«الدوامة»: الحكاية افتراضية.. لكن الواقعية في التنفيذ ضرورة

16-02-2009

«الدوامة»: الحكاية افتراضية.. لكن الواقعية في التنفيذ ضرورة

بالنسبة إلى مشاهد يتربع على أريكة في بيته، فإن مشهد درامي على إيقاع زخات المطر يبدو رائعاً ورومانسياً ويُشعر بالغبطة، إلا أن تنفيذ المشهد عملياً له «نتائج» أخرى، خصوصاً إذا كان نص السيناريو يقول إن البطلة تطل عبر نافذتها لتراقب سقوط المطر. قد يكون خير من يعرف «النتائج» هذه سامر الزيات مدير تصوير مسلسل «الدوامة» الذي يخرجه المثنى صبح، وطاقم العمل الذي طاله البلل بالكامل أثناء حضورنا اليوم الخامس والثلاثين من الأيام التسعين المقررة لإنجاز مسلسل المخرج السوري المثنى صبح. من اليمين المثنى صبح، ويبدو إلى اليسار الفنان نضال نجم (الضابط) وقيس الشيخ نجيب
إلا أن كلمة «نعيماً» من المخرج المنفذ إياد نحاس، لم تكن تعني خلاص فريق التصوير من حمام المياه الطوعي، إذ سرعان ما يعود المخرج صبح ومدير الإضاءة أحمد الحموي ليطلبا من بطلة المسلسل اللبنانية دارين حمزة ومدير التصوير الزيات إعادة تصوير المشهد مرة ثانية، وثالثة بسبب تفاصيل صغيرة يرى المخرج أنها ضرورية، كما عندما ينتبه صبح إلى أن الشباك ليس مفتوحاً كفاية أو أن هناك ظلالاً في كادر الصورة.
مع انتهاء المشهد يبدأ منفذو الإنتاج بتجفيف المياه التي تسربت إلى القاعة الرئيسية في بيت السباعي (واحد من البيوت الشهيرة في دمشق القديمة).. بينما يتولى المخرج صبح الشرح تفاصيل المكان الذي نفذه مهندس الديكور طه الزعبي، وهو حسب المخرج صبح، «مكان دمشقي قديم لكن تأثيثه فرنسي، لأن صاحبته نادية نجمة (بطلة العمل) شخصية سورية من أم فرنسية».
مع المشهد الثاني، يتولى المخرج صبح بنفسه تصحيح اللهجة الشامية لبطلته اللبنانية دارين حمزة التي يجب أن تتكلم الفرنسية، بالإضافة إلى اللهجتين اللبنانية والشامية. تعيد دارين المشهد ثلاث مرات، وفي كل مرة تخطئ بالكلمة ذاتها «شوبكي»، ليضحك كل من في «اللوكيشين» على صراخ المخرج صبح: «نعيد التصوير مرة تانية».
مسلسل «الدوامة» الذي كتبه الراحل ممدوح عدوان، حكاية سورية افتراضية مفعمة بالحب والنضال السياسي.. تدور أحداثها خلال السنوات الأولى من استقلال العالم العربي (1949ـ1951)، في محاولة لدراسة البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع السوري خلال السنوات الأولى لفترة ما بعد الاستقلال، وكشف المحاولات الخارجية للسيطرة على ثروات البلاد العربية، وخاصة النفط، وتصدي الدول العربية مجتمعة لهذه المحاولات.
ويصر المخرج صبح على تذكيرنا بأن «حكاية المسلسل افتراضية»، ذلك لأننا «لا نريد توثيق مرحلة المسلسل الزمنية، بقدر ما نريد رواية الحكاية ومحاولة رصدها بصدق لكي تكون مقنعة، لذلك أضفنا خطوطاً كثيرة على العمل لتثبيت فكرة افتراضية الحكاية». ويضرب المثنى مثالاً على افتراضية حكايته بالقول: «في الفترة الزمنية التي اختارها ممدوح عدوان والتي لا تتعدى السنتين (1949ـ1951) يتولى المسؤولية في البلاد سبعة رؤساء، لكن المسلسل كما رواية فواز حداد «الضغينة والهوى» الذي أخذنا عنها المسلسل يختصران الحكاية برئيس وزراء واحد».
المثنى صبح أرجع غياب النجمة اللبنانية نادين الراسي عن العمل إلى «أسباب صحية» بعدما أعلن بداية أنها ستقوم بدور البطولة، وأشاد بأداء بطلته البديلة اللبنانية دارين حمزة وثقافتها الفنية التي سهلت مهمته في دمجها في أسـلوب الفــن التمثــيل السوري.
في «الدوامة»، ينجح المثنى صبح في إعادة جمع النجمين السوريين سلوم حداد وأيمن زيدان في عمل واحد بعد مرور فترة طويلة على عملهما معاً آخر مرة. وإلى جانب استعانته بمخضرمي الدراما السورية ونجومها الشباب، اختار المخرج صبح نحو ثلث فريقه التمثــيلي من نجوم الدراما اللبنانــية (دارين حمزة، يوسف الخال، جهــاد أندري، أليكو داوود، ميــشيل أبو خليل، روجيه صقر) واستعان بخمسة وجوه شابة تقــف للمرة الأولى أمام الكامــيرا هي نجلا الخمري، ميسون أسعد، مهيار خضور، رامي خلف، لونا أبو درهمين.
في النهاية يعيد صبح التأكيد على الوقوف على كل تفاصيل العمل لإنجاحه، مشيراً إلى المسؤولية التي تقع عليه تجاه نص الراحل ممدوح عــدوان لذلك هو لا يوفر جهداً لـ«إنجاح العمل تقديراً واحــتراماً لروح ممدوح أولاً».

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...