ألبيـر كامـو كاتـب بـلا هويـة

30-01-2009

ألبيـر كامـو كاتـب بـلا هويـة

لماذا نموت؟ من يقتلنا؟ قد يكون الإله الخفي الذي يتحكّم بكل شيء. ما إن أدرك ألبير كامو، الكاتب الفرنسي ـ الجزائري، هذه الحقيقة البسيطة حتى غرق في ارتباك عميق. ففجّر ضياعه الوجودي في أعمال أدبية رائعة تعبّر عن روحية عصره. أننتحر أو ندع بحر الملذات يجرفنا لننسى أن الموت ينتظرنا؟ يبقى الجواب معلّقاً.
»وقفت وبما أنني كنت أرغب في أن أتكلم، اتّفق أن قلت: لم أكن أنوي أن أقتل عربياً«، هذا ما أعلنه مورسو الذي اقترف جريمة قتل على شاطئ البحر، وهو بطل »الغريب«، إحدى أشهر روايات ألبير كامو. أهو تبرير؟ أو محاولة إثبات براءة؟ طبعاً لا. ففي أدب ألبير كامو، يبدو الإنسان عاجزاً، أفعاله غير مبررة وغير مفهمومة. هو يقتل ولا يعرف لماذا؟ يموت من دون معرفة السبب. الله غائب. الإنسان هو الذي دمّره، لكنه عجز أن يحلّ محله. ففي القرن العشرين، انتفض الإنسان على الإله. شعر بقوةٍ ما، ربما بسبب الاختراعات التكنولوجية، أو ربما بسبب تمكّنه من التحكّم بالمادة بفضل العلوم، أو ربما لأنه تنزّه على سطح القمر. فبات هو الذي يفعل بالكون، وليس الكون الذي يفعل به. إنما الموت... ظلّ الموت يُشعره بالعجز، وعدم القدرة على السيطرة على الأمور بشكل كامل. الإنسان الذي مشى على سطح القمر مات، بأية طريقة؟ كيف؟ لا نعرف، ابتلعه الفراغ الأسود، غرق في محيط الغياب الأبدي. فظلّ الخوف يتملّكه لأنه غير قادر أن يتحكّم بالمسائل الوجودية. جسده هش، وهو معرّض للاضمحلال في أية لحظة، لن يستطيع الفرار من الموت. الحائط مسدود. عبّر ألبير كامو في كتاباته الأدبية عن هشاشة المرء المطلقة. إنه الوعي. أنا أعي أنني سأموت، إذاً أنا في غاية الضعف. يظهر هذا الوعي لفكرة الموت بوضوح في إحدى مسرحياته المأساوية »كاليغولا« من خلال العبارة التالية: »اقتله ببطء كي يشعر بأنه يموت«. إذاً، على الإنسان أن يعي موته في لحظة وفاته. تبرز الإشكالية على مستوى الوعي الذي حاول الامبراطور كاليغولا فرضه على الناس كي يدركوا أن الموت ينتظرهم، لذلك تقول عنه حاشيته: »فلنعترف على الأقل بأن هذا الرجل يمارس تأثيراً أكيداً. هو يجبرك على التفكير. يجبر الجميع على التفكير. يجعلنا ندرك أننا لسنا بأمان«. ما إن يفكّر الإنسان حتى ينهار. أنا أعرف أنني أموت... لا، لا أريد أن أرحل الآن، يقول ألبير كامو، لماذا؟ بناء على هذه العلاقة الملتبسة والغاضبة مع الموت، تخبّط الكاتب في ضياع وجودي وفكري طيلة حياته. ينبع تمزّقه من التشتت على مستوى الانتماء. فبين الجزائر وفرنسا، وبين مختلف التيارات الوجودية والعبثية، بات ألبير كامو كاتباً بلا هوية. علاقته بالله مختلّة بالكامل. إذ إنه يحمّله مسؤولية غيابه، هو يتساءل لماذا أنت غائب؟ لماذا يموت الإنسان؟ يعبّر كامو عن تخبّطه الوجودي من خلال شخصياته الأدبية. وبالفعل، تمرّد بطل مسرحية كاليغولا، الذي يحاول لعب دور الإله، قائلاً: »لقد أثبتّ لهؤلاء الآلهة الوهميين أن الإنسان يستطيع القيام بعملهم التافه بسهولة«. ابتكر هذا الكاتب الوجودي شخصية كاليغولا الامبراطور الدموي الذي يحاول لعب دور الإله. يقتل من يشاء، حين يشاء وبالطريقة التي يختارها. ألا تعاملنا الآلهة بهذه الطريقة؟ »أنا الله، أنا أتحكّم بالموت«. تحاول حاشية كاليغولا أن تثنيه عن لعب هذا الدور المجنون من خلال الحجج المنطقية، فتقول له: »أنت لا تغار منّا، بل تغار من الآلهة أنفسهم«. وبالفعل، يحاول الامبراطور منافسة الإله الذي مات وترك له مهمّة التحكّم بالمسائل الوجودية. ماذا يفعل بهذا الصدد؟ يعلن الامبراطور بحزم وثقة: »أقول ان المجاعة ستعمّ غداً. الكل يعرف المجاعة، إنها وباء. غداً، سيكون هناك وباء... وسوف أوقف الوباء حين أشاء. على كل حال، ليس لدي وسائل كثيرة لأثبت حريتي«. إذاً، الحرية هي التي يسعى وراءها هذا الامبراطور، وهي حرية اختيار ساعة موته وساعة موت الآخرين كذلك. وهو لا يكتفي بلعب دور الإله لوحده، بل يريد تعميم هذا الدور على الجميع، فيقول: »ذنب كل هؤلاء الناس، أنهم لا يؤمنون بالمسرح بما فيه الكفاية. سيعرفون حينئذ أنه يُسمح لكل إنسان بأن يلعب دورا في المأساة السماوية، فيصبح إلهاً«. أهي دمقرطة لعب دور الإله؟ هل يدعو كاليغولا كل الناس الى التحكّم بالمسائل الوجودية؟ في هذه المسرحية، يصبح الإله بشراً، هو مرئي وملموس، كما أنه الملك الذي يتكلم مع حاشيته. إنما، هذا الامبراطور لا ينجح في القيام بمهمّته حتى النهاية. يفشل في نهاية المطاف، فيغتاله أفراد حاشيته ليتخلّصوا منه ومن غطرسته.
الطاعون
أسلوب رواية »الغريب« محايد للغاية ـ هذا ما يوصف بالكتابة البيضاء ـ، وهو وصفي بشكل منهجي. تذكّر جمله بوجودية همينغواي، الكاتب الأميركي الذي شارك في الحرب العالمية الأولى، وروى علاقة الإنسان بالموت في ظل الأزمات العنيفة. تتألف جمل كامو القصيرة من المواد الأساسية ضمن وصف في الحد الأدنى واستحضار واضح لعلم النفس. إنما، حتى لو كانت جمله قصيرة وبسيطة، فهي توحي بالسيولة والعمق. إذ إنه لا يستخدم الزخرفة والصور المجازية المعقّدة، بل يكتفي بوصف هادئ للأمور. بما أنه عاجز عن تغيير الحالة البشرية والتخلّص من حتمية الموت، يكتفي كامو بوصف المشاهد ببرودة ومن دون توتر، بما أن ذلك لا يجدي نفعاً على أية حال... يصف الكاتب الوضع في رواية »الطاعون« بأسلوبه البسيط قائلاً »يوجد على هذه الأرض أوبئة تتسبب بضحايا، ويجدر بنا أن نكون قدر الإمكان ضد الأوبئة«، فتبرز العبارات التالية: »كل تعاسة الناس ناتجة من كونهم لا يستخدمون لغة واضحة. ويالتالي، أنا اخترت أن أتكلم وأتصرّف بوضوح، لكي أكون على الطريق القويم. أقول إذاً ان هناك وباء وهناك ضحايا، ولا شيء أكثر«. في رواية »الطاعون«، يشعر شعب بأكمله بأنه مهدّد من الوباء الذي هو صورة مجازية للاحتلال الألماني. تجسّد كل من الشخصيات طريقة للتعامل مع الوضع. فمثلاً، يكرّس الطبيب ريو كلّ قوته لمواجهة هذا المرض الذي يسبّب ألما للجميع: »الوباء ليس بحجم الإنسان، نقول إذاً ان الوباء ليس حقيقياً، إنه كابوس سيمر، لكنه لا يعبر دائماً، ومن كابوس الى آخر الناس هم الذين يعبرون«. إن عالم رواية »الوباء« خالٍ من النساء، فبات خانقاً. النساء غائبات في هذه الرواية. هنّ يتوفين أو يرحلن، أو يبقين صامتات. مع غياب صورة المرأة، ينقلب المشهد، يصبح أسود، مأساويا وكئيبا. فيطغى الموت على الرواية ويغرقها في عالم المأساة الحادة ذات الطابع الذكوري.
