هل يهود إيران كفلسطيني غزة؟

27-09-2010

هل يهود إيران كفلسطيني غزة؟

خمسة و عشرون ألف يهودي يعيشون في إيران.و هي أكبر نسبة يهود في الشرق الأوسط خارج إسرائيل. لا يضطهد اليهود الإيرانيون و لا يظلمون من قبل الدولة، ففي الواقع هم محميون بالدستور الإيراني، كما أنهم أحرار في ممارسة شعائر دينهم و المشاركة في الانتخابات.و لا يحجزون أو يفتشون عند نقاط التفتيش ،فما من جيش احتلال يعاملهم كوحوش و يجمعهم  كقطيع في مستعمرة عقابية مزدحمة (مثل غزة) حيث يحرمون من وسائل العيش الأساسية . فاليهود الإيرانيون يعيشون بكرامة و يتمتعون بمزايا المواطنية.

حولت وسائل الإعلام الغربية الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى شيطان، و يوصف بالمعادي للسامية و بهتلر الجديد. و لكن إن كانت هذه الادعاءات صحيحة، إذا لماذا قام غالبية يهود إيران بالتصويت له في الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟هل يمكن أن يكون كل ما نعرفه عن أحمدي نجاد إشاعات و بروبوغاندا لا أساس لها؟:

هذه سطور مقتبسة من مقال في ال BBC:

(قام مكتب أحمدي نجاد مؤخرا بمنح نقود لمشفى اليهود في طهران و هو واحد من أربع مستشفيات خيرية يهودية في العالم كله و تمول من نقود اليهود في الخارج ،و هو أمر لافت للنظر في إيران حيث تواجه منظمات المعونة المحلية الصعوبات في الحصول على تمويل خارجي خوفا من الاتهام بالعمالة الأجنبية).

متى منح هتلر النقود لمشافي يهودية؟ و التشبيه بهتلر محاولة مفرطة لغسل عقول الأميركيين لا تقول لنا أي شيء عن حقيقة أحمدي نجاد.

و الأكاذيب حول أحمدي نجاد لا تختلف عن تلك التي تناولت صدام حسين و هوغو شافيز.فالولايات المتحدة و إسرائيل تحاولان خلق مبررات لحرب ثانية.و لهذا تلصق وسائل الإعلام بأحمدي نجاد أقاويل لم تجر على لسانه ، فهو لم يقل أبدا بأنه يريد (مسح إسرائيل من الخارطة).

و إليكم فقرة أخرى بقلم الكاتب جوناثان كوك يشرح فيها ما الذي قال الرئيس الإيراني فعليا:

(هذه الأسطورة تعاد و تكرر بلا نهاية منذ وقوع خطأ في ترجمة حديث أحمدي نجاد قبل عامين. فخبراء اللغة الفارسية يؤكدون بأن الرئيس الإيراني، و بعيدا عن التهديد بتدمير إسرائيل، كان يقتبس من خطاب قديم  للراحل آية الله الخميني يعيد فيه طمئنه مؤيدي فلسطين بأن النظام الصهيوني في القدس سيتلاشى من صفحة الزمن ،لم يهدد بإبادة اليهود أو حتى إسرائيل. لقد كان يقارن احتلال إسرائيل للفلسطينيين بأنظمة حكم أخرى غير شرعية اختفت مع الزمن، بما فيها نظام الشاه الذي حكم يوما إيران، و الأبارتيد في جنوب إفريقيا.و رغم ذلك،بقيت الترجمة الخاطئة و ازدهرت لأن إسرائيل و مؤيديها استغلوها لأهدافهم الدعائية )

أحمدي نجاد لا يشكل أي خطر على إسرائيل و الولايات المتحدة ،حاله كحال الجميع في الشرق الأوسط، انه يريد فقط منفذ للهواء وسط العدائية الإسرائيلية.

و هذه فقرة أخرى من موقع Wikipedia الالكتروني:

(ادعت الإدارة الأميركية بوجود تمييز عنصري في إيران ضد اليهود. ووفقا لدراستها، لا يمكن لليهود شغل مناصب رفيعة في الحكومة و يحرمون من الخدمة في القضاء و الخدمات الأمنية و أن يكونوا على رؤوس المدارس الحكومية.و تقول الدراسة بأنه يسمح للمواطنين اليهود حيازة جوازات سفر و الذهاب خارج بلدهم و لكن غالبا ما يرفض منحهم أذونات لعدة سفرات كالتي يحصل عليها بشكل طبيعي بقية المواطنين).

و قد شجب اليهود الإيرانيون الادعاءات التي تقدمت بها الحكومة الأميركية . و ورد في تقرير صادر عن جمعية اليهود الطهرانيين:( نحن اليهود الإيرانيون ندين ادعاءات حكومة الولايات المتحدة حول الأقليات الدينية الإيرانية،و نعلن بأننا أحرار تماما في ممارسة واجباتنا الدينية و لا نشعر بأي تقييد على أدائنا لشعائرنا الدينية)

من علينا أن نصدق، اليهود الذين يعيشون فعليا في إيران أم صانعي المشاكل في الإدارة الأميركية؟

في طهران يوجد ستة محلات جزارة وفق الشريعة اليهودية و أحد عشر كنيس و عدد من المدارس العبرية.و أبدا لم يقم أحمدي نجاد و لا أية حكومة إيرانية بمحاولات لإغلاق أي منها. و اليهود الإيرانيون أحرار بالسفر(أو الانتقال) إلى إسرائيل إن أرادوا، فما من جيش احتلال يسجنهم، و لا يحرمون من الطعام و الدواء و لا ينشىء أطفالهم  و هم يعانون من اضطرابات عقلية سببها العنف المتقطع.و عائلاتهم لم تقصف بأسلحة تتسلل عبر الشواطئ ولم يسحق مؤيدوهم تحت الجرافات أو أطلقت على رؤوسهم رصاصات مطاطية.لم يطلق عليهم الغاز أو يضربوا عندما تظاهروا بسلام لأجل حقوقهم المدنية. و لم يلاحق قادتهم و يقتلوا في اغتيالات مستهدفة.

كتب روجير كوهين مقالة عميقة حول هذا الموضوع لصحيفة New York Times  فقال:

(إن حقيقة المواطنية الإيرانية تجاه اليهود تخبرنا عن إيران، عن رقيها و ثقافتها، أكثر مما تفعل الخطابات المثيرة، ربما لأني يهودي و نادرا ما تلقيت معاملة بهذا الدفء المتين كما في إيران. أو ربما لأنه أثر في نفسي أن الغضب الشديد حول غزة، المنطلق من المنشورات و التلفاز الإيراني، لم  يترجم إلى إهانات أو عنف ضد اليهود.)

الأمور ليست مثالية بالنسبة لليهود في إيران و لكنهم بحال أفضل من الفلسطينيين في غزة .....افضل بكثير.

 

بقلم الصحفي الأميركي مايك ويتني

ترجمة رنده القاسم

عن موقع Counter Punch

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...