سوق الشعلان ترفع مؤشرات أدائها رغم الأسعار الخاصة

29-08-2010

سوق الشعلان ترفع مؤشرات أدائها رغم الأسعار الخاصة

تتصاعد الحركة هذه الأيام في سوق الشعلان في دمشق والمعروف بـ سوق التنابل نظرا لأن المتسوقات اللواتي يقصدونها هن من طالبات الخضراوات المقطعة والجاهزة للطبخ في رمضان أكثر منها في أوقات أخرى من العام .. فالحاجة إلى مواد الطهي الجاهزة تبقى ملحة للعديد من ربات البيوت الموظفات او المتفرغات .. والأسباب تتنوع بدءا من كثرة الاعباء داخل المنزل وخارجه مرورا بقلة الخبرة المطبخية واحيانا المرض وصولا إلى الرغبة في الراحة والرفاهية وهو ما يسميه البعض تنبلة لتصبح هذه الصفة دون غيرها ملتصقة برواد هذه السوق.

ولا تتصور السيدة مها العصيري 42 عاما حياتها دون هذه المواد الطازجة المعدة للطبخ وتقول ان مثل هذه الاشياء لم تكن موجودة بهذا التنظيم والكم قبل نحو 15عاما عندما كان تحضير الطعام يأخذ وقتا طويلا لاسيما في المناسبات.
وتضيف هذه السيدة وهي غير موظفة ان تحضير الطعام الصحي المكون من الخضار الطازجة هو عادة يومية في شهر رمضان وسوق التنابل يوفر عليها جهدا كبيرا لكنها تعترف في الوقت نفسه بارتفاع تكلفة هذه الرفاهية خصوصا في سوق الشعلان حيث يقع اشهر الاسواق التي تبيع الخضار الجاهزة مشيرة إلى ان البضاعة نفسها تباع في الميدان بسعر ارخص ب 10 إلى 25 ليرة سورية.

وتعترض السيدة فدوى مراد 58عاما على الاعتماد الكلي على المواد الجاهزة مضيفة انها رغم كونها موظفة وتسكن قريبا من سوق في منطقة المزة شيخ سعد في دمشق تقدم الخدمات نفسها التي تقدمها سوق التنابل الا انها لا تلجأ لهذه السلع الا عند الضرورة مشيرة إلى ما اسمته السعر المطاطي لكيلو البامياء المقمعة او البقدونس المفروم في شهر رمضان والذي يزيده الباعة في كل مرة متذرعين تارة بارتفاع اسعار الخضار وتارة بارتفاع أجرة اليد العاملة في تقطيع الخضار.

بدوره يرى محمد فاضل 35 عاما ان بضاعة سوق التنابل تحل مشكلة ضيق الوقت التي يعانيها وزوجته فهما موظفان في القطاع الخاص ودوامهما يمتد إلى ما بعد الخامسة مساء لافتا إلى انه يشتري البقدونس الناعم في شهر رمضان دوما لكونه يستخدم في العديد من اطباق سفرة رمضان.

ويفرش الخضري ابو فادي عشرات من اكياس الخضار والحبوب المتراصة في محله في الشعلان مغريا بعض العابرين بالشراء في حين ينأى آخرون عن هذه السلع معترضين على اسعارها قبل كل شيء.
ويقول هذا البائع ان البقدونس والثوم هما الاكثر مبيعا على الاطلاق في رمضان تليهما الفاصولياء المخرطة و الكلاوي والبامياء والكوسا والباذنجان المعدان للحشو لافتا إلى أن حركة البيع هذا الموسم هي اضعف منها في رمضان الفائت بسبب ارتفاع اسعار الخضار.

ويفصل ابو فادي اسعار المواد الجاهزة فسعر كيلو البامياء المقمعة 200 ليرة والبطاطا المقشرة والمقطعة بعدة اشكال 50 ليرة وكيلو البقدونس المفروم 150 ليرة والباذنجان والكوسا المحفورة 50 ليرة والثوم المقشر 50 ليرة وشراب التوت المركز 250 ليرة والمكدوس 450 ليرة والجوز المقشر 600 ليرة وورق العنب 200 ليرة.

ويشير إلى تعاقده مع 12 سيدة يقمن بتقطيع الخضار يوميا حيث تختص كل واحدة منهن بالعمل في نوع او اكثر من هذه الانواع بأجرة تتراوح بين 6 ليرات و30 ليرة للكيلو حسب نوع المواد وطريقة تقطيعها مبينا ان الكثير من زبائنه هم من سكان الحي والاحياء المجاورة بحكم القرب الجغرافي وهم يشترون انواعا عديدة من المواد لافتا إلى ان هناك اعدادا لا بأس بها من الزبائن ذوي القدرة الشرائية الاقل يقبلون على شراء نوع او نوعين على الاكثر وغالبا ما يفاوضون في السعر لكنهم يشترون في النهاية ويترددون على محله من وقت لآخر لأن الحاجة تفرض نفسها.

ويفسر الخبير الاقتصادي الدكتور راغب الغصين الاقبال على هذه السوق رغم اسعارها الخاصة بالايقاع السريع للحياة بالنسبة لغالبية شرائح المجتمع اضافة إلى السلوك الاستهلاكي الذي تتصاعد وتيرته في رمضان مضيفا ان الفائدة تطال التجار وابناء الطبقة المتوسطة لاسيما الموظفين منهم اضافة إلى بعض الاسر الفقيرة التي تعمل في هذه السوق لحساب اصحاب محال الخضار.

ويشير الغصين في الوقت نفسه إلى الاسعار المرتفعة التي قد تكون عائقا في وجه الشراء امام الكثيرين لافتا إلى انه رغم ذلك مازالت الاسواق تعرض كل يوم نموذجا جديدا من الأكلات الجاهزة المجمدة التي لا تحتاج سوى إلى تسخين ما يولد الحاجة او الاغراء بالشراء لدى المستهلك حتى ولو على سبيل التجربة.

ورأى ان المجال لاستغلال حاجة المستهلكين في هذه السوق متاح بشكل كبير خاصة مع تنوع العروض التي تقدم له إلى جانب استغلال حاجة السيدات اللواتي يعملن في منازلهن مقابل اجور تعد زهيدة قياسا مع حجم الجهد المبذول لانتاج كميات كبيرة من الخضار التي يقمن بتجهيزها وتباع باسعار عالية.

وترفع الرغبة في الطبخ المنزلي باقل جهد وزيادة القوة الشرائية للمتسوقين باعتبار ان اغلبهم من ذوي الدخول فوق المتوسطة والمرتفعة من اسهم هذه السوق التي اصبحت مقصدا للراغبين بالاستسهال ما جعل تسمية التنابل لصيقة بها وهي كلمة تركية الاصل وتستخدم في بلاد الشام على نحو واسع ويراد بها الناس الكسالى قليلو الحركة.

 

رزان عمران

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...