مخاوف من إقامة قاعدة أميركية بالمغرب

08-07-2007

مخاوف من إقامة قاعدة أميركية بالمغرب

منذ شهرين والجدل يتصاعد بالمغرب حول احتمال احتضان المملكة لمقر القيادة الأميركية العسكرية الخاصة بأفريقيا كلها، ما عدا مصر المنضوية ضمن القاعدة الأميركية للشرق الأوسط. وعززت المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين في منطقة طانطان، وتقرير أميركي حول الموضوع، حدة الجدل.
وما أن شرعت الصحف في تناول الموضوع، وظهرت تقارير صادرة عن مراكز بحوث أميركية، قبيل جولة الوفد الأميركي العسكري للمنطقة والمغرب، حتى بادر الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية إلى إصدار بلاغ شدد فيه على "أهمية الموضوع في علاقته بالسيادة الوطنية ومخاطر تحويل أرض المغرب إلى دائرة للصراع بين الولايات المتحدة الأميركية والمنظمات المعادية لها" وأشار إلى أنه قرر اتخاذ الإجراءات الرقابية التي يخولها الدستور لنواب الأمة. وبعد يوم واحد فقط، ردت وزارة الخارجية المغربية ببلاغ مضاد نفت فيه ما جاء ببيان حزب العدالة والتنمية، واتهمت الحزب الإسلامي باستغلال الظرفية الانتخابية.
غير أن ما يعزز صدقية ما ذهب إليه حزب العدالة، هو أن الصحف المغربية والأميركية كانت قد تحدثت عن تقرير حديث أعده مركز خدمة البحوث للكونغرس الأميركي، قال إن المغرب أبدى موافقته على احتضان القيادة الأميركية الخاصة بمنطقة أفريقيا فوق أراضيه.
وجاء في هذا التقرير أن المغرب أبدى استجابته لاحتضان هذا المشروع العسكري الأميركي رغبة منه في تعزيز قدراته العسكرية، على الرغم من أن مشروع الإدارة الأميركية بإقامة مقر القيادة العسكرية الجديدة للقارة الأفريقية (أفريكوم) في حد ذاته لم تعرف بعد أهدافه الحقيقية
وأضاف التقرير الذي يأتي في ظل مساع ومباحثات مغلقة شرعت فيها الإدارة الأميركية منذ أشهر مع بعض قيادات الدول الأفريقية لإيجاد مكان ملائم لهذه القيادة، أنه يتوقع أن تعلن تفاصل هذه القيادة الجديدة ومكان إقامتها في أكتوبر 2007 على أن تصبح قيادة بكامل مقوماتها في أكتوبر 2008.ومنذ مدة، والمغرب يجري مناورات مشتركة مع القوات الأميركية بمنطقة طانطان الصحراوية جنوب المغرب، حرصت السلطات المغربية على منع المواطنين والصحافة من الاقتراب منها أو دخولها. وكانت أكثر هذه المناورات إثارة للجدل مناورات أبريل/نيسان ومايو/أيار 2007 التي اعترفت الصحافة الأميركية بأنها خصصت لتدريب القوات الأميركية التي ستتوجه إلى العراق لمواجهة المقاومة العراقية.
ويرى الدكتور عبد العالي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، أن المغرب "يحاول أن يظهر بمظهر الذي يعمل من أجل مكافحة الإرهاب، ويحاول أن يثبت أن استمرار مشكلة الصحراء من شأنه أن يساهم في تغذية العناصر المتسللة في الصحراء الكبرى".
وأضاف، أن المغرب "مستعد ليكون رهن إشارة الأميركيين" إذا ضغطوا على الجزائر والبوليساريو، في اتجاه قبول اعتماد نظام الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية وحل مشكلة الصحراء الكبرى.
وأكد حامي الدين أن "هذه ورقة محفوفة بالمخاطر لأن من شأنها أن تظهر أن المغرب وفر جميع التسهيلات للأميركيين في المنطقة، وهو ما سيؤدي إلى تشجيع الجماعات التي تتبنى فكرا جهاديا، وتعتبر المغرب قبلة مفضلة لضرب المصالح الأميركية".


 
المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...