تاريخ بنيامين نتنياهو في الليكود وحظوظ فوزه في الانتخابات القادمة

16-08-2007

تاريخ بنيامين نتنياهو في الليكود وحظوظ فوزه في الانتخابات القادمة

الجمل: تقول المعلومات التي نشرتها وكالة البوناتيدبرس الدولية على موقعها الالكتروني، بأن النتائج غير الرسمية للانتخابات التي تم إجراءها يوم أمس الأربعاء لاختيار زعيم حزب الليكود الإسرائيلي بأن بنيامين نتانياهو قد حصل على 75% من أصوات المقترعين، يليه في المرتبة الثانية موشي فيغلين وحصل على 22% ثم جاء في المرتبة الثالثة داني دانون الذي حصل بقية القليل المتبقي من أصوات أعضاء الليكود.
كذلك تقول المعلومات بأن انتخابات حزب الليكود كانت ضعيفة للغاية، وذلك لأن عدد الذين شاركو في الانتخابات كان حوالي 40% فقط من عضوية الحزب البالغة 94944 عضواً.
* ابرز المعالم في مسيرة الليكود الإسرائيلي:
في تشرين أول عام 1973م، قامت أربعة أحزاب سياسية إٍسرائيلية من اليمين الديني المتشدد بالتحالف وتشكيل حزب الليكود، وهذه الأربعة أحزاب هي: حزب غاهال، حزب المركز الحر، وحزب الدولة، وحزب حركة يريتس بسرائيل. وقد تم آنذاك انتخاب الزعيم اليهودي ورئيس عصابة شتيرن مناحيم بيجين ليكون أول رئيس لحزب الليكود.
في انتخابات كانون الأول  من نفس العام، أي بعد شهرين من التأسيس حصل حزب الليكود على 30.2% من الأصوات في انتخابات الكنيست، الأمر الذي جعل الليكود يحصل على 39 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي.
في انتخابات أيار 1977م، حصل الليكود على 33.4% من الأصوات وحصل على 43 مقعداً في الكنيست، واستطاع حينها أن يقوم بتشكيل الحكومة الإسرائيلية بالائتلاف برلمانياً مع الأحزاب الدينية الإسرائيلية الصغيرة الأخرى. ليصبح مناحيم بيجن زعيم عصابة شتيرن في هذه المرة رئيساً لمجلس الوزراء الإسرائيلي.
وفي انتخابات تموز 1981م حصل الليكود على 41% من الأصوات واستطاع المحافظة على استمراره في تشكيل الحكومة بالائتلاف والتحالف مع الأحزاب الدينية الصغيرة، ولكن بحلول آب عام 1983 م استقال مناحيم بيجين من زعامة حزب الليكود ورئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي ليحل محله اسحاق شامير.
في انتخابات عام 1984م حصل الليكود على 41% من الأصوات ولكنه في هذه المرة تخلى عن تحالفاته مع الأحزاب الدينية الصغيرة ليتحالف مع حزب العمل في تشكيل الحكومة. وتبع ذلك في انتخابات عام 1988م حصول الليكود على 39% من الأصوات واستمراره في الحكومة بالتحالف والائتلاف مع حزب العمل. وفي آذار عام 1999م تم فض التحالف بين الليكود وحزب العمل بسبب الخلافات، واستطاع الليكود الاستمرار في السيطرة على الحكومة عن طريق التحالف مع الأحزاب الدينية الصغيرة.
انتخابات حزيران 1992، كان الأكثر سوءاً في تاريخ الليكود الإسرائيلي، فقد انخفضت مقاعده في الكنيست إلى 32 مقعداً، واصبح بنيامين نتانياهو الزعيم الجديد للحزب. ولكن في انتخابات 29 أيار 1996م استطاع بنيامين نتانياهو تحقيق الفوز في أول انتخابات مباشرة لمنصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث حصل على 50.4% في مواجهة منافسه شمعون بيريز الذي حصل حينها على 49.5% من الأصوات.
وبرغم شعبية نتانياهو آنذاك، فقد انخفضت مقاعد كتلة الليكود التي كانت 40 مقعداً في الكنيست قبل الانتخابات إلى 32 مقعداً، وكان ذلك الأسوأ في تاريخ التحالف والكتل البرلمانية التي كان يشكلها حزب الليكود.
وفي انتخابات 17 أيار 1999م، خسر حزب الليكود انتخابات منصب رئيس الوزراء حيث نال مرشح حزب العمل ايهود باراك حينها 56% من الأصوات ملحقاً الهزيمة بمرشح الليكود بنيامين نتانياهو الذي حصل على 44%، والهزيمة الأكثر دراماتيكية التي لحقت بالليكود بعد ذلك كانت في انتخابات الكنيست والتي حصل فيها الليكود على 19 مقعداً فقط لاغير، بعد أن كان عدد مقاعده قبلها 32 مقعداً ولم يتحمل بنيامين نتانياهو الهزيمة، وقام بعد ذلك بعشرة أيام وتحديداً في يوم 27 أيار بتقديم استقالته من زعامة حزب الليكود، مفسحاً أمام ايريل شارون الصاعد نجمه آنذاك تولي زعامة الحزب.
وفي 12 أيار2002م قام حزب الليكود بالتصويت ضد مشروع الموافقة بقيام دولة فلسطينية، وكان هذا الرأي معززاً لتوجهات بنامين نتانياهو وضد نصيحة ورأي آيريل شارون،
