عـن قـريـة ابتكـرت «فـن الأرز»

28-07-2010

عـن قـريـة ابتكـرت «فـن الأرز»

«انكادات» قرية عادية في شمالي اليابان. ليس فيها الشيء الكثير. حقول أرز وبساتين تفاح، فقط لا غير. هو مشهد اعتيادي يجعل من الطلب الذي تلقاه موظف في بلدية القرية كيوشي هانادا من مرؤوسيه، بشأن ضرورة اسمشهد عام للوحة الأزرتنباط آلية لجذب السياح، أمراً عصياً... لكن لا شيء مستحيلا، عند الحاجة.
أطرق كيوشي مفكراً: كيف بإمكانه استقطاب الزوار إلى هذه القرية المحدودة الإمكانات. مر إلى جانب طلاب يزرعون الأرز، بعضه أرجواني داكن وبعضه الآخر أخضر. أغمض عينيه. تخيّل مشهداً. وابتسم. سيشكّل لوحات، باستخدام الأرز الملون. كان ذلك في 1993.
هكذا إذاً، ابتكر كيوشي ما سمي «فن الأرز»، الذي وضع قرية كانت اعتيادية، على خريطة المواقع السياحية في العالم. ومنذ 1993، يقوم قرويو انكادات بتشكيل لوحات ملونة من حقول الأرز. وفي 2010 الحالي، قرر القرويون رسم صورة لمقاتل ساموراي ينازل راهبا محاربا.
وقد عمد سكان القرية إلى استخدام الحاسوب لإرشادهم في عملية زرع ثمانية آلاف قصبة أرز مهندسة وراثياً لإنتاج ثلاثة ألوان من الأرز، الأحمر القاني، والأصفر، والأبيض، ليصبح بإمكانه رسم لوحتهم. وفي 2009، وصل عدد زوار انكادات إلى أكثر من 170 ألفا احتشدوا في الشوارع الضيقة في القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 8450، وغالبيتهم من كبار السن.
ومع ذلك، لم تتمكن القرية حتى الآن من ترجمة انجازاتها مادياً، فالزوار الذين «يفيضون» خلال الصيف، لا ينفقون الكثير في القرية. ويقول القرويون إن الأرز يكلف 35 ألف دولار سنوياً، ولا تفرض القرية رسوماً لقاء مشاهدة الفن بل تبرعات، وصلت في 2009 إلى 70 ألف دولار.
وقال رئيس بلدية القرية كويو سوزوكي (70 عاماً) إن «الزوار باتوا يطلبون صورهم في حقول الأرز»، موضحاً أن «سكان القرية يعتقدون أنه يجب عليهم إنتاج صور أكثر تعقيداً لضمان عودة السياح»، مضيفاً «لا بحر لدينا ولا جبال. كل ما لدينا هو الأرز، وكان علينا ابتداع السياحة لدينا».


المصدر: السفير نقلاً عن «نيويورك تايمز»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...