مستقبل العطش في سوريا

28-01-2007

مستقبل العطش في سوريا

أسئلة كثيرة تدور في أذهان المواطنين في دمشق، و شائعات كثيرة انتشرت هنا وهناك مفادها أننا سنصل قريباً الى وقت لاتأتي فيه المياه الى بيوتنا لأكثر من ساعتين باليوم، وبعضهم تجاوز ذلك بكثير!!

والسبب في ذلك أن الشح الذي تعانيه دمشق بدأ يفرض نفسه وبقوة كيف سيتم تأمين الموارد المائية لعاصمتنا وهي قليلة أصلا،ً فكيف بهذه الظروف الصعبة التي نعانيها؟!! ‏

فلنقلها صراحة :إن الوضع المائي بدمشق ليس سهلاً والأمور ليست على مايرام وأهالي دمشق يسألون: هل هناك خطة طوارئ في حال استمر الوضع على ماهو عليه ولماذا لاتفكر الجهات المعنية جدياً بمشروع جر جزء من فائض الساحل السوري الى دمشق وريفها؟!! ‏

استفسارات عديدة أجاب عنها مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق المهندس موفق خلوف فماذا قال؟ ‏

تعتبر مدينة دمشق من المدن ذات الموارد المائية القليلة وذات الكثافة السكانية العالية وتتزايد الحاجة للمياه فيها سنوياً بسبب التزايد السكاني لذلك لابد للمؤسسة من التصدي لهذه المشكلة لتأمين المياه النقية وبالكمية الكافية لحاجة المدينة فاتبعت خطة استراتيجية تمثلت بتطوير مصادر المياه الحالية واستثمارها بالشكل الأمثل واعادة تأهيل نظام التزويد المائي للمدينة. ‏

وبلغت الهطولات خلال موسم عام 2006/ 439/ مم فوق الحوض الصباب لنبع الفيجة وهو يقل بمقدار /76/ مم عن الهطول الوسطي العام البالغ /515/ مم كما أنه أقل بكثير من هطول عام 2005 والذي بلغ /579/مم. ‏

وتتوقع المؤسسة أن تكون كميات الاستجرار السنوي من المصادر المائية المتاحة خلال هذا العام من نبع الفيجة /140/ مليون متر مكعب ومن نبع بردى /26/ مليون متر مكعب ومن آبار دمشق /30/ مليون متر مكعب أي بمجموع /196/ مليون متر مكعب في عام 2005. ‏

وقد نجحت المؤسسة من خلال خطة تخفيض الهدر والاستبدال بخفض الاستهلاك اليومي لمدينة دمشق ومحيطها من /585/ ألف متر مكعب لعام 2004 الى /570/ ألف متر مكعب في عام 2005. ‏

ويتم حالياً تطبيق اجراءات التقنين ليس بسبب نقص المياه فقط وإنما بغاية الحد من الهدر ليلاً وإملاء الخزانات للحفاظ على شروط الامداد. ‏

ويتابع المهندس خلوف: كما قلنا نعيش في منطقة مواردها المائية محدودة والتقنين موجود ولكن بشكل متقطع نسبياً تبعاً لانتاج المصادر المائية وعلينا أن نتعايش معه وهو اسلوب مطبق في جميع الدول التي انتاجها من المياه أقل من احتياجها فكمية المياه المنتجة حالياً من جميع المصادر الأساسية والداعمة والتي تستثمرها مؤسسة مياه دمشق لاتستطيع تغطية سوى 78% من الحاجة الحقيقية للمدينة والبالغة وسطياً /7/ م3/ثا. ‏

وتلجأ مؤسسات المياه في العادة الى خيار التقنين ليس فقط بسبب العجز وإنما لأسباب فنية ولضمان عدالة توزيع المياه على كل المناطق. ‏