* انقسام شارون وأنصاره:
بسبب تزايد الخلافات بين بنيامين نتانياهو وايريل شارون، وبالذات حول ملفات: خطة فك الارتباط، والميزانية الإسرائيلية، إضافة إلى مطالبة أعضاء الليكود بإقامة انتخابات مبكرة حول زعامة الحزب خسرها شارون بحصوله على 48% في مواجهة نتانياهو الذي حصل على 52%.
أسوأ اللحظات التي واجه فيها زعيم الليكود ايريل شارون غدر اعضاء حزبه، كانت في تشرين الأول عام 2005، وذلك عندما قام بعض نواب الكنيست عن حزب الليكود بالانضمام فجأة إلى صفوف المعارضة وذلك على النحو الذي أفشل محاولة رئيس مجلس الوزراء وزعيم الليكود ايريل شارون، تعيين بعض الوزراء الجدد، وأيضاً أفشل عملية إجازة وتمرير الميزانية.. وأدى ذلك إلى جعل شارون الذي كان رئيساً للوزراء أن يفقد تماماً السيطرة على الكنيست.
ولم يتحمل شارون غدر أنصاره الليكوديين، واعلن في يوم 21 تشرين الثاني  2005م عن تخليه عن حزب الليكود وتشكيل حزب جديد هو كاديما، وفي يوم استقالة شارون اعلن عدد من أعضاء الليكود عن ترشيح نفسهم لمنصب رئيس الليكود وهم: بنيامين نتانياهو، عوزي لانداو، بسرائيل كاتس، سيلفان شالوم، موشي فيغلين، وشاؤول موفاز. ولا حقاً أعلن كل من عوزي لاندوا، وشاؤول موفاز عن تخليهم عن الترشيح بحيث تخلى عوزي لانداو لصالح بنيامين نتانياهو وأعلن شاؤول موفاز عن لحاقه بشارون وانضمامه لكاديما.
أبرز الدلالات والتداعيات المحتملة لفوز نتانياهو:
لايمكن القول بأن حزب الليكود قد انتهى تأثيره في الحياة السياسية الإسرائيلة، وذلك لأن الليكود بالأساس ليس ظاهرة سياسية، وإنما هو ظاهرة اجتماعية في الحياة الإسرائيلية، فهو يمثل (بؤرة) التوجهات الإسرائيلية القائمة على الشوفينية وكراهية العرب والمسلمين، والتمسك المتشدد بالطابع اليهودي – الإسرائيلي، القائم على الاساطير التوراتية، البنود التلمودية غير المعلنة، وعلى هذه الخلفية ترتبط المؤسسات الدينية الإسرائيلة روحياً ومعنوياً بحزب الليكود، أما توجهات الحزب القائمة على الكراهية واستخدام ارادة القوة، فتتجسد في شخصية بنيامين نتانياهو الذي يجسد الكاريزمية الرمزية لليكود ولعمق المجتمع الإسرائيلي، وبسبب كل ذلك سوف لن يحدث أي تطور في حزب الليكود طوال ما كان بنيامين نتانياهو زعيماً له.
يتميز بنيامين نتانياهو لا بعداءه ضد العرب والمسلمين وإنما بعدائه الشديد الذي لا يقل عن ذلك، ضد اليهود الشرقيين، وكان بينامين نتانياهو صاحب فكرة تهجير اليهود الشرقيين عن إسرائيل، وابقاءها دولة يهودية حصرية لليهود الأمريكيين والبريطانيين والألمان وغيرهم من اليهود الغربيين، وقد وجد بنيامين نتانياهو فرصة كبيرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تعزيز عملية أمداح اليهود الشرقيين بالمال ودفعهم إلى الهجرة إلى بلاد آسيا الوسطى والشرق الأدنى وكان أن تزايد عدد اليهود الشرقيين المهاجرين من إسرائيل إلى اذربيجان، تركيا، كازاخستان، وغيرها…
يجد بنيامين نتانياهو دعماً من جماعة المحافظين الجدد وإدارة بوش، وقد لعب دوراً كبيراً في عرقلة:
- المفاوضات مع سوريا.
- تجميد حقوق الفلسطينيين المنصوص عنها في اتفاقيات اوسلو.
- عرقلة اجندة علاقات أولمرت مع بوش والمسئولين الأمريكيين.
وبرغم ذلك، فإن بنيامين نتانياهو سوف يضطر خلال الفترة القادمة أن يكون أكثر واقعية وبراجماتية، وذلك لأن المصاعب التي سوف تواجهها إسرائيل في أي حرب عربية – إسرائيلية وتحديداً الحرب لمحتملة بين إسرائيل وسوريا، وحزب الله وحماس، قد أرهقت أعضاء حزب الليكود بحيث لم يشارك سوى 40% من أعضاء الليكود في انتخابات الحزب، وبكلمات أخرى فقد أصبح بنيامين نتانياهو رئيساً لحزب رفض 60% من أعضائه التصويت لتأكيد المصداقية للحزب.
تقول المعلومات بأن احتمال حصول الليكود على الفوز في الانتخابات القادمة ضئيلاً، ولن يتعزز موقفه إلا إذا تخلت بسيبي ليفي وزيرة الخارجية الحالية عن طموحاتها من أجل تولي منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي تؤكد الاستطلاعات بأنها الأوفر حظاً في الحصول على أغلبية الأصوات.

الجمل قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...