«توتال» الفرنسية متهمة بجرائم ضد البشرية

06-10-2007

«توتال» الفرنسية متهمة بجرائم ضد البشرية

يحتمل أن تواجه شركة النفط الفرنسية "توتال" اتهامات بالتورط فى جرائم ضد البشرية فى بورما، وذلك على ضوء قرار مدعى عام فيدرالي بلجيكي بإعادة فتح التحقيق فى شكوى رفعها لاجئون من بورما، اتهموها فيها بتوفير الدعم المالي واللوجستى فى التسعينات، لنظام حكم مسئول عن ممارسات العمل القهري والقتل والإعدام والتعذيب. وينتظر أن يبت قبل نهاية هذا الشهر فى محاكمة الشركة جنائيا.

جاء هذا الإعلان على لسان محامى اللاجئين من بورما، اليكسيس ديزويف، تعليقا على الشكوى التى قدموها فى 2002 لأول مرة والتى بتت المحكمة الدستورية البلجيكية فى صلاحية النظر فيها، بعد ثلاث سنوات. ثم تعرقلت القضية مجددا فى مارس الماضي يسبب الاستئناف ضدها باعتبار أن أصحاب القضية ليسوا من المواطنين البلجيكيين.

لكن المحكمة الدستورية أصدرت قرارا جديدا يعتمد على أن القانون الدولي يقضى بأحقية اللاجئين المعترف بهم فى العدالة شأنهن شأن المواطنين البلجيكيين.

كما عملت المحكمة بمقتضى قانون الاختصاص العالمي، الذي يمنحها حق التحقيق فى قضايا متصلة بانتهاك حقوق الإنسان بغض النظر عن مكان وقوعها. وعملا بهذا القانون، حققت بلجيكا فى شكاوى ضد رئيس الوزراء الاسرائيلى أرييل شارون, وعدد من المسئولين المتورطين فى مذابح رواندا فى عام 1994.

هذا، وفى حالة "توتال" رفعت الشكوى ضد رئيسها السابق تييرى ديماريست وكذلك مدير عملياتها السابق فى بورما، هيرفى ماديو.

وللعلم، أدرت صناعة الغاز فى بورما ما يزيد على ملياري دولار على المجلس العسكري الحاكم فى البلاد فى العام الماضي، مما يمثل ثاني أكبر مورد للدخل فى بورما. وجاء معظم هذه الإيراد من مجرد حقلين للغاز فى يتاغون وكذلك يادانا فى جنوب البلاد، وهو الذي أشرفت على تشغيله مجموعة شركات بقيادة "توتال" منذ 1992.

وفى السنة الماضية، أنتج حقل يادانا ما يزيد على 19 مليون متر مكعب من الغاز، يوميا، خصص جانب كبير منه لتشغيل محطات توليد الكهرباء فى تايلندا المجاورة. كما يقدر أن يحتوى حقل يادانا على 150 مليار متر مكعب من الغاز، مما حمل "توتال" على التنبؤ بأن مشروعها فى بورما سوف يستمر لمدة ثلاثة عقود.

ومن ناحيتها، أشارت المنظمة الحقوقية العالمية "هيومان رايتس ووتش" هذا الأسبوع إلى انعدام الشفافية فيما يخص توزيع عوائد بيع الغاز وان كان من المعتقد أن الحكام العسكر يحصلون على نصيب الأسد منها، مخلفين مجرد جزء منها لخدمات الصحة والتعليم وغيرها.

وأخيرا، وبالإضافة إلى "توتال"، يعمل فى مجال الغاز فى بورما مستثمرون من استراليا، الصين، جزر فيرجين البريطانية، تايلندا، ماليزيا، كوريا الجنوبية، روسيا، فرنسا، الولايات المتحدة، اليابان، سنغافورة، والهند.

المصدر: آي بي أس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...