يؤكد المهندس خلوف أنه بغية تخفيض الهدر الى الحد الأدنى ومن منطلق الحفاظ على الثروة المائية من الضياع فقد وضعت المؤسسة خطة متكاملة منذ عدة سنوات أدت الى خفض نسبة الفاقد الفيزيائي في الشبكة من 35% عام 1998الى 22% في هذا العام، وتتلخص خطة المؤسسة الاستراتيجية من خلال تأمين الكميات اللازمة من المياه الى المواطنين والحفاظ على نوعية المياه وجودتها وتحقيق مبدأ استرداد التكلفة دون تشكيل أعباء مادية كبيرة على المواطنين وتحسين سوية الخدمات والتسهيلات الادارية والمالية للمشتركين من خلال نظام متكامل. ‏

هناك مشاريع هامة تنفذها المؤسسة حالياً وهي: ‏

ـ مشروع تأهيل أنفاق جر المياه لدمشق ويهدف الى زيادة العمر الفني لهذه الأنفاق الى مالايقل عن 50 عاماً أخرى مع رفع قدرتها على مقاومة الحمولات الزلزالية وهذا المشروع هو ثمرة التعاون التقني بين سورية واليابان حيث سيتم تمويل هذا المشروع والبالغة كلفته حوالي /4/ ملايين دولار على شكل منحة من قبل الحكومة اليابانية عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا. ‏

وتبين نتيجة القياسات الميدانية أن حجم التسرب من النفق القديم الذي تم وضعه بالخدمة عام 1936 بلغ بحدود 27% من المياه المنقولة عبره أي مايعادل بحدود 3% من اجمالي المياه المنتجة بينما وصل حجم التسرب من النفق الجديد الذي وضع بالخدمة عام 1981 حوالي 1% من المياه المنتجة. 
 وتم وضع خطة لتنفيذ المشروع من قبل جهة يابانية متخصصة بشكل نضمن انجاز عمليات التنفيذ الاختصاصية غير المتوفرة حالياً في القطر ودون أن تؤثر أعمال التنفيذ بشكل ملموس على تشغيل الأنفاق لنقل المياه والتي تعمل بشكل دائم في الخدمة وقد تم انجاز كل الأعمال المتعلقة بالنفق الجديد ويتم حالياً العمل بالنفق القديم. ‏

ـ مشروع تطوير مصادر مياه احتياطية جديدة في الشمال الغربي من دمشق، وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين الأولى تنفيذ خط جر بطول 11.5 كم لنقل مياه من 13 بئراً تم حفرها في جديدة يابوس الى خزان كسر الضغط في منطقة التكية في سهل الزبداني ويتم تمويل هذه المرحلة من المشروع من خلال منحه يابانية بقيمة 7 ملايين دولار لتمويل التجهيزات والمواد الأولية كما تم حفر 8آبار في معدر و6 آبار في دير العشائر وفقاً للمواصفات الموضوعة من قبل الجانب الياباني تمهيداً لادراجها في المرحلة الثانية من المشروع والتي تشمل تنفيذ خط جر بطول 25كم وتأتي الأهمية الكبيرة لهذا المشروع من قلة مصادر امداد المياه في دمشق وتنامي الطلب عليها حيث سيؤمن المشروع يومياً مامقداره /40/ ألف متر مكعب في فترة الجفاف من العام عندما ينخفض تدفق المياه من نبعي الفيجة وبردى. ‏

مشروع دراسة تأهيل واعادة هيكلة نظام امداد المياه في مدينة دمشق ويهدف الى تحسين الظروف الحياتية والصحية لسكان مدينة دمشق ومحيطها وردم الفجوة بين امداد المياه والطلب عليها وسيلبي المشروع توسعات المدينة حتى عام 2020 كمرحلة أولى وهذا المشروع سيساعد في تأجيل جر المياه من الأحواض الأخرى الي مدة تصل الى 15 عاماً قادماً. ‏

