اكتشاف ثقب العدم الكوني يعيد الجدل الفلسفي حول الوجود والعدم

27-08-2007

اكتشاف ثقب العدم الكوني يعيد الجدل الفلسفي حول الوجود والعدم

الجمل:    بدأت العلوم بالفلسفة، والتي انقسمت لاحقاً الى العدد الكبير من العلوم الذي نراه حالياً، وكانت الانقسامات الأولى عن الفلسفة تقوم على الاعتبارات النظرية والعملية، وتطورت منهجية الانقسامات بحيث أصبحت تقوم على أساس استقلالية الموضوع والمنهج، وذلك على النحو الذي أصبحت فيه كل دراسة تتميز باستقلالية الموضوع والمنهج، تشكل علماً قائماً بذاته.
• آخر اكتشافات الفضاء الكوني:
اكتشف فريق علماء الكونيات والفلك التابع لجامعة مينيسوتا الأمريكية ثقباً عملاقاً في الكون، وكان اللافت للنظر أن هذا الثقب خالياً من وجود المجرات والنجوم وغيرها من الأجسام الكونية.
يقع هذا الثقب على بعد مليار سنة ضوئية عن الأرض (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل، ويمكن أن تتخيل طولها إذا علمنا أن الضوء يدور حول الكرة الأرضية حوالي ثمانية مرات في الثانية الواحدة).
التحليلات العلمية ماتزال في بدايتها، وتركزت تعليقات علماء الفلك والكونيات على أن ما تم العثور عليه هو الظاهرة الأولى من نوعها في الكون، وذلك لأن وجود منطقة خالية تماماً، وكبيرة بهذا الحجم، هو أمر غير مقبول من الناحية النظرية، وبالتالي يحاول العلماء حالياً إيجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة.
• اكتشاف الثقب الخالي وتداعياته على الفلسفة:
اختلف الفلاسفة كثيراً حول وجود (الخلاء) أو الفراغ، وأشار بعضهم إلى أن وجود الفراغ الخالي غير ممكن، بينما تمسك البعض بهذه الفكرة.
تطورت المصطلحات الفلسفية بقدر أكبر بسبب تطور الفلسفة وانقسامها إلى فروع ومذاهب ومدارس، وظهرت مصطلحات مثل (الوجود) و(العدم)، وكان الخلاء أو الفراغ يرتبط بفكرة العدم أو اللاشيء، كما يقول البعض.
كذلك كان من يرفضون فكرة (العدم) يقولون بأنه غير موجود، وذلك لأنه لا يمكن التحقق منه، ومن ثم فقد دار جدل كبير بين الفلاسفة حول الوجود والعدم، وذهب فريق منهم إلى عدم استخدام كلمة العدم، مستخدماً كلمة اللاوجود، وذلك بحيث أصبحت ثنائية الوجود والعدم يتم استبدالها بواسطة هذا الفريق بثنائية الوجود واللاوجود.
ارتبطت اشكالية الوجود- اللاوجود بالعديد من المقاربات الفلسفية الحرجة، ومن أبرزها: إذا كان يوجد الوجود واللاوجود، فإن معنى ذلك أن الوجود موجود، وأن اللاوجود موجود أيضاً، وبناء على ذلك يصير اللاوجود موجوداً كحقيقة مثله مثل الوجود تماماً.
وعموماً، دون خوض في المقاربة التي رفض بها فلاسفة الوجود مصطلح اللاوجود على أساس اعتبارات أن اللاوجود موجود، فإنه يمكن الإشارة إلى أن الاكتشاف العلمي الفلكي الكوني الخاص بظاهرة الثقب الخالي هو بالضرورة تأكيد لوجود الفراغ أو الخلاء بشكل يمكن التحقق منه.. وبكلمات أخرى: فقد أصبح العدم موجوداً، وهو أمر يقودنا مرة أخرى إلى المقاربة المثيرة، وذلك على أساس اعتبارات أن وجود العدم هو إثبات لوجود اللاوجود.
فهل يا ترى يقبل أنصار عدم وجود اللاوجود بهذه الحقيقية أم أنهم سوف يقومون بتصعيد الجدل الفلسفي إلى مرحلة جديدة أخرى هذه المرة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...