8 مقترحات بريطانية لتجاوز المازق الأمريكي في العراق

22-10-2006

8 مقترحات بريطانية لتجاوز المازق الأمريكي في العراق

بحث الرئيس الاميركي جورج بوش مع القادة العسكريين الاميركيين في سبل اجراء تغييرات تكتيكية محتملة في العراق حيث يطرح الوضع المتفاقم تساؤلات في شأن امكان مواجهته، لاسيما في ظل اشتداد الهجمات على الجنود الاميركيين الذين سقط ثلاثة منهم امس واتساع المواجهات الطائفية بين الافرقاء العراقيين.
وأكدت الناطقة باسم البيت الابيض نيكول غيليمارد اجراء المشاورات بين بوش والقادة الكبار صباح امس في البيت الابيض. وقالت: "ركز المشاركون على طبيعة العدو والتحديات في العراق وكيفية مواصلة استراتيجيتنا بشكل افضل ونتائج النجاح للمنطقة ولأمن الشعب الاميركي".
وجمع الرئيس بوش حوله نائبه ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال بيتر بايس، وقائد القوات المتعددة الجنسية في العراق الجنرال جورج كايسي، وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد ، والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد ومستشاري الرئيس للامن القومي ستيفان هادلي وجاك كروش.
وكان الجنرال ابي زيد استدعي الى الولايات المتحدة في الايام الاخيرة لاجراء مشاورات، فيما شارك كايسي وخليل زاد وتشيني من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة في مشاورات قال البيت الابيض انها تشكل جزءا من النقاش العادي وليست ردا على تصاعد موجة الاغتيالات الطائفية والهجمات التي تستهدف الجنود الاميركيين.
وكان تشرين الاول من اكثر الاشهر عنفا منذ الاجتياح الاميركي للعراق في آذار2003 حيث فقد الجنود الاميركيون 80 من عناصرهم خلال هذه الفترة.
وهذه الانباء قد تكون سلبية بالنسبة الى بوش وغالبيته الجمهورية مع اقتراب موعد الانتخابات في السابع من تشرين الثاني.
الى ذلك، يواجه بوش ضغوطا قوية حتى من اعضاء في حزبه لتغيير الاستراتيجية في العراق. الا ان الرئيس الاميركي استبعد بقوة احتمال القيام بتغيير استراتيجي والانسحاب من العراق "قبل انجاز المهمة". وقال في كلمته الإذاعية الأسبوعية انه سيجري "كل تغيير ضروري" في التكتيكات في محاولة للسيطرة على أعمال العنف المتصاعدة هناك. وأصر على أنه لن يتخلى عن هدفه الرامي الى بناء حكومة عراقية قادرة على الاعتماد على نفسها. لكنه أقر بأن العنف تصاعد بشدة في العراق، وقال متحدثا بلهجة اكثر تشاؤما من كل تعليقاته السابقة عن العراق: "كانت الأسابيع القليلة الماضية صعبة على جنودنا في العراق وعلى الشعب العراقي". ونسب إلى الناطق باسم الجيش الاميركي الميجور جنرال وليم كولدويل في وقت سابق هذا الأسبوع ان الحملة الأمنية المستمرة منذ شهرين على العنف في العاصمة العراقية من خلال التعزيزات الكبيرة للقوات "لم تلب توقعاتنا عموما".
واشار بوش الى أن الجيش يعيد دوما تقويم أسلوب إدارته للحرب، مؤكدا انه "سنستمر في اتباع نهج مرن، وسنجري كل تغيير ضروري لتكون لنا اليد العليا في هذا الصراع". غير انه أضاف "إن هدفنا في العراق واضح ولا يتغير. هدفنا هو تحقيق النصر. وما يتغير هو التكتيكات التي نستخدمها من أجل تحقيق هذا الهدف". وكرر انه منفتح دائما على إجراء تعديلات على التكتيكات في العراق، لكنه ندد بدعوة الديموقراطيين الى تصحيح المسار بوصف ذلك أسلوبا يؤيد موقف "الشك والهزيمة".
وهاجمت ديان فاريل المرشحة لانتخابات الكونغرس عن الحزب الديموقراطي في الخطاب الاذاعي الاسبوعي الذي ألقته نيابة عن حزبها استراتيجية حرب العراق، واصفة اياها بانها لا تزيد عن شعار "الزموا المسار". وقالت فاريل التي تنافس لاطاحة النائب الجمهوري عن كينيتيكت كريس شيز: "بصراحة ان الرئيس والكونغرس (الذي يغلب عليه) الجمهوريون اخطأوا في شأن العراق وأخطأوا في ابقاء استراتيجيتهم الفاشلة". وانضمت الى الاصوات الديموقراطية المطالبة بعزل رامسفيلد واتهمت ادارة بوش بانها "تنكر صراحة الحقيقة المروعة" في العراق.
وقال جيفري وايت وهو محلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان التعليقات التي صدرت اخيرا عن الميجور الجنرال كولدويل عن اجتماع بوش مع القادة العسكريين تشير الى انه تجري مراجعة مهمة للسياسة في شأن العراق. واضاف: "يبدو لي ان هذه السفينة الضخمة تستدير... انها تستغرق وقتا طويلا، لكنني اعتقد انها بدأت تستدير".
لكن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وهي في طريقها إلى موسكو صرحت بأنه لا يتعين على الناس أن يبالغوا في تفسير اللقاء مع القادة العسكريين باعتباره مؤشرا لتغيير كبير في الاستراتيجية بالعراق. وأضافت: "لن افسر ذلك بشكل ما على ان هناك تحركا على نطاق واسع لاعادة تقويم رئيسية".

