الإدارة الأمريكية تهدد بإشعال حرب باردة جديدة

07-05-2006

الإدارة الأمريكية تهدد بإشعال حرب باردة جديدة

ألقى ديك تشيني ، نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش ، خطاباً في مدينة فيلتيوس ، عاصمة ليتوانيا ، وذلك في لقاء : مجموعة الخيار الديمقراطي ، والذي يضم تسعة من الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق ، وقد تضمن الخطاب المفاصل الآتية :
- شن هجوماً حاداً على بيلاروسيا ، واتهم السلطات فيها بالطغيان ، وقال بأنه كان يتوقع حضور المعارضة البيلاروسية لهذا المؤتمر .
- شن هجوماً على الحكومة الروسية واتهمها بالتعقيد ، بحيث حذر موسكو من مغبة استخدام إمدادات الغاز والنفط كوسائل للضغط والتقصد من أجل إلحاق الضرر وابتزاز الآخرين .
كذلك حذر موسكو مما  أسماه بعملية فرض القيود الجائرة وغير العادلة على حقوق المدنيين ، وإضافة تحذير لموسكو من مغبة الوقوع تحت يد النفوذ الصيني.
هذا ، وقد برزت العديد من ردود الفعل على خطاب ديك تشيني ، ومن أبرز ذلك:
- أشارت صحيفة كوميرسانت ، وبالخط العريض ، على صفحتها الأولى نائب الرئيس الأمريكي : ( عدو على الباب : ديك تشيني يقدم خطاباً تهديدياً استفزازياً .. )
والجدير بالذكر أن هذه الصحيفة تعارض الكريملين وتدعم اليمين الليبرالي الروسي ، ويملكها المنشق اليميني "السوفيتي" السابق بوريس بوريزوفيسكي ، كذلك حذرت هذه الصحيفة قائلة " إن كلمات حديث ديك تشيني تؤكد وتشير بوضوح إلى أن الحرب الباردة قد عادت من جديد مرة أخرى ، وكل ماحدث هو أن خط المواجهة في هذه الحرب قد تغير .. وأصبح على حدود بعض الجمهوريات المستقلة المتحالفة مع أمريكا ..
كذلك تساءلت الصحيفة قائلة "ماذا على روسيا أن تفعل الآن إزاء ذلك !!؟ .. ثم أجابت " بأنه يتوجب على روسيا أن تعزز روابطها مع بيلاروسيا ، ودول آسيا الوسطى ، وتصبح أكثر تعاوناً مع الصين .. وذلك من أجل أن تحقق التوازن المطلوب لمواجهة التهديد الغربي الذي أصبح محتملاً"..
- صحيفة فيريميا نوفوستي الروسية قالت بأن جماعة الخيار الديمقراطي هذه، قد تم إنشاؤها خصيصاً تحت إشراف وبقيادة الإدارة الأمريكية ، لا لكي تكون بديلاً عن كومنولث الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، وإنما لكي تحقق غاية وهدفاً أبعد وأكثر عمقاً من ذلك ، وقد حددت صحيفة تروو الروسية هذا الهدف قائلة " بأن الهدف يتمثل في  تشكيل كومنولث تحت إشراف أمريكي ، على النحو الذي يشير وينشر السخط والاستياء بين علاقات دول المتعلقة مع روسيا .. "
صحيفة الكومولسكايا برافدا – الأوسع انتشاراً في روسيا والموالية للكريملين وصفت المؤتمر وخطاب ديك تشيني ، بأنه يشبه ماحدث في مؤتمر يالطا ، وقد نشرت الصحيفة خارطة للدول التي اجتمعت في مؤتمر فيلنيوس بليتوانيا ، تحت عنوان : لقد اختارت آسيا الوسطى البقاء والوقوف إلى جانب موسكو ، بينما ذهبت شرق أوروبا إلى جانب أمريكا ..
أما بالنسبة لردود الفعل الرسمية ، فيمكن استعراضها على النحو الآتي :
- صرح ديمتري بسيكوف ، المتحدث باسم الكريملين قائلاً : إن إدارة الرئيس الروسي بوتين تنظر إلى حديث نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بأنه مبهم وغامض ويعبر عن قلة الفهم والإدراك ، وبالذات في تحذيره لروسيا من مغبة استخدامها لطاقتها من النفط والغاز على نحو ابتزازي وخبيث في علاقاتها مع جيرانها ، ونحن لا نتفق مع الكثير مما
-  ورد في الخطاب ، وبالتالي لايمكن أن نوافق ونقر بأن الشركات الروسية تتقصد الأضرار بمصالح الشعب الروسي والبلدان المجاورة ، والتي تحتاج إلى النفط والغاز من أجل تنمية "ديموقراطيتها" و"اقتصادياتها" .
فروسيا والشركات الروسية ظلت طوال الستين عاماً الماضية بما فيها فترة الحرب الباردة السابقة ، تقوم بتزويد غرب أوروبا بمصادر الطاقة .. ونؤكد الآن بأنها سوف تستمر في القيام بذلك ، وأغفل الإشارة إلى النجاحات التي حققتها روسيا في مجال الديمقراطية والحرية الدينية طوال الخمسة عشر عاماً الماضية ، وهو أمر لم يكن يتصور أحد في الماضي حدوثه في روسيا .
- بعض التغيرات في الأسلوب والتوجهات ، فإن ذلك يمكن الحديث حوله بين الأجهزة الرسمية – الروسية والأمريكية وليس في المؤتمرات .
- أما سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ، فقد أكد على الشبه بين ماحدث في مؤتمر فيلينوسيا بزعامة الرئيس الأمريكي وماحدث في مؤتمر يالطا .. عندما تجمعت الدول القريبة ضد الاتحاد السوفيتي ، وأضاف لافروف قائلاً بأن هذا النوع من المؤتمرات تتم إقامته من أجل توحيد وتعبئة عدة بلدان ضد بلد آخر .
- أما سكوت ماكليلان المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض فقد صرح قائلاً بأن السيد ديك تشيني ، نائب الرئيس الأمريكي بوش – قد أوضح بجلاء سياسة الولايات المتحدة، خاصة وأن الرئيس بوش سوف يذهب في القريب العاجل إلى سانت بطرسبرغ في روسيا وذلك في تموز القادم .. من أجل حضور اجتماع قمة مجموعة الثمانية .
وعموماً فقد ركزت كل الانتقادات في روسيا على اعتبار تصريحات ديك تشيني معادية لروسيا ، وبأنها تشبه كثيراً تصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل في عام 1946م عندما هدد بإقامة ستا ر حديدي يفصل غرب أوروبا عن شرقها .. أو بما حدث في مؤتمر بالطا عام 1945م عندما تم رسم خارطة جديدة لأوروبا على خلفية النفوذين الشرقي الشيوعي والغربي الرأسمالي .. وقد شكل هذان الحدثان آنذاك نقطة البداية للحرب الباردة السابقة .. كذلك هناك توقعات بأن تؤدي تصريحات تشيني الأخيرة إلى المزيد من تعاون روسيا مع الصين.

 

الجمل – قسم الترجمة
المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...