بعد قرار الإدارة الأمريكية إنهاء خدمته في الخارجية:دنيس روس إلى أين

15-06-2009

بعد قرار الإدارة الأمريكية إنهاء خدمته في الخارجية:دنيس روس إلى أين

الجمل: يعتبر الخبير الأمريكي دنيس روس من أبرز مهندسي الدبلوماسية الوقائية الأمريكية الشرق أوسطية الغارقين في التحيز لصالح إسرائيل، وما هو مفاجئ يتمثل في التسريبات الصحفية الصادرة اليوم لجهة التأكيد بأن الإدارة الأمريكية قد قررت إنهاء خدمة دنيس روس.
* ماذا تقول المعلومات؟
نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم تقريراً أعده باراك رافيد مراسل الصحيفة في واشنطن أشار فيه إلى قرار الإدارة الأمريكية المرتقب إزاء إنهاء خدمات دنيس روس في منصب مستشار ومبعوث الخارجية الأمريكية الخاص إلى إيران والخليج العربي وأشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• سيصدر خلال الفترة المقبلة قرار الإدارة الأمريكية بإنهاء خدمة دنيس روس.
• سيتضمن قرار الإدارة الأمريكية إفادة تقول أن روس قد تمت عملية إعفاءه من منصبه من أجل تحويله للعمل في منصب آخر تابع للبيت الأبيض.
إضافة لذلك، أشار التقرير إلى أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية لجهة اللجوء لخيار إنهاء خدمات دنيس روس ومن أبرزها:
• الرفض الإيراني القاطع لجهة عدم القبول بدنيس روس كمبعوث أمريكي لإيران.
• مساعي روس لإعادة تشكيل منظور جديد للسياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية يقوم على أساس اعتبارات إعادة ترتيب أولويات جدول أعمال السياسة الخارجية باعتبار إيران أولاً، والعراق ثانياً، والخليج والسعودية ثالثاً، ولبنان رابعاً، ثم بعد ذلك تأتي البقية.
• تأليف روس بالمشاركة مع ديفيد ماكوفسكي كتاباً سعى من خلاله للتأكيد على الفصل التام بين المسألة الفلسطينية والمسألة الإيرانية وهو المنظور الذي تبناه نتينياهو ورفضته الإدارة الأمريكية.
• أصدرت وزيرة الخارجية الأمريكية توجيهاً يقضي بمنع روس من تقديم المحاضرات وكتابة المقالات والتحليلات التي تروج لوجهة نظره وقد أدى ذلك إلى حدوث خلافات وصدام بينه وبين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
• إعداد التقارير داخل الخارجية الأمريكية بشكل يسعى إلى دفع الإدارة الأمريكية نحو اعتماد الخيار العسكري ضد إيران.
• تصادم توجهات دنيس روس كمبعوث خاص لإيران والخليج العربي مع توجهات جورج ميتشل المبعوث الخاص للشرق الأوسط وتوجهات هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان، وتقول المعلومات أن روس سعى إلى جعل مهام المبعوثين تمثل روافداً فرعية لمهمته كمبعوث خاص لإيران والخليج، بحيث يتقيد كل من ميتشل وهولبروك بوجهة نظر روس.
وتجدر الإشارة إلى أن الإيرانيين قد تحدثوا بشكل صريح مع الإدارة الأمريكية حول رفضهم القبول بدنيس روس مبعوثاً أمريكياً خاصاً إليهم من خلال الإشارة إلى الاعتراضات الآتية:
• يرتبط دنيس روس بعلاقات وثيقة مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين.
• يعمل دنيس روس كخبير في مراكز دراسات ومنظمات اللوبي الإسرائيلي الرئيسية ومن أبرزها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
• ظل روس يروج بشكل صريح وواضح من خلال مقالاته وتحليلاته في صحيفة نيو ريبابليك والموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن على ضرورة اعتماد الخيار العسكري ضد إيران.
• بسبب أن أم دنيس روس يهودية فمن الممكن أن يكون دنيس روس يهودياً وحاملاً للجنسية الإسرائيلية.
إضافة لذلك، تجدر الإشارة إلى أن دنيس روس يعمل بشكل منتظم في العديد من المنظمات اليهودية ذات الطابع القومي – الصهيوني وبعض المنظمات لا يحمل صيغة سياسية وإنما صيغة يهودية بحتة مثل المنظمات الناشطة في حماية الآثار اليهودية والتراث اليهودي وحماية يهودية القدس وما شابه ذلك.
* دنيس روس: إلى أين؟
حتى الآن لم تتضح بعد الوظيفة الجديدة التي سيتم تحويل دنيس روس إليها وتقول التسريبات بأن عناصر اللوبي الإسرائيلي داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي تبذل قصارى جهدها لكي يتم تحويل دنيس روس لجهة تولي منصب جديد يكون أكثر حساسية من منصبه السابق وفي هذا الخصوص تشير بعض التسريبات الواردة بواسطة موقع واينماديسون الاستخباري الأمريكي وموقع أونلاين جورنال الأمريكي المعارض للحرب ضد الإرهاب، بأن جهود اللوبي الإسرائيلي تركز حالياً باتجاه تحويل روس ليتولى منصباً هاماً بوكالة الأمن القومي الأمريكي.
عموماً، عندما كانت المنافسة محتدمة بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما حول من سيحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي برز اسم دنيس روس كمرشح لتولي منصب وزير الخارجية الأمريكي في حالة صعود كلينتون إلى البيت الأبيض وذلك ضمن صفقة تم عقدها بين منظمة الإيباك والمرشحة كلينتون، ولكن خسارة الأخيرة أنهت الصفقة! ولكن صفقة دنيس روس عادت من جديد على خلفية تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية التي لم تتردد في اختياره ليتولى منصب مستشار الخارجية الأمريكية ومبعوثها الخاص للخليج العربي وإيران ولكن كما هو واضح فإن قيام هيلاري باتخاذ موقف واضح إزاء ضرورة التزام نتينياهو (صديق روس وجون بولتون) بحل الدولتين ووقف الاستيطان كان هو القشة التي قصمت ظهر دنيس روس.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...