مسلسل «الإجراءات الانتقامية» الروسية ــ الأميركية

04-09-2017

مسلسل «الإجراءات الانتقامية» الروسية ــ الأميركية

تصاعدت حدة التوتر بين موسكو وواشنطن عقب قرار الأخيرة إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو وملحقيتينمسلسل «الإجراءات الانتقامية» الروسية ــ الأميركية... يتواصل دبلوماسيتين في واشنطن ونيويورك، في خطوة قال الكرملين إنها «أججت موجة الإجراءات الانتقامية المتبادلة» بين البلدين

«عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل»، هي العبارة التي استخدمتها الولايات المتحدة عند إعلانها، الخميس، قرار إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو وملحقيتين دبلوماسيتين في واشنطن ونيويورك، بحلول الثاني من الشهر الحالي (أول من أمس). وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت، إن الإجراءات الجديدة جاءت ردّاً على خفض موسكو عدد أفراد البعثة الدبلوماسية الأميركية في البلاد، معتبرة أن القرار الروسي «كان غير مبرر وأضر بالعلاقات بين البلدين».

وفي تموز الماضي، طلبت موسكو من واشنطن خفض عدد موظفيها الدبلوماسيين والفنيين في البلاد إلى أكثر من النصف، ليصل العدد إلى 455 فرداً، وهو عدد الدبلوماسيين الروس نفسه في الولايات المتحدة، وذلك بعدما وافق الكونغرس بأغلبية ساحقة على فرض عقوبات جديدة على روسيا.
وتوالت ردود الفعل الروسية على الإغلاق المفاجئ للقنصلية والملحقيتين، إذ أكّد مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، في مؤتمر صحافي أن «الخطوات الجديدة تدفع العلاقات إلى طريق مسدود، وتتناقض مع تصريحات أخرى صدرت عن مسؤولين رفيعي المستوى»، مشيراً إلى أن القرار «أجج موجة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة».

من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسفه لتصاعد التوتر، معلناً أن «موسكو ستدرس بعناية كيفية الرد على الإجراءات الأميركية الجديدة». وشدد، خلال لقاء مع طلاب وأساتذة «معهد موسكو للعلاقات الدولية» التابع لوزارة الخارجية، على أن مسلسل العقوبات المتبادلة بين موسكو وواشنطن بدأته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، معتبراً أن الأخيرة تسعى إلى «زعزعة العلاقات الروسية ــ الأميركية ومنع الرئيس الجديد دونالد ترامب من تقديم مقترحات بنّاءة لتحسينها».

وكانت الولايات المتحدة قد بررت قرار الكونغرس فرض عقوبات إضافية على روسيا بأنه يأتي ردّاً على ما وصفته بـ«التدخل» الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فضلاً عن ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم.

وأكّد لافروف أن «مشاعر الشعب الروسي كانت دائماً ودية تجاه الشعب الأميركي، وكنّاً ولا نزال منفتحين على التعاون البنّاء بين البلدين، وتوفير أجواء سياسية طبيعية». وقال إن «التانغو رقصة تحتاج إلى اثنين، في وقت يقوم فيه الشركاء الأميركيون مرّة جديدة برقص البريك دانس بشكل انفرادي».

وأول من أمس، أفادت وكالة «تاس» الروسية بأن السلطات الأميركية قامت بتفتيش مبنى الملحقية التجارية الروسية في واشنطن بعد انتهاء المهلة التي منحت لإخلائه، مشيرة إلى أن عملية التفتيش بدأت بحضور موظفين من السفارة الروسية في العاصمة الأميركية.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت أنها استدعت كبير الدبلوماسيين الأميركيين في موسكو أنتوني غودفراي، وسلمته «رسالة احتجاج على عزم السلطات الأميركية القيام بعمليات تفتيش لمباني القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، بالإضافة إلى مبنيين في واشنطن ونيويورك، توجد فيهما بعثات تجارية روسية»، في إجراء قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زخاروفا إنه «غير قانوني».

واعتبرت وزارة الخارجية أن «على السلطات الأميركية أن تتوقف عن انتهاكاتها الفجة للقانون الدولي، ولا سيما انتهاك حصانة المؤسسات الدبلوماسية الروسية»، واصفة عمليات التفتيش، التي قالت إنها تشمل منازل الموظفين حيث توجد عائلاتهم وأطفالهم، و«التهديد بكسر باب المدخل»، بـ«الاعتداء والاستفزاز».

إلى ذلك، أظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة، تصاعد دخان أسود من مدخنة مبنى القنصلية، الأمر الذي عزز التكهنات بحرق «وثائق حساسة»، في حين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إنه «جزء من أعمال التطهير».

الأخبار، أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...