مسلسل إيراني عن الهولوكوست يحقق نجاحاً كبيراً

01-12-2007

مسلسل إيراني عن الهولوكوست يحقق نجاحاً كبيراً

المشهد لباريس إبان الحرب. و السفاستيكا ( الصليب المعقوف رمز النظام النازي) تزين جادة الشانزيليزي. يحكي المسلسل قصة دبلوماسي إيراني يحاول أنقاذ مواطنة فرنسية يهودية

نازيون يرتدون بدلات جلدية يلقون القبض على يهود تمهيدا لإرسالهم إلى مخيمات الاعتقال، بينما بارسيون مرعوبون ينظرون إلى المشهد دون أن يستطيعوا فعل شيء.

إنه السيناريو المعتاد لمسلسل تلفزيوني ناجح. وقد أثبتت هذه الوصفة شعبيتها أكثر من أي وقت مضى، وأثارت اهتمام مزيد من المشاهدين أسبوعا بعد أسبوع.

الفرق الوحيد هو أن المسلسل هذه المرة من إنتاج التلفزيون الإيراني الرسمي، كما كما يحظى بشعبية كبيرة في بلد شكك رئيسه ذات يوم في وجود الهولوكوست.

مسلسل "درجة المدار صفر" هذا الذي ييبثه ه التلفزيون الإيراني، ينم عن حساسية السلطات الإيرانية للاتهمات بمعاداة السامية التي وُجهت لإيران بعد تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد عن إسرائيل والهولوكوست.

ويقول المعلق والمخرج الإيراني نادر طالب زاده: " ثمة قائمة بالتهم هدفها إظهار إيران بمظهر المعادي لليهود، وهذا ليس صحيحا."

ويضيف المخرج الإيراني قائلا: "إن هذا المسلسل الذي حقق شعبية كبيرة ، عالج هذا القضية بسبب الدعاية المغرضة الموجهة ضد إيران."

وقد تجاوز المسلسل حاجز الاعتراف بالهولوكوست.

فالشخصية الرئيسية في المسلسل دبلوماسي إيراني، يمنح جوازات سفر إيرانية مزورة لليهود للهرب من فرنسا المحتلة من قبل النازيين، أي نسخة إيرانية من شندلر. بل إنه أقام علاقة غرامية مع امرأة يهودية، إضافة إلى ذلك.

ويقول كاتب ومخرج المسلسل، حسن فتحي، إنه اعتمد قصة حقيقية من تاريخ الحرب العالمية الثانية لتذكير العالم بأن الانطباع الذي لديه عن إيران انطباع خاطئ.

ويوضح فتحي قائلا: "خلال تلك السنوات العصيبة كان في إمكان العديد بذل يد المساعدة لليهود، لكنهم كانوا يحجمون عن ذلك خوفا من العواقب". ويضيف مؤلف المسلسل الإيراني: " لكن بعض الإيرانيين، تركوا خوفهم جانبا، عندما أدركوا أنه في إمكانهم عمل شيء، بسبب شخصيتهم، وثقافتهم وعقيدتهم وتقاليدهم."

لكن العالم الخارجي مازال يتذكر نقد إيران اللاذع لإسرائيل والصهيونية. والواقع أن الجمهورية الإسلامية تعرف نفسها بصفتها نقيضا لإسرائيل.

ويبدو أن حجة فتحي - التي تتردد مرارا في هذا البلد- هو أن مناهضة الصهيونية لا تعني معاداة اليهود.

ويؤكد فتحي قائلا: " لنكن واضحين بهذا الخصوص، نحن نتعاطف مع الضحايا الأبرياء من اليهود، كما نتعاطف مع ضحايا الصهيونية من الفلسطينيين."

" وهذا ليس رأي أقلية من الإيرانيين، إنه رأي الأكثرية".

ويعتز الرئيس أحمدي نجاد بلقاء أفراد من الطائفة اليهودية، الذين يعترضون على قيام الدولة الإسرائيلية. لكن معظم اليهود قد يجادلون تصريحاته التي ينفي فيها أن يكون معاديا للسامية.

ولم يعد الرئيس الإيراني يُشكك في الهولوكوست علنا. لكنه في المقابل يدعو إلى القيام بمزيد من الدراسات. ويدافع عن موقفه هذا أمام الغرب على اعتبار أنه دعوة إلى حرية البحث.

لكن بالنسبة للعرب والمسلمين الذين يحاول استقطابهم، فإن دعوته هذه تعني أن الشك في الهولوكوست ما زال قائما، إن لم يكن في حدوثه فعلى الأقل في المدى الذي بلغه.

فماذا إذن عن دعوة أحمدي نجاد إلى القضاء على إسرائيل، وعن وصفه للهولوكوست بالأساطير؟

لدى طالب زاده زاوية مثيرة للاهتمام.

إنه من أنصار الثورة الإسلامية، لكنه أمضى بعض الوقت في الولايات المتحدة، كما تفضح ذلك لكنته الأمريكية في التحدث بالإنجليزية.

ويقول المعلق والمخرج السينمائي: "إن وسائل الإعلام تحب أن تعزف هذه النغمة."

" إنها تردد سعارات من قبيل "إنهم يريدون محو إسرائيل" وأعتقد أن شعار "هتلر أحمدي نجاد" صار شعارا استراتيجيا".

" تعلمون أن الاتحاد السوفييتي تفكك فجأة. وهذا مثال لما يمكن أن يحدث في المستقبل. هل تعتقد الولايات المتحدة ستظل قائمة إلى الأبد."

ويضيف طالب زاده: " أرى منذ الآن أمريكا وهي تتفكك إلى دويلات. وستؤول إسرائيل إلى نفس المصير، فيما أعتقد، وهذا ما يحاول الرئيس [أحمدي نجاد] توضيحه على ما أظن."

وتحظى أمنية انهيار الولايات المتحدة ببعض الشعبية هنا في إيران.

لكن ثمة اعتقاد صادق بأن تاريخ إيران الديني، هو تاريخ تسامح.

فهناك أقلية يهودية ومسيحية وعدد آخر من الأقليات الطائفية ( علما بأن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وجهت النقد للسلطات الإيرانية بسبب معاملتها للأقلية البهائية).

ومعظم الإيرانيين، حتى أولئك الذين يشاركون في أشد المظاهرات مناهضة للصهيونية، سيعربون عن استيائهم لو وجهت لهم تهمة معاداة السامية.

لكن المسلسل التلفزيوني الجديد، أنتج بشكل جيد، بموسيقى وتقنية سنمائية تسمو إلى المعايير الهوليوودية.

وأسبوعا بعد أسبوع، ومع توالي الحلقات يستعين المشاهدون الإيرانيون بالمناديل وهم يشاهدون المصير المأساوي للعلاقة الغرامية بين الدبلوماسي الإيراني و الفرنسية اليهودية.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...