أوجلان: 50 ألف مقاتل لمحاربة الدولة التركية

25-10-2012

أوجلان: 50 ألف مقاتل لمحاربة الدولة التركية

لم تمض أيام قليلة على تلويح رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان باحتمال بدء مرحلة انفتاح جديدة على المسألة الكردية حتى تغيّر كل شيء. غصن الزيتون انقلب تهديدات ودعوة من أردوغان كي يُنزل «حزب السلام والديموقراطية» الكردي لوحته ويضعها في جزيرة ايمرالي، حيث يعتقل زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، أو في جبل قنديل حيث القيادة العسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني».
ولا أحد يعرف لماذا يتشدد اردوغان مرة ويمد اليد تارة أخرى. من الواضح أن السياسة الكردية للحكومة التركية مرتبطة بانتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2014. اردوغان يريد أن يكسب الوقت ويلعب على التناقضات. مرة مع أوجلان، والاستعداد حتى للتحاور معه، وضد «حزب السلام والديموقراطية» المتمثل في البرلمان بـ 36 نائباً، بعضهم في السجن، ومرة مع الحل تحـت سقـف البرلمان، أي مع «السلام والديموقراطية» وضد «الكردستاني». والمحصلة في كلتا الحالتين المماطلة في حل المشكلة واستمرار ذهنية الإلغاء المستمرة منذ عهد أتاتورك، مروراً بكل الحكومات المتعاقبة، إسلامية كانت أم عسكرية أم علمانية.
وإذ يدرك الأكراد ذلك، فإنهم يلعبون هم أيضاً على عامل التناقضات الداخلية والإقليمية والدولية. ولكن ما سرّبته صحيفة «طرف» قبل أيام بات ينذر بتطورات تصعيدية في العلاقة بين الدولة التركية و«حزب العمال الكردستاني» قد تدخل اردوغان في وضع لا يُحسَد عليه.
ما وصفته الصحيفة بالتقرير عن مضمون الاتصالات بين الحكومة وزعيم «الكردستاني» يشير إلى أن أوجلان قد التقى في 21 أيلول الماضي بشقيقه محمد الذي يبدو أنه مرسل من قبل الحكومة، وهو ما جعل أوجلان يسأله مباشرة «أريد أن أعرف من أرسلك إليّ»، مضيفاً إن «مثل هذه المفاوضات لن توقف الدم الذي يُراق، ويتوجب على من يريدون وقف الدم أن يتجاوبوا مع بعض الحقوق الكردية، والسياسة الجيدة ممكنة فقط بأعمال جيدة».
وذكّرت الصحيفة بأن مطلب وضع أوجلان في إقامة جبرية في منزل، الذي اقترحه القيادي في «الكردستاني» مراد قره يلان، هو في الأساس من اقتراح أوجلان نفسه.
ويقول التقرير إن أوجلان أرسل عبر أخيه محمد، إلى زعيم «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين ديميرطاش، رسالة مفادها أن على ديميرطاش أن يلتقي بالجميع من الأكراد والحكومة، وأن «يفعل كل ما يلزم للحصول على نتيجة جيدة، حتى لو تتطلّب الأمر تجنيد خمسين ألف مقاتل، وليس كافياً أبداً أن يكون العدد كما هو الآن، عشرة آلاف في الداخل».
وفي أثر هذه الرسالة رأت الحكومة أن هناك أملاً بالوصول إلى حل، بالرغم من أن الرسالة نفسها تشير إلى تجنيد خمسين ألف مقاتل كردي استعداداً للمعركة. وفي الوقت ذاته عمل ديميرطاش على خطَّي: المفاوضات مع السلطة والبدء بتجنيد المقاتلين.
ويذكر التقرير إن أوجلان أبلغ ديميرطاش انه إذا كان لا بد من حرب، فلتكن حرباً بكل معنى الكلمة، وهي إذا جرت على هذا النحو فستنتهي خلال ثلاثة أشهر. ويعترف أوجلان أن الحرب التي خاضها «حزب العمال الكردستاني» على امتداد ثلاثين عاماً، لم تكن حرباً كما يجب ولم تسفر عن نتائج. ودعا أوجلان في الرسالة إلى أن تكون أعداد المقاتلين جاهزة بحلول الربيع المقبل.
وفي الرسالة أن أوجلان يرى أن حكومة أردوغان ليست صادقة في كلامها عن الحل، ويقول إن على الحكومة أن تثبت نيتها خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، بل تستطيع ذلك في شهر واحد، إذا أرادت. وقال إن المشكلة لا تحلّ موسمياً أو ربطاً بانتخابات رئاسة الجمهورية.
وتذكر الصحيفة إن «حزب العمال الكردستاني»، الذي أشارت شبكة «إن تي في» التركية إلى أن أربعة من عناصره قتلوا في تونجلي، يهدف إلى أمرين: إخراج أوجلان من السجن ووضعه في إقامة جبرية في منزل، والثاني تصعيد الحرب ضد الدولة عبر تجنيد خمسين ألف مقاتل. وفي حال وضع أوجلان في منزل فليس من قوة في العالم تُعيده إلى السجن.
فهل تواجه تركيا حرباً كردية من نوع جديد وأشمل، وهي التي لا تزال غارقة في المستنقع السوري؟

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...