مقتل عشرات السنة في تلعفر

29-03-2007

مقتل عشرات السنة في تلعفر

قالت الأنباء إن 70 رجلا سنيا على الأقل قتلوا بالرصاص فيما يشبه عمليات الإعدام، في مدينة تلعفر شمال غربي العراق.

ويبدو أن عمليات القتل تأتي انتقاما للتفجيرات التي استهدفت منطقة شيعية بالمدينة الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 55 شخصا.

وقال المسؤولون العراقيون إن الهجوم وقع في منطقة بالمدينة حيث تتصاعد التوترات بين سكانها من الشيعة والسنة والتركمان.

وفي منطقة أخرى، تم تفجير شاحنتين انتحاريتين تحملان غاز الكلور المسال قرب مجمع في الفلوجة، مما أسفر عن إصابة 15 جنديا.

وقال اللواء خورشيد الدوسكي، قائد الجيش العراقي بالمنطقة، إن 70 رجلا قتلوا بإطلاق الرصاص على مؤخرة رؤوسهم بينما اختطف 40 آخرون، وأصيب 30 شخصا.

ونقلت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء عن شهود عيان قولهم إن أقارب الضحايا الشيعة الذين سقطوا في تفجيرات الثلاثاء اقتحموا المنازل السنية وقتلوا الرجال داخلها أو جروهم للخارج وأطلقوا عليهم الرصاص في الشوارع.

وقد تردد إن سائق الشاحنة الانتحارية التي انفجرت الثلاثاء استدرج الناس في منطقة شيعية بالمدينة حيث قال لهم إنه جاء لتوزيع دقيق مجانا كهدية من منظمة إنسانية.

وأسفر الانفجار عن انهيار الأبنية المجاورة، وخلف أكواما ضخمة من الأسمنت والركام المغبر بالدقيق.

وأظهر شريط فيديو من تلعفر عرض ليل الأربعاء الرجال والنساء يحملون جثثا مترامية لأطفال وقد تناثر عليها غبار الدقيق الأبيض.

ووصف المتحدث بلسان الجيش العراقي في الموصل القريبة، العقيد محمد أحمد صلاح، عمليات القتل التي تعرض لها السنة بأنها "عمل انتقامي".

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن طبيب تحدث هاتفيا من المستشفى الرئيسي بالمنطقة القول "أتمنى أن تأتوا لتروا بأنفسكم كل هذه الجثث. إنهم مستلقون على الأرض، وليس لدينا مكان كاف في المستشفى. كافة الضحايا قتلوا بإطلاق الرصاص على الرأس".

وقد تلقى الأطباء جثث 45 شخصا من المنطقة ليلا وقد عصبت أعينهم وكانوا مكبلي الأيدي.

وقد اتهمت الجماعات السنية الساخطة قوات الأمن التي يتزعمها الشيعة.

وأمر مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بإجراء تحقيق في الواقعة.

ونقلت وكالة أسوشييتد رس عن علي التلعفري، وهو سني من حزب الجبهة التركمانية المحلي، قوله إن الجيش العراقي اعتقل 18 شرطيا يتهمون في عملية إطلاق الرصاص بعد أن تم التعرف عليهم من قبل الأسر السنية المستهدفة.

كما قال إن ميليشيات شيعية شاركت أيضا في عملية إطلاق النار.

ومن ناحية أخرى، خرج مئات السكان في المدينة - أغلبهم أقارب لضحايا التفجير الذي استهدف الشيعة - في مسيرة غاضبة في وقت متأخر الأربعاء، مطالبين باستقالة رئيس الشرطة ورئيس البلدية، وكذلك الإفراج عن رجال الشرطة الشيعة المحتجزين.

يذكر أن مدينة تلعفر شهدت في الماضي عملية أمريكية للسيطرة على المناطق المضطربة وطرد المسلحين منها وإعادة تأهيلها.

وقد تحدث الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في خطاب له في 20 مارس/آذار العام الماضي، في ذكرى مرور ثلاثة أعوام على غزو العراق، تحديدا عن تلعفر، وقال إنها قد تحررت فعليا من قبضة مسلحي القاعدة.

كما تزامنت عمليات القتل مع تمرير مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء مسودة قرار بتحديد موعد في ربيع 2008 لسحب القوات الأمريكية في العراق، وهو القرار الذي حظي بدعم الديمقراطيين وتعهد الرئيس بوش باستخدام الفيتو ضده.

ومن ناحية أخرى ذكر بيان أمريكي عقب تفجير شاحنتين انتحاريتين تحملان غاز الكلور في الفلوجة، أن عدة جنود عراقيين ورجال شرطة يعالجون من أعراض تتعلق بصعوبة التنفس وتهيج البشرة والقيء.

كما قال البيان إن الهجوم انطوى أيضا على إطلاق قذائف هاون ونيران أسلحة خفيفة.

وقال البيان إن الشرطة العراقية تعرفت على المهاجم الانتحاري الأول وأطلقت النار على شاحنته، مما تسبب في تفجيرها قبل وصولها للمجمع الحكومي المستهدف.

ثم فتح الجنود العراقيون النار على الشاحنة الثانية، التي انفجرت قرب مدخل المجمع.

ويعد هذا ثامن هجوم للمسلحين باستخدام غاز الكلور منذ نهاية يناير/كانون الثاني، حينما قاد انتحاري شاحنة قمامة وضرب قوة رد سريع فضلا عن قوات شرطة في الرمادي، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا.

وفي تطور آخر تردد أن 44 شخصا على الأقل قتلوا أو تم العثور على جثثهم، وبينهم أربعة في تفجيري سيارتين منفصلين في بغداد.

كما هاجمت سيارة ملغمة متوقفة سوقا في مدينة المحاويل ذات الأغلبية الشيعية التي تبعد 60 كيلومترا جنوب بغداد، مما أسفر عن قتل أربعة أشخاص وإصابة 16 على الأقل.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...