إدمان العمل يكلّف غاليًا

01-11-2016

إدمان العمل يكلّف غاليًا

يعتبر العديد من الناس قضاء ساعات طويلة في العمل، وكسب أموال كثيرة، دليلاً على النجاح. ويُنظر إلى صفة المدمن على العمل في كثير من الأحيان على أنها وسام شرف.
لكن بالنسبة للبعض، فإن الحاجة إلى العمل التي تبلغ حدّ الهوس تأتي على حساب كل شيء آخر. ويمكن للصحة، والعلاقات العائلية، وحتى نوعية العمل أن تتأثر بذلك كثيراً، فالهوس بالعمل يكلّف ثمناً باهظاً، إذ يمكن أن يصل إلى حد مميت.
أكثر من كلمة
 في وقت سابق من هذا الشهر، توصّلت دراسة للحكومة اليابانية إلى أن خُمس القوة العاملة اليابانية تواجه مخاطر الموت من الإرهاق في العمل. وإرهاق العمل ليس مشكلة في اليابان وحدها، فقد عقد مسؤولو برنامج علاجي يُعرَف باسم «مدمنو العمل المجهولون»، وهو برنامج يتكوّن من اثنتي عشرة خطوة لعلاج إدمان العمل، وعُقد مؤتمرهم الدولي الأول في المملكة المتحدة في حزيران الماضي بحضور واسع من جميع أنحاء العالم.
قليلة هي الأبحاث التي تتناول أسباب تطور الإدمان على العمل. إلا أن الوضع تغيّر. ففي السنوات الأخيرة، بدأت هذه الظاهرة في جلب المزيد من الاهتمام، ويتم التعامل معها على أنها أكثر من مجرد كلمة طنانة. الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الخاص بالرابطة الأميركية للطب النفسي، الذي يعتبر المعيار الذهبي في تشخيص الاضطرابات العقلية، لا يعترف بالإدمان على العمل كحالة مرضية. لكن حتى بدون وجود تعريف دقيق لهذه الظاهرة، يظل أثرها مرتبطاً بقضايا صحية وعقلية، وسلوكيات تتعلق بمكان العمل.
إنتاجية أقل
 أظهر بحث شامل أجرته «جامعة جورجيا» مؤخرًا، وهو عبارة عن ملخص كمي للأبحاث الموجودة حول الإدمان على العمل، أن المدمنين على العمل أقل إنتاجية من زملائهم الذين يتبعون نهجًا صحياً تجاه العمل. وربطت دراسة أخرى واسعة النطاق نشرتها «جامعة بيرغن» في النرويج، في أيار الماضي، بين الميول للإدمان على العمل وقضايا نفسية أخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري، والقلق، والاكتئاب. لكن متى يتحوّل العمل بكدّ إلى أمر سلبي؟ وما الذي قد يدفع أحدهم للاعتقاد بأنه «مدمن عمل»؟ يُعدّ الإدمان على العمل أمراً قسريًا، وينطوي على اندفاع وسواسي خارج عن السيطرة نحو العمل، أو التفكير فيه، بحسب قول بريان روبنسون، الطبيب النفسي من كارولينا الشمالية الذي كان قد أجرى بحثاً مبكراً في آثار الإدمان على العمل.
وكتب روبنسون كتابًا يحمل عنوان «مكبّل في مكتب العمل»، وهو دليل علاجي لمدمني العمل، جاء فيه: «لا يعرّف الإدمان على العمل بالساعات. بل يُعرف بما يخالج صدورنا. فالمدمن على العمل هو شخص يحلم بالعودة للعمل وهو يمارس رياضة التزلج. أما العامل السليم فهو الشخص الذي يكون في العمل ويحلم بالذهاب لممارسة التزلج».

(بي بي سي)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...