وسط توتر قبلي ـ طائفي الكويت تنتخب اليوم مجلس الأمة

02-02-2012

وسط توتر قبلي ـ طائفي الكويت تنتخب اليوم مجلس الأمة

كان الحريق الذي اتى مساء الاثنين الماضي على خيام المرشح محمد الجويهل في ضاحية العديلية في الكويت في هجوم شنته مجموعة من شبان قبيلة مطير، التي ينتمي اليها المعارض المعروف مسلم البراك، أوضَحْ علامة على السخونة غير العادية في الانتخابات البرلمانية هذه المرة، اذ جاء الهجوم عقب تعدي الجويهل باللفظ على مرشحي القبيلة، ليمثل الحدث الأخطر في الاستحقاق الذي يجري اليوم لاختيار 50 نائبا في البرلمان من بين 286 مرشحا في خمس دوائر بينهم 23 امرأة. شرطيون كويتيون يشتبكون مع قبليين امام قناة «الوطن» في الكويت العاصمة، مساء أول امس (رويترز)
وتختلف هذه الانتخابات عن سابقتها بشكل كبير، فقد جاءت عقب احتقان سياسي امتد للساحات في مطالبات بإقالة الحكومة وحل مجلس الامة وانتهى باقتحام البرلمان، في سابقة لم تحدث في تاريخ الكويت وبقرار الامير الشيخ صباح الاحمد قبول استقالة حكومة الشيخ ناصر المحمد وتكليف نائبه الشيخ جابر المبارك بتشكيل الحكومة.
ويعلق أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الكويت محمد الرميحي على الانتخابات قائلا إن «السخونة تأتي بسبب عدم التنبه لعمل اصلاحات حقيقية في نظام الانتخابات وعلى رأسها التعددية السياسية.. ظهرت التعددية من خلال الطائفة والقبيلة وتدني الخطاب السياسي بسبب المصالح الضيقة». أما صلاح الهاشم وهو محام وكاتب سياسي وعضو في جمعية حقوق الانسان فقال إن «عملية التسخين والتراشق مخطط لها من أطراف سياسية تتأثر بتوجهات دول قريبة لا ترغب في انتقال عدوى الديموقراطية».
ومنذ انطلاق الحملات الانتخابية، شهدت الساحة السياسية صراعا محموما بين التيارات المختلفة ومجموعات المستقلين والمجموعات التي اختارتها القبائل من خلال الانتخابات الفرعية التي يحرمها القانون. فقد شهدت الانتخابات استقطابا كبيرا بين طوائف في دوائر انتخابية وظهرت اتهامات لبعض المرشحين بشراء الاصوات وتقديم هدايا نسائية مثل العطور والحقائب غالية الثمن.
وتطورت الاحداث مساء امس الاول، حيث نظم شبان احتجاجا على تأييد قناة «سكوب»، التي تملكها الكاتبة فجر السعيد، للمرشح الجويهل وانتقادها لشخصيات معارضة منها رئيس مجلس الامة الاسبق احمد السعدون والمرشح المحتمل لرئاسة المجلس المقبل، لكن قوات الشرطة استطاعت السيطرة على الوضع وتفريق المحتجين. كذلك، تحركت مجموعة أخرى من شبان مطير باتجاه قناة «الوطن» أثناء حديث مباشر للمرشح نبيل الفضل الذي وجه انتقادات حادة لشخصيات معارضة، وحاولوا اقتحامها. ودان الديوان الأميري هذه الأحداث و«المس بالقبائل»، وقال إنها تعد «خروجاً سافراً على أخلاقيات الشعب الكويتي».
ويتوجه اليوم أكثر من 400 ألف ناخب، أكثر من نصفهم من النساء، لاختيار ممثليهم في المجلس الرابع عشر في تاريخ الحياة النيابية في الكويت. ويتحدث المراقبون عن تغيير قد يصل إلى 50 في المئة من المقاعد، وظهور تحالفات سنية مقابل تحالفات شيعية في بعض الدوائر.
وتركز «الحركة الدستورية» (الاخوان المسلمين)، على ايصال أكبر عدد من مرشحيها بالتحالف مع تيار السلف (السلفيين) للمحافظة على التمثيل الاسلامي في البرلمان المقبل، في وقت يسعى التيار الاسلامي (التيار الشيعي) لزيادة مقاعده من خلال الحصول على اصوات القبائل والتيارات المحافظة.
ويرى المحلل السياسي الكويتي سعد بن طفلة إن «جميع المؤشرات تدل على أن المعارضة (السنية) ستسيطر على البرلمان المقبل وستدفع مباشرة نحو الإصلاحات الدستورية». إلا أن ابن طفلة الذي شغل في السابق منصب وزير الإعلام أضاف «لست متفائلا بأن الانتخابات ستؤدي إلى استقرار سياسي ما لم يتم اعتماد إصلاحات ديموقراطية جذرية».
من جهته، يقول الناشط والمحلل السياسي أنور الرشيد «إن انتخابات الخميس لن تؤدي إلى الاستقرار لأن أعداء الديموقراطية لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد هزيمتهم». ويضيف الرشيد، الأمين العام لمنتدى المجتمع المدني الخليجي أن «خطتهم تقضي بإقناع الكويتيين بأن الديموقراطية مضرة وأن البرلمان هو من يعرقل مشاريع التنمية». وتشير التوقعات الاولية إلى ثبات نسبي للكتلة الشيعية في الدائرة الاولى مع تغير بعض الوجوه، وثبات فرصة قبيلة العوازم في المقاعد والعناصر المستقلة ومنها عبد الله الرومي المرشح المحتمل للرئاسة.
وفي الدائرة الثانية، تختفي التكتلات مع فرص لشخصيات من المستقلين من امثال رئيس البرلمان العربي السابق، محمد الصقر، والوزير السابق علي الراشد، وجمعان الحربش من «الإخوان»، وخالد السلطان من السلف.
أما الدائرة الثالثة التي يشبهها البعض بأنها «الكويت المصغرة» لاحتوائها على كافة عناصر الطيف الانتخابي، فمن المتوقع ان يعود النواب القدامى وليد الطبطبائي وفيصل المسلم وصالح الملا وعلي العمير وأحمد السعدون واسيل العوضي، كما يدور حديث عن حظوظ متقدمة للمرشحين محمد الجويهل ونبيل الفضل وصفاء الهاشم.
وبالنسبة للدائرة الرابعة والخامسة، فتأخذ المعركة طابعا قبليا. ويتحدث البعض عن خمسة مقاعد لقبيلة مطير أبرز المرشحين لها مسلم البراك في الدائرة الرابعة في وقت يرجح حصول قبيلة العوازم على 4 مقاعد في الدائرة الخامسة.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...