15 مليون دولار لتحويل رواية «توق» إلى مسلسل بدوي

02-12-2010

15 مليون دولار لتحويل رواية «توق» إلى مسلسل بدوي

يذكرني لقمر ظلك عجب يللي ظلالك نور «اسمهان» من أعمال المخرج شوقي الماجري. وفي الصورة سلاف فواخرجي وعابد فهد
وأنا اللي ما عرفت الليل لولا عتمة أهدابك
حبستك في لسما شمس وعلى وجه السحاب طيور
ونخيل باسق يشرب رضاك، ويعطش عتابك
وجلست أناظرك، ما رف لي جفن، تقول مسحور
أقول ان الجمال إنت وكل العشق بأسبابك.
هذا المقطع الشعري للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن ورد في جانب من روايته الوحيدة: «توق». الرواية التي يفترض أن تفتح الباب أمامه الى عالم الصياغة الدرامية، وتنقل نتاجه الى نطاق الصورة. وقد بوشرت التحضيرات الميدانية لنقل «توق» الى مسلسل يحمل العنوان نفسه، في إنتاج للمخضرم اسماعيل كتكت. وخصص له ميزانية قدرها 15 مليون دولار.
«توق»، الذي اتفق على عرضه في رمضان المقبل، أسند أمر إخراجه الى التونسي شوقي الماجري، إثر تعاونهما في مسلسل «أسمهان». أما كتكت فله مدد من الأعمال الدرامية للتلفزيون من بينها «قلبي دليلي»، و«ملكة في المنفى».
وتردد أن الممثلين عابد فهد وصبا مبارك ، مرشحان مرجحان للبطولة. الاّ أن هذا الأمر لم يتأكد من جهة الإنتاج التي تفضّل أن ينهي الماجري تصوير فيلمه «مملكة النمل»، كي يتفرغ لمسلسل «توق».
رواية «توق» ترصد أحداثاً بين أدنبرة والمملكة العربية السعودية، في الفترة الممتدة بين أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، مع مختارات متنوعة من قصائد الأمير بدرعلى امتداد الحلقات.
هذا يعني أن روح الأمير الأدبية ستكون حاضرة بشقيها الشعري والنثري. والأهم أن المشروع يوضع بين أيد أمينة خبيرة لجهة الإنتاج والإخراج والتمثيل. والمسلسل المنتظر هو بمثابة باب جديد فتح منذ فترة على الأدب السعودي، من خلال تحويل روايتي «شقة الحرية» و«أبو شلاّخ البرمائي» للأديب الراحل الدكتور غازي القصيبي الى عملين دراميين للتلفزيون.
والأدب عموماً يكون له سحره الخاص، عندما يترجم تلفزيونياً بشكل أمين ولائق. وهو ما فعله نجدت أنزورعندما ترجم رواية «ذاكرة الجسد» للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، الى مسلسل تلفزيوني لافت، عرض في رمضان الماضي، ولعب بطولته جمال سليمان وأمل بشوشة.
جميل أن يجذب الأدب العربي الراقي «جماعة» التلفزيون، الذين على ما يبدو ضجروا من أفكار بعض المؤلفين المكررة في غالبيتها. وباتوا يتطلعون الى منابر أخرى تتجاوز مرحلة الكتابة ومتاعبها وأوزارها، وتضع المؤلف الأدبي في متناول جمهور لا يكف عن طلب الجديد.
والأجدى هنا مضاعفة هذه التجارب، لأن نقل أفكار بعض كبار المفكرين العرب الى الشاشتين أو الخشبة، يعني الكثير إنتاجياً وجماهيرياً. ويؤكد قدرة التعامل مع أسماء كبيرة ومحترمة عبر أخذ المادة الأدبية الى مساحات أرحب. فيتم الإنفاق (جهداً ومالاً) على الصورة بما يليق بالكلمة.

محمد خضر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...