أولمرت يُسلّم بنهاية حياته السياسية

31-05-2008

أولمرت يُسلّم بنهاية حياته السياسية

تصاعدت أمس رائحة الانتخابات المبكرة من كل جوانب الحلبة السياسية الإسرائيلية، عبر اتهامات متبادلة وفي كل الاتجاهات. فقد سرّبت مصادر مقربة من رئيس الحكومة إيهود أولمرت لوسائل الإعلام، اتهامات بأن وزير الدفاع إيهود باراك أفشل، لاعتبارات ضيقة، المساعي التي بذلها من أجل تحقيق التهدئة مع حماس في غزة. وفي الوقت الذي ذهب فيه باراك إلى حد الإعلان عن أن حزبه سيعمل على إرغام حزب «كديما» على «تقويم عموده الفقري الأخلاقي»، وهو ما رد عليه بعض قادة «كديما» بأن من بيته من زجاج عليه ألا يرشق الآخرين بالحجارة.
وبدا جلياً أمس أن أولمرت، الذي يحاول التظاهر بأنه لا يزال يسيطر على الأمور، ولذلك دعا الى عقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبيل سفره الى واشنطن، بات يتصرف على أنه مغادر منصبه. وأكدت أوساط كثيرة في «كديما» أنه أعطى الضوء الأخضر لأنصاره للمشاركة في الجهد الهادف لإجراء انتخابات تمهيدية لاختيار زعيم آخر للحزب. وقال أولمرت لمقربيه إن «كديما» حزب عزيز على قلبه ولا يريد توريطه في مشكلاته. وأبلغهم أولمرت أنه لا ينوي ترشيح نفسه في الانتخابات التمهيدية القريبة.
ويعني موقف أولمرت هذا، تسليمه الفعلي بانتهاء حياته السياسية، من دون أن يبادر فعلياً إلى إخراج نفسه بشكل سريع من اللعبة، إذ لا يزال يصر على أن يتمم عملية تسلم وتسليم منتظمة للحزب وتسهيل بقاء الحزب على رأس الحكومة، عبر تأجيل الانتخابات العامة قدر الإمكان. ويبدو أن أولمرت يؤمن بقدرته على إنجاح وزير المواصلات شاؤول موفاز ضد وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وبالتالي يبقي حزب «شاس» في الحكومة ويحقق لحزب «العمل» مطلبه باستبداله شخصياً.
ويصعب تخيل قدرة هذا السيناريو على التحقق، في ضوء إدراك الجميع أن عملية الانتخابات العامة انطلقت، وأن استطلاعات الرأي في «كديما» تظهر صورة مغايرة لتوقعات أولمرت. وهذا يعني بالضرورة أن هناك توقعات بتغييرات جدية في الحلبة السياسية عموماً، عبر تزايد احتمالات الانشقاق في عدد من الأحزاب واتحاد أحزاب أخرى لأغراض انتخابية.

واتهم موفاز ليفني بأنها ساعدت في عملية تحطيم «كديما» وحكومته، فردت عليه بأن ما تفعله في الواقع من اندفاع لتسريع إجراء الانتخابات التمهيدية، إنما يجري لمنع تحطيم الحزب والإبقاء على رسالته في السلطة. وكان استطلاع أجري بين صفوف منتسبي «كديما»، قد أظهر أن ليفني تفوز بـ39 في المئة من الأصوات، في حين لا ينال موفاز سوى 25 في المئة. وبالإضافة الى ذلك، تظهر الاستطلاعات أن ليفني أقدر من غيرها في «كديما» على جلب أصوات للحزب. ففي استطلاع لصحيفة «معاريف»، نال «كديما» برئاسة ليفني 25 مقعداً في مواجهة رئيس حزب الليكود اليميني المعارض بنيامين نتنياهو، في مقابل 19 مقعداً لو ترأس موفاز قائمة «كديما» ضد نتنياهو.
وربما لهذا السبب، ذهب أمس خطوة أخرى في الهجوم على «كديما» في قضية «المغلفات النقدية»، بإعلانه أنه «إذا واصل العمود الفقري الأخلاقي لقيادة كديما الانحناء أمام المصالح أو السلطة، كما فعلوا منذ سنوات، فسنضطر لتقويمه». وشدد على أنه «إذا تصرفنا بشكل صائب، واتحدنا، بجد وإلى الأمام نحو العمل، فسننتصر».
وحمل العديد من قادة «كديما» بشدة على باراك، معتبرين أنه ليس مؤهلاً للوعظ الأخلاقي. وقال أحدهم «من المذهل كيف أن شخصاً بظهر أخلاقي معوج من ثقل فضيحة الجمعيات، التي يواصل حملها على ظهره، والتي قيل فيها عنه إنه حاول شراء الحكم بالمال، يسمح لنفسه بتقديم المواعظ حول نظافة اليد السـياسية والعامة. إن باراك لا يصدق نفسه، وفي كل استطلاعات الرأي المنشورة يظهر أيضا أن الجمهور لا يصدقه ولا يصدق أن حزبه المنهار».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...