اللّذة والانتحار
الناس يموتون، لا مجال للفرار. ما هو الحل إذاً؟ الإمكانات معروضة في أدب كامو: أننتحر لنتخلّص من هذا الشعور بالعجز؟ ففي رواية »الإنسان الثائر«، يعتبر الكاتب أن الانتحار هو المسألة الوحيدة التي تستحق أن يتم طرحها. بالنسبة له، وحده الجمال هو الذي ينقذنا من عبثية الوجود. الخيار الثاني هو المتعة، ربما يجدر الغرق الى أقصى حد في ملذات الحياة قبل الموت؟ لا يمكن الحسم. في كل الأحوال، الموت قادم، هو شبح غير مرئي يخنق الإنسان ويدخله في عالم الغياب. أين ذهبوا؟ لا نعرف. كتب كامو في هذا السياق: »ان لم يكن لشيء معنى، فقد نكون على صواب. إنما ما زال هناك ما يضفي معنى على هذه الحياة«. وحدها الملذات تنسينا كل شيء، ولو لفترة عابرة. وما هي هذه الملذات؟ في رواية »الغريب«، بعد وفاة والدته، يذهب مورسو الى السينما مع صديقته ويستحم معها، يضاجعها تحت الماء الجارية على جسديهما. هذا القاتل مليء بالشغف والرغبة. يحب جسده وجسدها والمياه، ويقول مورسو، وهو وراء قضبان السجن: »اجتاحتني رغبة في أن أكون على الشاطئ وأنزل الى البحر«. كذلك في »أسطورة سيزيفوس«، يطرح الكاتب خيار التمتّع الى أقصى حد بملذات الحياة قبل الموت. في هذه الرواية، تضفي الثورة الذاتية معنى على الوجود. يبدو أن كل ما نفعله هو انتفاضة على إرادة الله، فيدعو كامو الى الثورة الفردية في وجه غياب الله، بعكس سارتر الذي يحفّز على الثورة من أجل تغيير الظروف الاجتماعية. يبرز التباين بين الكاتبين في رواية »السقوط« حيث يبرز كامو سبب انفصاله الكامل عن وجودية سارتر، الذي يعتبر أن الإنسان محكوم بأن يكون حرّاً. من ناحية أخرى، قد تكون هذه الملذات هي بكل بساطة الغوص في حضن الطبيعة الأم، في الدفء، تحت نور الشمس الحارقة الحاضرة أبداً في أدب كامو. الشمس هي عين الله، ينظر إلينا من فوق ويقول للناس في القرن العشرين: »سوف تموتون. مهما فعلتم وتطورتم وأبدعتم، فسوف تموتون جميعاً، اذهبوا الى الجحيم!«. على مستوى رمزي آخر، هذه الشمس البارزة في أدب كامو، هي شمس بلاده الأصلية، الجزائر. وبالفعل، غالباً ما يتكلم هذا الكاتب عن بلده الأصلي حيث ولد، فيصف الجزائر بأنه بلد حار مليء بالرغبة والشغف. ألبير كامو يعرف بلاده جيداً، يعشقها. في »أسطورة سيزيفوس«، يصف هذا الكاتب الجزائر، بلد الجمال، لأنه عاش فيها تجربة التزاوج مع الطبيعة. لمَ كل هذا التوق نحو الرغبة؟ ربما لأنه ينتمي الى التيار الوجودي الذي تطوّر في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. فباتت اللّذة وسيلة للهروب من الموت الذي طغى على طفولته، وهو ابن شهيد الحرب. وبالفعل، والد ألبير كامو مزارع فقير عمل في ألزاتيان وتوفي في معركة المارن عام ١٩١٤ خلال الحرب العالمية الأولى. ربما لذلك، خيّمت فكرة عبثية الموت والعنف المجاني على أدبه. لماذا أموت؟ ما هو الهدف من ذلك؟ لا شيء. فراغ. توفي والده الذي لم يكن يعرفه أصلاً، وغرقت والدته، الفاقدة سمعها بشكل جزئي، في كآبة عميقة. أما هو فقد أصيب بداء السل الذي أثناه عن متابعة دراسته. حياته مليئة بأحداث تذكره بهشاشة الجسد. نذكر في هذا السياق مورسو، بطل رواية »الغريب«، ذا التصرفات الطفولية، الذي يتعامل مع وفاة والدته بشكل خارج عن المألوف؛ »اليوم، ماتت والدتي. أو ربما البارحة لا أعرف. تلقيت برقية من المأوى: توفيت أمك. الدفن غداً. مشاعر مميّزة. هذا لا يعني شيئاً. ربما جرى كل ذلك في الأمس« ثم يضيف »الآن، أشعر بأن والدتي لم تمت فعلاً. بعد الدفن سيختلف الأمر، ستصبح مسألة مبتوتة وسيأخذ كل شيء منحى أكثر رسميةً«. يلخّص ألبير كامو مغزى هذه الرواية على الشكل التالي من خلال عبارة شديدة التناقض: في مجتمعنا كل رجل يرفض أن يبكي على والدته يُعدم. لماذا نبكي؟ سنموت كلنا عاجلاً أم آجلاً. في هذه رواية.