ـ مشروع دراسة جر جزء من فائض الساحل الى دمشق وريفها، ويهدف الى دراسة استجرار جزء من فائض مياه حوض الساحل الى دمشق وريفها والتجمعات السكانية الموجودة على المسار وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين المرحلة الأولى تؤمن استجرار كمية من المياه مقدارها مليون ومئتا ألف متر مكعب يومياً بحلول عام 2020.. أما المرحلة الثانية فهي تؤمن استجرار كمية من المياه مقدارها مليونان وأربعمئة ألف متر مكعب من المياه يومياً بحلول العام 2040. 
 ـ مشروع دراسة جر المياه من بحيرة الأسد على نهر الفرات الى مدينة دمشق وريفها ويهدف الى دراسة اضافة مصدر جديدة لمياه الشرب عن طريق جر المياه من بحيرة الأسد على نهر الفرات الى الخزان التجميعي بمنطقة الريان في محافظة حمص حيث يمكن ارواء القرى حتى مدينة حمص. ‏

تعتبر مياه نبع الفيجة من أعذب وأنقى مياه الينابيع في العالم حيث بينت التحاليل المخبرية لمياه نبع الفيجة أن المواصفات مطابقة للمواصفات القياسية لمنظمة الصحة العالمية كما يؤكد المهندس خلوف أيضاً أن مياه نبع بردى صالحة للشرب وتتمتع بمواصفات فيزيائية وكيميائية ممتازة.. أما مواصفات آبار مدينة دمشق فهي مطابقة للمواصفات القياسية السورية ولضمان وصول المياه النظيفة والنقية لسكان مدينة دمشق فقد تم تأسيس مخبر متطور مجهز بأحدث التجهيزات يقوم بمراقبة تأمين الجودة الضرورية ومزود بعناصر مدربة على اجراء أدق التحاليل كما تم تركيب أجهزة التحليل الآلية في النقاط الأساسية من المنظومة المائية وهي متصلة مع نظام التحكم الآلي وتعطي نتائجها بشكل آني. ‏

انطلاقاً من تطوير آليات العمل وتقديم الخدمات للمشتركين فقد قامت المؤسسة بتطبيق نظام جديد لخدمات المشتركين منذ منتصف عام 2005 حيث تم تصميم هذا النظام وفق أحدث التقنيات للعمل ضمن شبكة داخلية ومن خلال الانترنت ويساعد هذا النظام في تسجيل الطلبات للمشتركين الجدد وتسهيل الاستعلام عن الفواتير والذمم وتقديم الشكاوى عن طريق الهاتف أو شبكة الانترنت وغيرها من الأمور ..أما عن طريق الهاتف فقد قامت المؤسسة بتطبيق خدمة نظام الاستعلام الصوتي عبر الهاتف على الرقم 101 ويساعد هذا النظام في تقديم خدمات الى المشتركين عبرالهاتف وبشكل آلي ومؤتمت وقد تم افتتاح مركز خدمات مشتركين في مبنى المؤسسة في شارع النصر وفي منطقة باب توما وآخر في باب مصلى ويتم حالياً تجهيز 7 مراكز أخرى لوضعها في الخدمة خلال شهرين في مناطق المزة، الجسر الأبيض، شارع بغداد، المهاجرين وغيرها. 
يرى المهندس خلوف أن هناك العديد من الصعوبات في العمل لابد من تجاوزها لتطوير آلية العمل وتخفيض الفاقد والهدر في المياه ومنها التعدي على شبكات المياه نتيجة السكن العشوائي وعدم التوازن بين التزايد السكاني المرتفع والمصادر المائية المتاحة ما يستلزم تأمين مصادر مائية اضافية من خارج الحوض وتعرض العديد من المصادر لخطر التلوث بسبب تسرب مياه الصرف الصحي الى بعض المصادر المائية ما يضعها خارج الخدمة لعدم امكانية استخدامها كمصدر مأمون لمياه الشرب والتوسع في الحفر العشوائي للآبار ما يؤثر سلباً على مصادر المياه والمياه الجوفية اضافة الى انخفاض قيمة التعرفة وثباتها منذ عام 2000 وارتفاع تكلفة انتاج المياه الناتجة عن زيادة كلف التشغيل الناجمة وعن ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود وزيادة الأجور وأعطال العدادات ما يؤدي الى عدم التوازن بين الايرادات والنفقات وبالتالي تحقق العجوزات على الموازنات التقديرية. ‏

سناء يعقوب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...