الأسد في حواره مع التلفزيون الرسمي: إنهاء سنوات من القطيعة مع الإعلام السوري

24-08-2011

الأسد في حواره مع التلفزيون الرسمي: إنهاء سنوات من القطيعة مع الإعلام السوري

رسالة هامة بعث بها الرئيس بشار الأسد إلى جانب الرسائل السياسية في حواره الأحد الماضي على الفضائية السورية، تمثلت هذه المرة في إعطائه حواراً وللمرة الأولى للتلفزيون العربي السوري. وهو لطالما نقل تصريحات رئيس بلاده من تلفزيونات عربية وأجنبية، كان آخرها حواره مع قناة «تي آر تي» التركية في 14تشرين الأول 2010، وحواره مع «المنار» اللبنانية في 24 آذار 2010.
لقد أراد الأسد أن يعترف ضمناً بجدارة المؤسسة الوطنية وأهليتها للقيام بهذا النوع من المقابلات، فقال لمحاوريه رشا كسار وأسامة شحادة: «التلفزيون السوري هذه المؤسسة الغالية علينا» مفضلاً الظهور هذه المرة حصرياً عبر شاشته، لا سيما بعد تسريبات بعض المواقع الإلكترونية مؤخرا بأن مقابلة الأسد ستكون مع الزميل مرسيل غانم على قناة «ال بي سي» الفضائية. أنباء نفاها على الفور شريط «الفضائية السورية» الإخباري بالإعلان أن المقابلة الموعودة ستكون عبر التلفزيون السوري، وبعد نشرة الأخبار الرئيسية.
توجه جديد عكسته المقابلة التي استمرت قرابة ثلاثة أرباع الساعة، بدأت من لحظة دخول الرئيس إلى مكتبه من البوابة الخشبية الأنيقة، ليسلم على محاوريه، ثم ليمهد الزميل شحادة للقاء بمقدمة صغيرة رحب فيها بضيفه، تبعته الزميلة كسّار بسؤال عن الوضع الأمني وتطوراته.
بدا الأسد أكثر استرخاءً أمام كاميرا التلفزيون الوطني، مع أن المقابلة لم تلجأ إلى محاولة «كسر الجليد» التي يتبعها بعض الإعلاميين في بداية مقابلاتهم الصحافية للتوسع في هامش الأسئلة المطروحة على ضيف من قامة الرئيس السوري، فيما ظهر على كل من محاوريْه توتر خافت في جلوسهما على حافة الكرسي المواجه له، ومحاولتهما توجيه أسئلة محددة لا استطراد في بنيتها، ولا مماحكة صحفية حول ما فنّده الأسد في كلامه، ضمن حدود اللباقة والإصغاء لإجابات الرئيس وآرائه السياسية. أسلوب يبرر له لاحقا الرئيس الأسد في حديثه عن نقاط الضعف التي ما تزال موجودة في الخطاب الإعلامي السوري. فجواباً على سؤال حول نظرته إلى الإعلام السوري حاليا وما إذا واكب الفكر الإصلاحي قال الأسد: «لكي نكون موضوعيين وأنتم تسمعون كما أسمع أنا من انتقادات للإعلام الرسمي فعلينا أن نقول (..) عندما نعطي الإعلام الرسمي الهامش والمعلومات يحق لنا أن نقيمه سلباً أو إيجاباً. عدا ذلك فمؤسسات الدولة الأخرى تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في نقاط الضعف الموجودة في الإعلام؛ ومع ذلك أستطيع إن أقول والكثيرون حتى من ينتقد الإعلام الرسمي يقول إن الإعلام في الشهرين الأخيرين حقق نقلة مهمة الى الأمام، مع التوضيح في الوقت نفسه أن الإعلام الرسمي لا يمكن أن يكون إعلاماً خاصاً في كل العالم، ولا يجوز أن نبالغ في توقعاتنا منه لأنه إعلام رصين وله أهداف واضحة.. وهو إعلام موجه ولا يتحدث عن أي شيء فقط من أجل أن يحقق أكبر عدد من المشاهدين. فعندما نفهم كل هذه الأمور يصبح التقييم موضوعيا. وأعتقد بأن ما قمتم به في الأشهر الأخيرة بهذه الظروف الصعبة شيء مهم جداً.. والمهم مع الانفتاح الذي نقوم به وإعطاء المعلومات والمزيد من الشفافية وقانون الإعلام الجديد هو أن يكون لديكم المزيد من التسارع في عملية التطوير في الإعلام السوري».
حوار الرئيس الأسد مع التلفزيون ربما يدفع الصحف السورية لاحقا لأخذ فرصة مماثلة، لا سيما أنها هي الأخرى لم تحظ بمثل هذه الفرصة منذ سنوات طويلة.

سامر محمد اسماعيل

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...