الصحافي المتمرد
بالإضافة الى هذا الاضطراب الوجودي من ناحية الشكل والمضمون، اتّسمت حياة ألبير كامو السياسية بالارتباك على كل المستويات. فهو الصحافي الثائر الذي تمرّد على الجميع، فطرد من كل الأحزاب والتيارات السياسية. عام ،١٩٣٥ انتسب كامو الى الحزب الشيوعي، إنما آراء هذا الحزب المعادية للعرب أدّت الى استقالته منه. بين سنتيّ ١٩٣٧ و،١٩٣٩ كتب كامو في الجريدة الاشتراكية، Alger-Républicain كما أنه كتب في جريدة Soir-Républicain. أراد باسكال بيا، ذو الأفكار الثورية المرتبطة بالجزائر، تأسيس جريدة »Pas comme les autres« (ليس كالآخرين). أُعجب كامو كثيراً بهذه الأفكار، لأنه يعتبر أنه من المستحيل ان يبقى شعب تحت الاستعمار على أرضه من دون عدالة اجتماعية. تبرز روحية كامو عبر المسائل التي غطّاها من خلال عمله الصحافي؛ فهو يحاول فضح براءة مسلم وقع تحت سيطرة السلطات، أو يتمرد على ظروف نقل السجناء الفرنسيين. إثر سلسلة من المقالات المنشورة، وضعت رقابة على كتابات كامو فتمّ إقصاؤه من الصحافة الجزائرية. فنشر مجموعة من المقالات حول التمييز العرقي الذي يواجهه العرب في Actuelles III، من ثم قام بإصدار جريدة اشتراكية Soir-Républicain. عام ،١٩٤١ توجّه ألبير كامو الى فرنسا وانضم الى المقاومة الفرنسية فالتحق بخلية سرية تُعرف بالـ »Combat«، فحملت جريدة هذا التنظيم اسم »Combat«. يبدو أن كامو شارك في تأسيس هذه الجريدة السرية بما أن مقالاته لم تكن موقعة أو كانت تحمل توقيع صحافي آخر. من بين كل الجرائد، Combat هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تجرأت على تناول موضوع قنبلة هيروشيما من خلال العبارة التالية: »يمكن تلخيص الوضع على الشكل التالي: بلغت حضارتنا الميكانيكية أقصى درجات وحشيتها«. عام ،١٩٤٤ كان قد بلغ كامو الـ٣١ سنة من عمره، فبات صوتاً ناشطاً في إطار التغيير الاجتماعي. لم يعد ينتمي لأي حزب وصار مستقلاً بالكامل. رفضه للماركسية جعله يتلقى الهجمات من فرنسا وكل بلدان العالم. هو يعلن في هذا الصدد: »أنتم تقولون إنه علينا إلغاء الرأسمالية كي نتخلّص من الحرب. لكن لنلغي الرأسمالية، علينا أن نقوم بحرب عليها«. إذاً، فكل السبل تؤدي الى الحرب في سياق فكر كامو المتناقد والمتضارب. بالنتيجة، لا يمكن تصنيف هذا الكاتب في سياق فكري محدّد. أهو وجودي؟ ليس بالفعل. فحين قام بتأسيس »حركة التجمع الثوري« التي استندت الى كتاب »ألبير كامو، حياة«، تضاربت هذه المجموعة مع بعض ميول حركة أندره بروتون السوريالية، فرفض كامو أي ترابط أيديولوجي معها قائلاً: »كلا، لست وجودياً. سارتر وأنا، كنّا دائماً متعجبين من رؤية اسمائنا متصلة بهذا التيار«. حين تسلّم جائزة نوبل في سنة ،١٩٥٧ قال ألبير كامو: »بلا شك، يحاول كل جيل إعادة تشكيل العالم. إنما جيلنا يدرك أنه لن يستطيع القيام بذلك. لكن مهمته قد تكون أكثر أهمية. فهي تكمن في منع تفكّك العالم«. خمسون سنة بعد تلقّيه جائزة نوبل، ظلّ ألبير كامو موضوعاً للنقاش الأدبي فصنّف في خانة: موضوع قابل للنقاش المستمر. إنما باتت كتاباته الأدبية خالدة واقتبست عنها عدّة أفلام مثل »الوباء« و»الغريب« الذي تمّ إخراجه باللغة الإيطالية من قبل لوشينو فيسكونتي. فاستمرت كلمة ألبير كامو الحائرة والضائعة عبر العصور من خلال الكتاب والصورة المرئية.

منيرة أبي زيد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...