التفاف إسرائيلي على أنابوليس: ليبرمان يشارك في مؤتمر موسكو

15-04-2009

التفاف إسرائيلي على أنابوليس: ليبرمان يشارك في مؤتمر موسكو

ذكرت مصادر إسرائيلية أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قد يعلن الجمعة عن قبول إسرائيل المشاركة في مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط. وقد يشكل هذا الإعلان مدخلا للتفاهم مع الإدارة الأميركية لأن مؤتمر موسكو اعتبر من الأساس امتداداً لمسار أنابوليس الذي أثيرت حوله خلافات بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ومن المقرر ان يصل اليوم الى اسرائيل المبعوث الأميركي جورج ميتشل بالتزامن مع وصول نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف. وأشارت الأنباء إلى اجتماع سيعقد بينهما لتنسيق المواقف حول مؤتمر موسكو. ومعلوم أن إسرائيل لم تتجاوب طوال أكثر من عام التجاوب مع محاولات الروس عقد المؤتمر التكميلي لأنابوليس في موسكو. وفي الاتصالات المكثفة بين الدولتين وضعت إسرائيل شروطا على مشاركتها في المؤتمر، اولها عدم مشاركة ممثلين عن حركة حماس وهو ما وافق عليه الروس. أما الشرط الثاني فهو ألا تجري أي مفاوضات في المؤتمر حيث إن المفاوضات يجب أن تبقى ثنائية ومن دون تدخلات خارجية. أما الشرط الثالث الإسرائيلي فهو وجوب مشاركة الدول العربية المعتدلة في المؤتمر لإضفاء «مشروعية عربية على العملية السلمية». ومن المعلوم أن الموعد لعقد مؤتمر موسكو للسلام ليس محددا بعد لكنه مفترض في النصف الثاني من هذا العام.

وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن حكومة نتنياهو تترقب في الأسابيع القريبة حملة دبلوماسية دولية ضاغطة على إسرائيل لتحريك العملية السياسية. وتقع في مقدمة هذه الحملة زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط, جورج ميتشل التي تبدأ مساء اليوم الأربعاء. وتجري هذه الزيارة في ظل سجال كلامي بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو على خلفية تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية الجديد أفيغدور ليبرمان حول انتهاء صلاحية مسار أنابوليس. تجدر الإشارة إلى أن ليبرمان قبل توليه منصب وزير الخارجية كان قد أبلغ وكالة «انترفاكس» الروسية تأييده عقد مؤتمر السلام في موسكو.
وأبلغ وزير الخارجية الاسباني, ميغيل انخيل موراتينوس زعيم حركة ميرتس السابق, يوسي بيلين بأن «أوروبا لن تسلم بتنصل حكومة نتنياهو من قرارات أسلافها بشأن العملية السلمية». وقال موراتينوس هذا الكلام قبل وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل بدعوة من حكومة نتنياهو. ووصف موراتينوس هذه الزيارة بأنها تأتي «لمنع انهيار العملية السلمية, لمطالبة الحكومة بالالتزام بقرارات سابقتها وللتوضيح بأن أوروبا لن تسلم بتنصل الحكومة التي انتخبت ديموقراطيا من العملية السلمية». كما أن ليبرمان سيجتمع بعد غد الجمعة مع نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الذي يصل إلى تل أبيب لبحث مسألة انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في موسكو.
ونقلت صحف إسرائيلية عن مصادر أميركية قولها ان الهدف الأول من زيارة ميتشل لإسرائيل هو محاولة معرفة مدى جدية تصريحات ليبرمان بشأن مسار أنابوليس وحل الدولتين. وقال أحد هذه المصادر لـ«يديعوت أحرنوت» أن «سماع التصريحات في وسائل الإعلام شيء وسماعها في أحاديث ثنائية مع رئيس الحكومة, نتنياهو أو وزير الخارجية ليبرمان شيء آخر». وتولي الإدارة الأميركية أهمية قصوى لزيارة ميتشل هذه لأنها اللقاء الأول الذي ستطلع فيه إدارة أوباما مباشرة على السياسة الرسمية لحكومة إسرائيل الجديدة. وتشدد المصادر الأميركية, مع ذلك, على أن ميتشل لن يكون مجرد مستمع بل لديه ما سيقوله. وتضيف أن أهمية اللقاءات المقررة حاسمة لأن تقرير ميتشل عن نتائج هذه اللقاءات والذي سيقدم للرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سيكون مهما في بلورة سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه إسرائيل.
ويبدأ ميتشل لقاءاته بالاجتماع مساء اليوم إلى وزير الدفاع إيهود باراك. وسيجتمع صباح الخميس بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ثم مع ليبرمان. وسيتبع ذلك لقاء مع زعيمة المعارضة تسيبي ليفني, وأخيرا سيلتقي في المساء مع بنيامين نتنياهو. وسيكرس ميتشل يوم الجمعة للقاءاته مع القيادة الفلسطينية في رام الله.
ومن المنطقي الافتراض أن زيارة ميتشيل هذه ستؤثر بشكل كبير على جدول لقاءات نتنياهو في زيارته المرتقبة مطلع أيار إلى العاصمة الأميركية. وكان معلوما أن نتنياهو سيصل العاصمة الأميركية مطلع الشهر المقبل لحضور مؤتمر اللوبي الإسرائيلي «أيباك» السنوي ويجتمع بالمسؤولين الأميركيين. واليوم ليس مؤكدا إذا كان نتنياهو سيسافر في الموعد المفترض أم لا. وينوي نتنياهو أن يعرض على الرئيس الأميركي في واشنطن أفكارا لخطة سياسية بديلة لمسار أنابوليس. وبدأ ديوان رئاسة الحكومة مداولات حول بلورة البديل السياسي الذي يستند إلى ما يسمى بـ«خطة دايتون أقوى» (الخيار الأمني) لتعزيز قدرات السلطة الفلسطينية واختبار سيطرتها. وأن يترافق ذلك مع خطة اقتصادية لتحسين الوضع المعيشي للسكان في الضفة في إطار «خطة السلام الاقتصادي». وبعد ذلك يمكن النظر في نتائج هذه الأفعال وتحديد سبل التقدم.
وتولي إسرائيل أهمية خاصة لزيارة ميتشيل. ولهذا اجتمعت الترويكا القيادية، نتنياهو, ليبرمان وباراك, للتحضير لهذه الزيارة. وبحسب «معاريف» فإن اجتماع الترويكا أمس الأول, حاول بلورة مواقف موحدة من المواضيع التي ستبحث مع ميتشيل وفي مقدمتها: المشروع النووي الإيراني, سيطرة حماس على القطاع وعلاقتها بإيران, واستمرار العملية السياسية.
ورغم الاستعدادات الإسرائيلية لزيارة ميتشيل فإن المعلقين يلحظون نوعا من القلق بسبب الفجوة الكبيرة بين مواقف الطرفين. وأشارت «معاريف» إلى توتر في صفوف القيادة الإسرائيلية على خلفية الفوارق بين موقفها والموقف الأميركي من العملية السلمية وخصوصا حول حل الدولتين ومسار أنابوليس. فالرئيس الأميركي أوباما أوضح تمسكه بحل الدولتين في حين أن نتنياهو رفض إعلان موقف وترك لوزير خارجيته إعلان رفض هذا المسار. ولذلك ثمة خشية من أن تكون إدارة أوباما وحكومة نتنياهو على مسار تصادمي بهذا الشأن.
وكان ميتشل قد أجرى محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي قال له إنها «لفكرة ممتازة أن تشتمل جولتك الاستشارية على منطقة شمال أفريقيا». ويعد ميتشيل، الذي زار المغرب قبل وصوله إلى العاصمة الجزائرية في زيارة تستغرق يوماً واحداً، أول شخصية أجنبية تزور الجزائر منذ إعادة انتخاب بوتفليقة لولاية الثالثة.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...