث في عصر مبارك بكثير.

مصطفى فتحي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...