وفي لندن، افادت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان لندن وواشنطن تدرسان ثمانية خيارات لتجاوز المأزق العراقي، في ظل تأييد بريطاني لبحث هذا الامر مع سوريا وايران.
وعرضت الصحيفة هذه الخيارات التي يدرسها الاميركيون والبريطانيون بدءا بانسحاب قوات التحالف وانتهاء بتعزيزها، مرورا باشراك سوريا وايران في ايجاد حل والرغبة في استبدال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ونقلت عن ديبلوماسي في وزارة الخارجية البريطانية ان الانسحاب الفوري للقوات الاميركية والبريطانية يبدو مستبعدا، اذ قال: "يمكننا الانسحاب الان وتركهم لقدرهم، لكن المكان قد ينفجر". واشارت الى امكان سحب القوات البريطانية فقط، علما ان عددها سبعة الاف عنصر يتمركزون في جنوب البلاد ذي الغالبية الشيعية. ورجحت اعتماد الانسحاب التدريجي، وخصوصا انه النهج الحالي الذي تتبعه واشنطن ولندن لكنه يظل رهنا بوضع قوات الامن العراقية، لافتة الى ان العاصمتين لن تكشفا البرنامج الزمني لهذا الانسحاب لمنع المتمردين من تكثيف اعمال العنف.
وبحسب "الغارديان" فان الخيار الذي يلحظ اشراك سوريا وايران في البحث عن حل هو احد اقتراحات اللجنة الخاصة للكونغرس الاميركي برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، موضحة ان ديبلوماسيين بريطانيين شاركوا في عمل اللجنة مع تأييد لندن هذا الخيار ومعارضة الادارة الاميركية.
وتبحث واشنطن في امكان اعادة نشر وحداتها في قواعد محصنة خارج المدن وحتى خارج العراق، على ان تدعم انطلاقا منها القوات العراقية من دون التدخل مباشرة.
واضافت الصحيفة ان الاميركيين قد يرسلون تعزيزات على المدى القصير في محاولة للتصدي لموجة العنف الراهنة، ومن شأن ذلك حفظ ماء وجه بوش الذي كرر دائما انه لن يسحب قواته من العراق على وقع الهزيمة.
والخياران الاخيران يقضيان اما بتعيين "رجل قوي" يستطيع ارساء النظام مجددا، واما بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات، كردي في الشمال وشيعي في الجنوب وسني في الغرب والوسط، لكن الرئيس الاميركي اكد معارضته تقسيما مماثلا.

واعتبر ثلثا الاميركيين تقريبا (65 في المئة) ان الولايات المتحدة في صدد الخسارة في العراق في مسعاها لاحلال الامن والديموقراطية، بحسب استطلاع للرأي نشرته امس مجلة "النيوزويك".
وقال 54 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الرئيس بوش اخطأ في اتخاذ قرار غزو العراق، في حين يعتقد 39 في المئة انه على حق.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...