«داعش» ينفّذ وعده بـ«قرصنة غوغل»

03-03-2016

«داعش» ينفّذ وعده بـ«قرصنة غوغل»

في الرابع من شهر شباط الماضي، أعلنت شركة «غوغل» عن بدء ما أسمته «الحرب على داعش». تتمثّل الحرب باستخدام تقنية جديدة لتحويل عمليات البحث عن أخبار التنظيم إلى نتائج لمواقع «رادعة»، تعمل على توعية الشخص حول مخاطر التنظيم، وتحاول ردعه عن الانخراط في مشروعه.موقع "آد غوغل أونلاين" بعد قرصنته بحسب صورة نشرها "داعش" على "تلغرام" (نيوزويك)
بدأت تلك «الحرب» بالتزامن مع حملة كبيرة شنّها موقعا «فايسبوك» و«تويتر» بهدف القضاء تدريجيّاً على التنظيم في الفضاء الالكتروني.
مطلع الأسبوع الماضي نشر تطبيق تابع لتنظيم «داعش» على موقع «تلغرام» الخاص بالرسائل منشوراً يبشر أنصار التنظيم بـ «عملية قرصنة سيتعرض لها موقع غوغل يوم الاثنين». إلا أن اليوم المحدد مر بشكل طبيعي ولم يتعرض محرك البحث الشهير ومواقعه المتصلة لأي تهديد حقيقي.
مجلة «نيوزويك» نشرت في عددها الأخير متابعة لتلك المعركة، أوضحت خلالها أن تنظيم «داعش» شنّ بالفعل عملية قرصنة على «غوغل»، إلا أنها طالت موقعاً هندياً يحمل عنوان Add Google Online، هو موقع يوفر بعض المعلومات للشركات الصغيرة. تمكن التنظيم من شلّ الموقع وترك رسالة وأنشودة باللغة الفرنسية تحمل تهديداً بـ «قتل من دون رحمة».
المجلة الأميركية لفتت إلى أن الهجوم الالكتروني شنته جماعة تابعة لتنظيم «داعش» تحمل اسم «جيش الخلافة الالكتروني»، إلا أن هذا الموقع لا يرتبط بموقع «غوغل» نهائياً. ذلك ما اعتبرته المجلة «فشلاً للتنظيم في تنفيذ تهديده».
حتى الآن، أغلقت مواقع التواصل الاجتماعي آلاف الحسابات لناشطي التنظيم. وأعلن موقع «فيسبوك» مطلع شهر شباط الماضي عن تشكيل خمس خلايا عمل خاصة بمتابعة نشاطات التنظيم على الموقع الأزرق، كذلك أغلق موقع «تويتر» أكثر من 10 آلاف حساب تابع للتنظيم، ضمن عمليات التضييق المتتابعة ضد نشاطات التنظيم على السوشل ميديا. هكذا، تتضافر جهود «تويتر» و «فايسبوك» مع جهود «غوغل» في هذا المجال، لتشمل المعنيين البارزين بتداول الصور والأخبار والدعاية على الشبكة.
رغم ذلك، تنقل المجلة عن المستشار في الكونغرس الأميركي ومؤسس شركة «كرونوس» للاستشارات الأمنيّة مايكل سميث قوله إنّ «التزايد في معدّل هجمات قراصنة «داعش» يشير إلى تنامي قدرات الجماعة افتراضياً». ويوضح: «بغض النظر عن الأهداف الصغيرة نسبياً، تظهر قدرات «داعش» امتلاكه إمكانات أكثر تعقيداً لإلحاق الضرر بمصالح أعدائه». ويتوقع المستشار الأميركي أن «يوسع قراصنة داعش مجال نشاطهم من اختراق أنظمة الحكومة بهدف جمع معلومات عن الأمور العسكرية، الاستخبارية، الديبلوماسية وعن المسؤولين القانونيين، إلى أمور أخرى أكبر مثل الهجوم على أنظمة البنية التحتية الحيوية».
يمتلك تنظيم «داعش» مجموعة كبيرة من القراصنة المحترفين يعملون بشكل دوري على استهداف واختراق مواقع معادية للتنظيم، أشهرها اختراق مواقع تابعة للجيش الأميركي وتسريب أسماء نحو 700 جندي أميركي في شهر تشرين الثاني من العام الماضي. وبالرغم من فشل «داعش» الأخير في قرصنة «غوغل»، يبقى الباب مفتوحاً نحو تصعيد كبير ومعارك عنيفة من المنتظر أن يشهدها الفضاء الالكتروني، بين التنظيم من جهة، وعمالقة الانترنت والحكومات من جهة أخرى.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...