احتجاجات نقابيّة تشلّ أثينا
خرج عشرات الآلاف من العمال المضربين، في مسيرات في انحاء اليونان أمس، احتجاجا على خطط التقشف التي تهدف الى انتشال اليونان من ازمة ديون هزت منطقة اليورو، في وقت ردت الحكومة الاشتراكية على الانتقادات الاوروبية لادارة اليونان شؤونها المالية باتهام شركائها في الاتحاد الاوروبي بازدواجية المعايير.
وتظاهر حوالي 50 ألف شخص في اثينا، ساروا سلميا نحو البرلمان، وحوالى 10 آلاف في مدينة سالونيكي، كبرى مدن شمال اليونان، في سياق اضراب عام احتجاجا على خطة التقشف.
وكتبت على لافتات رفعت في التظاهرات التي نظمها في العاصمة الاتحاد العام للعمال اليونانيين واتحاد الموظفين، شعارات «افرضوا الضرائب على المضاربين» و«الناس وحاجاتهم قبل الصفقات والربح». وتسبب الاضراب الذي يستمر 24 ساعة، شاملا معظم القطاعات العمالية، في تعطيل الرحلات الجوية وتوقف الخدمات، فيما اندلعت اشتباكات اثناء الاحتجاجات حيث اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من الشبان كانت ترشقها بالحجارة.
وتريد نقابات العمال في القطاعين العام والخاص، والتي تمثل نصف القوة العاملة في اليونان وقوامها خمسة ملايين عامل، أن تلغي الحكومة خططا لتجميد رواتب القطاع العام وزيادة الضرائب ورفع سن التقاعد. وقال رئيس نقابة «جي إس إي إي» للعاملين في القطاع الخاص يانيس باناغوبولوس «الان عيون اوروبا تحولت الينا.. نطالب الحكومة بألا ترضخ لرغبات الاسواق وان تجعل حاجات الناس أولوية لها وأن تتبنى مزيجا من السياسات الاقتصادية والاجتماعية لا يؤدي الى الركود بل الى إيجاد وظائف.»
وتزامن الاضراب مع زيارة لمسؤولين من الاتحاد الاوروبي لتقييم ما إذا كانت اليونان ماضية في طريقها لخفض العجز في ميزانيتها الذي يزيد عن نسبة 12 في المئة. وعقد المسؤولون مباحثات مع مدير مجلس خبراء وزارة المالية جورج زانياس، كما من المقرر ان يعقدوا مزيدا من الاجتماعات اليوم الخميس مع مسؤولي «بنك اليونان» ووزارة العمل.
وفي علامة على استمرار اهتزاز الاسواق، ارتفعت تكلفة الاقتراض في اليونان. وقال وزير المالية التشيكي ادوارد يانوتا انه من المستحيل ان تتمكن اثينا من خفض عجز ميزانيتها بالسرعة التي تعهدت بها، فيما قال نائب رئيس الوزراء اليوناني تيودوروس بانغالوس ان ايطاليا وفرنسا وبلجيكا استخدمت الاساليب ذاتها التي اتبعتها اليونان لاخفاء العجز الحقيقي في ميزانياتها كي تصبح مؤهلة للانضمام لمنطقة اليورو.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد