إسرائيل تقتل ضابطين مصريين

03-06-2006

إسرائيل تقتل ضابطين مصريين

عمّق إقدام الجيش الإسرائيلي على قتل ضابطين مصريين أمس على الحدود في سيناء، إحساساً مصرياً بالمرارة والشك في العلاقات المعقدة التي يقيمها الرئيس حسني مبارك مع إسرائيل ويتوّجها غداً بلقاء في شرم الشيخ مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت.
وفي ما يعكس رعونة اسرائيلية في التعامل مع مصر، اطلق الجنود الاسرائيليون النار على الضابطين الشهيدين من دون سابق انذار لدى عبورهما مسافة قصيرة في منطقة صحراوية حدودية لا تحددها علامات واضحة، فيما اشارت تقارير اخرى الى ان اشتباكا وقع وانتهى باستشهاد الضابطين ونجاح ثالث في الانسحاب.
وعلى الرغم من الحرارة التي تميز طبيعة الاتصالات المستمرة بين مبارك وأولمرت، فقد سبق للقاهرة ان عبّرت عن خشيتها من ان تقود خطة الانطواء التي يعتزم أولمرت تنفيذها في الضفة الغربية إلى إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
وفي ظل تبادل الاتهامات بين  القاهرة وتل أبيب حول من بدأ بإطلاق النار، اعلن الجيش الإسرائيلي أن وحدة من سلاح المدرعات أفلحت في قتل شخصين يرتديان الزي العسكري المصري، بعد أن عبرا مع شخص ثالث الحدود قرب جبل ساجي المواجه لبلدة بير المعين الحدودية المصرية في سيناء، وأطلقا النار على دورية إسرائيلية. وأوحى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في البداية أن الاشتباك وقع مع خلية فلسطينية اجتازت الحدود، بهدف تنفيذ عملية داخل إسرائيل.
وأشار البيان الإسرائيلي إلى أن قوة مدرعة لاحظت أشخاصا مشبوهين يشقون طريقهم داخل إسرائيل، وحال إدراك هؤلاء أنهم باتوا مكشوفين فتحوا النار على القوة الإسرائيلية، وتم تبادل النيران فقتل اثنان منهم، إلا أن الجيش الإسرائيلي أوضح، في ما بعد، أن القتيلين ضابطان مصريان، وكانت رتبهما العسكرية على أكتافهما.
وذكر البيان أنه عُثر بجوار الضابطين على الأسلحة التي كانا يحملانها، وهي بنادق رشاشة من طراز كلاشينكوف و9 مخازن ذخيرة وجهاز اتصال. وقالت مصادر إسرائيلية إن الضباط المصريين، الذين أفلح أحدهم في النجاة والعودة إلى الأراضي المصرية، دخلوا اسرائيل مسافة 80 مترا فقط. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن جنديا إسرائيليا أصيب في تبادل إطلاق النار.
ومن التحقيقات الأولية التي أجراها قائد الجبهة الجنوبية اللواء يوآف غالانت، وقائد الفرقة المدرعة العميد عماد فارس، تبيّن أن الضباط المصريين اقتربوا من كمين لقوة من جنود المدرعات وأطلقوا النار باتجاه القوة.
وشككت مصادر أمنية مصرية في رواية الجيش الإسرائيلي. واتهم قائد قوات حرس الحدود المصرية في منطقة بير المعين عصام السيد إسرائيل بإطلاق النار على العنصرين في الشرطة الحدودية في البداية، موضحا أن التحقيقات متواصلة لمعرفة سبب عبورهما الحدود، التي لا توجد بها أسوار.
وأوضح مصدر امني مصري انه <عثر على جثتي فردين من الشرطة من القوات المعينة لتأمين خط الحدود الدولي بسيناء على مسافة 200 متر عبر الخط الدولي، مصابين بطلقات نارية وبحوزتهما أسلحتهما، وكامل معداتهما>، مضيفا أن القتيلين هما محمد بدوي صادق وأيمن السيد حامد.
وقدمت مصر احتجاجا رسميا شديد اللهجة إلى إسرائيل، معلنة أن الضباط المصريين ضلوا الطريق في تلك المنطقة التي ليس فيها سياج حدودي، فيما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بإجراء تحقيق مشترك مع المصريين لاستيضاح ظروف الحادث.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أنه برغم التحسن في العلاقات بين إسرائيل ومصر أخيرا، إلا أن قتل الضابطين المصرين لن يجعل اللقاء بين مبارك وأولمرت سهلا. ونقل موقع صحيفة <معاريف> على شبكة الانترنت عن هذه المصادر قولها إن المصريين يرون أن خطة الفصل قادت إلى فوز حركة حماس في الانتخابات، وإنهم يخشون أن تقود خطة الانطواء إلى إضعاف أبو مازن بشكل كبير، كما أن مبارك يسعى للتشديد على وجوب عودة إسرائيل إلى التفاوض مع أبو مازن.
وأشارت الصحيفة إلى أن أولمرت سوف يبلغ مبارك بعزمه على استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لكن ذلك مشروط بتغيير مواقف حكومة حماس واعترافها بإسرائيل.
يشار إلى أن أولمرت يخطط لعرض خطة الانطواء على مبارك في اجتماع شرم الشيخ غدا. ويعتبر أولمرت أن العلاقات تحسنت كثيرا مع الرئيس المصري، حيث تجري بينهما اتصالات هاتفية متكررة.


 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...