من «صح النوم» إلى «أهل الغرام».. مسلسلات سورية بطلها الحب

18-02-2009

من «صح النوم» إلى «أهل الغرام».. مسلسلات سورية بطلها الحب

من السذاجة أن نتصور نصاً درامياً واقعياً، لا يكون الحب فيه أحد خيوط حكايته الرئيسية، ذلك لأن الحب قطعة لا تنفصل عن الحياة.. وبالتالي فإن تصوراً فنياً صادقاً عنها، لا يمكن أن يكون من دون معالجة درامية لموضوعة الحب فيها. 
 ولعل في طبيعة علاقة البشر مع الحب، وقدرته على ملامسة كافة الشرائح العمرية، ما يجعل لدراما الحب جاذبيتها الخاصة.. وبالتالي كان الحب موضوعاً أثيراً لعدد من المسلسلات الدرامية، ومحرك الأحداث فيها.«صح النوم».. أول شرارة منذ بداياتها، شكل الحب في الدراما السورية، محوراً رئيسياً في حكاياتها، ولعل الذاكرة تحفظ مسلسلاً مثل «صح النوم»، الذي أنتج مطلع سبعينات القرن الماضي، كان الحب فيه مولد الأحداث، ففي هذا المسلسل يدفع حب «غوار الطوشة» لصاحبة فندق (صح النوم) «فطوم حيص بيص» لفعل المستحيل من أجل إرضائها، الأمر الذي يضعه وجهاً لوجه أمام منافسه العنيد «حسني البورظان»، وتنتج المواجهة بينهما مجموعة المقالب الشهيرة التي كونت حكاية «صح النوم». 
 منذ ذلك التاريخ، لم يطرأ على تناول الحب درامياً، تحولات كبيرة خارج سياق وجوده كجزء من الحياة التي تصورها الدراما، أو محرك رئيسي لأحداثها، من دون أن يشكل الحب في الحالتين نمطاً درامياً قائماً بذاته، فحكاية الحب سرعان ما تتفرع إلى خيوط درامية عدة تقتضيها طبيعة النص متعدد الحلقات، والذي لا يمكن لحكاية من محور واحد، هو الحب، أن تحمله. 
 الموسيقى.. بطلة درامية 
 بعد «أهل الغرام»، قدمت محطة «أم بي سي» مشروع «ندى الأيام» بإخراج ثلاثة مخرجين سوريين هم هيثم حقي وحاتم علي والمثنى صبح، وفي المسلسل شكل الحب عصب الحكايات المنفصلة، بعدها قدم الفنان وائل رمضان مسلسله «إسأل روحك» تأليف وسيناريو الكاتبة ابتسام أديب، ولخلافات مع الشركة المنتجة استكمل العمل أكثر من مخرج. 
 وعرضت حلقاته بشكل أسبوعي على قناة «أبوظبي».. والعمل الذي حمل اسم أغنية لأم كلثوم، تعبيراً عن روح حكايته، تناول قصص حب حياتية واقعية معاشة، في ثلاثين فيلم تلفزيوني، ميزها (في حلقات التي أخرجها رمضان على الأقل) التمازج الكبير بين الموسيقى والدراما، حيث تبدو الموسيقى شخصية أساسية فاعلة في الحدث الدرامي. 
 الزواج.. حكاية للحب أيضاً 
 في الموسم الدرامي ذاته 2007، قدم المخرج عمار رضوان مسلسله «سيرة الحب» في مجموعة حلقات متنوعة، لكل حلقة منها حكاية، كتبتها لبنى حداد ويزن الأتاسي، وتناولا من خلالها قصصاً طريفة تارة، وقاسية تارة أخرى.. عن الحب والخيانة والزواج والمشكلات العائلية. وجاءت المعالجة الدرامية ضمن السياقات التي كرسها من قبل «أهل الغرام»، وأن تحرر المسلسل قليلاً من قصص الحب في بعض حلقاته. 
 المخرج عمار رضوان عاد بعد عام، ليقدم مسلسله «هيك تجوزنا» للكاتب مازن طه، وفيه يعرض المسلسل في كل حلقة قصة مختلفة وشخصيات مختلفة، وجميع الحلقات تتحدث عن قصص زواج ناجحة أو فاشلة. 
 مشاريع قيد التنفيذ 
 بعد عام على تقديمه مسلسل «إسأل روحك»، عاد المخرج وائل رمضان ليعلن عن مشروع جديد (لم يبصر النور حتى الساعة) لإخراج «أفلام تلفزيونية» من جزأين ضمن مشروعه الفني الذي يقوم على التمازج بين الموسيقى والدراما، وكان قد بدأه من قبل في مسلسل «إسأل روحك»... العمل الذي تكتبه الأديبة ابتسام أديب، سوف يستلهم في جزئه الأول «نبتدي منين الحكاية» ألحان الموسيقار بليغ حمدي، بينما يستلهم في جزئه الثاني «طريق النحل»، تراث الرحابنة الموسيقي وأغنيات فيروز.. 
 وتقول الكاتبة ابتسام أديب: «إن قصص الأفلام التلفزيونية ستكون معزولة نهائياً عن الأغنية، واختيار الأغنية التي تتناسب مع موضوع النص، يتم بعد كتابته، على نحو تبقى الأغنية وموسيقاها تراود ذهن المشاهد وهو يتابع العمل الدرامي...». 
 وأخيراً، دارت كاميرا المخرج الليث حجو لتصوير أحداث الجزء الثالث من مسلسل «أهل الغرام»، في حين لم نرصد حتى الساعة أياً من مشاريع مشابهة قيد التصوير أو حتى التحضير. 
 كسر تقاليد.. وأحياء أخرى 
 بعيداً عن الموضوع، استطاعت دراما الحب السورية، أن تؤسس لنفسها تقاليد عرض، كسرت خلالها تقاليد معروفة، وأعادت لتقاليد ميتة.. فقد سجل عرض «أهل الغرام» التجربة الدرامية الأولى التي تنجز وتعرض خارج الموسم الدرامي الرمضاني، واعتبر عرضه آنذاك مغامرة كبيرة، لكن النجاح الذي لاقاه العمل ترك أبواب العرض خارج الشهر الفضيل، مشرعة أمام أعمال عديدة لاحقة. 
 دراما الحب بدءاً من «أهل الغرام»، مروراً بـ «إسأل روحك».. أعادت إحياء مفهوم السهرة التلفزيونية، والتي كان طقس العرض الرمضاني وحصر العروض الأولى في شهر قد غيبته، ففضل المنتجون إنجاز مسلسلات بثلاثين حلقة تغطي أيام الشهر الفضيل.. ومع تتالي المواسم الدرامية، غابت السهرات التلفزيونية التي تنجز لتعرض في ليلة واحدة أو ليلتين، إلى أن جاءت دراما الحب، وقدمت حلقاتها المنفصلة أسبوعياً. 
 في الغالب، لن تصل مسلسلات الحب إلى درجة السيطرة على الإنتاج الدرامي السوري، ولكنها بالتأكيد ستبقى الموضوع الأثير، الذي لن يغيب عن أي موسم درامي.

ماهر منصور

المصدر: البيان الإماراتية
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...