مجموعة «5+1» تؤيّد حلاً تفاوضياً حول النووي الإيراني وطهران تتعهّد بالرد على أي هجوم

29-09-2012

مجموعة «5+1» تؤيّد حلاً تفاوضياً حول النووي الإيراني وطهران تتعهّد بالرد على أي هجوم

سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الظهور في موقف موحّد إزاء إيران، عبر الإعلان عن أن الجانبين «متوافقان تماماً» على ضرورة منع طهران من حيازة سلاح نووي. لكن هذا الإعلان لم يخف استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول أسلوب التعامل مع الملف النووي الإيراني، وهو ما تبدّى يوم أمس، في اقتصار المحادثات بين أوباما ونتنياهو على مكالمة هاتفية، خلافاً لما كانت عليه الحال في الزيارات التي كان يقوم بها نتنياهو، وغيره من الزعماء الاسرائيليين، إلى الولايات المتحدة، حين كان ينتظرهم عادة استقبال حار في البيت الأبيض.
في هذا الوقت، ردّت طهران أمس، على «الخط الأحمر» الذي وضعه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالتأكيد على مواصلة الطريق الذي تسلكه، وأنها «سترد بكل ما يلزم من قوة» على أي هجوم يستهدفها، فيما أكدت مجموعة «5+1»، بعد اجتماع وزراء خارجيتها في نيويورك، ضرورة حل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات وعلى مراحل.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن اوباما ونتنياهو «شددا على توافقهما التام على هدفهما المشترك القاضي بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقد أشاد رئيس الوزراء بالتزام الرئيس اوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقيام بما هو ضروري لتحقيق هذا الهدف».
لكن البيان لم يصل إلى حد القول إن أوباما خفّف معارضته لتوجيه إنذار أخير لطهران مثلما يطالب نتنياهو.
وكان اوباما اختار عدم مقابلة نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة، لكنه تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي استغل كلمته أمام الأمم المتحدة أمس الأول، لمواصلة الضغط على واشنطن لوضع «خط أحمر» لإيران. لكن نتنياهو خفّف لهجته واشار إلى أن أي هجوم إسرائيلي على ايران لن يكون قبل الانتخابات الأميركية في السادس من تشرين الثاني المقبل.
وجاء الاتصال الهاتفي بين أوباما ونتنياهو غداة لقاء بين الأخير ووزيرة  الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية، إن كلينتون ونتنياهو أجريا «مناقشة معمّقة حول إيران وجددا التأكيد أن الولايات المتحدة واسرائيل تتقاسمان الهدف نفسه لجهة منع إيران من امتلاك سلاح نووي».
وتحدث ميت رومني المنافس الجمهوري لأوباما في انتخابات الرئاسة هاتفيا مع نتنياهو.
وفي محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، اعتبر نتنياهو أن دعوته الى وضع «خط احمر» يحول دون حصول ايران على سلاح نووي لقيت صدى «في كل أنحاء العالم».
وقال نتنياهو «حاولت أن أشرح أمرا ما أمس (الأول)، واعتقد أن ما قمت به بات له انعكاسات في كل انحاء العالم». وكرر نتنياهو امام هاربر أنه ينبغي رسم «خط احمر» يضع حدا لقدرة ايران على تخصيب اليورانيوم. كما اشاد بقرار هاربر اغلاق السفارة الكندية في طهران وطرد الدبلوماسيين الايرانيين، معتبرا ان «قطع العلاقات مع ايران لم يكن فقط خطوة تليق برجل دولة بل هو عمل يدل على وعي أخلاقي».
وكان نتنياهو تعمّد استخدام رسم لقنبلة نووية خلال القائه مداخلته امام الجمعية العامة للفت انتباه وسائل الاعلام، لكن هذه القنبلة انفجرت سخرية في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية.
إلى ذلك، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، في خطاب أمام آلاف عناصر «الباسيج» في طهران، إن التهديدات الإسرائيلية بتحرك عسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي تسهم فقط في تعزيز التحدي لدى الجمهورية الإسلامية.
وقال جعفري «الأعداء يريدون وقفنا عن مواصلة طريقنا، لكن هذه التهديدات لن تؤدي سوى إلى زيادة تصميمنا على الاستمرار في نفس الاتجاه». وأضاف «لهذا السبب، عندما يوجه الصهاينة تهديدات عسكرية، فان الولايات المتحدة تقوم بضبطهم».
ونقلت وكالة «ايسنا» عن قائد الوحدات الجوية والصواريخ البالستية الجنرال فرزاد اسماعيلي قوله «في حال تعرضت منشآتنا النووية لهجوم عسكري، نأخذ عهدا على أنفسنا بان لا ينجو منها الأعداء». واشار الى ان المنشآت النووية فخر لايران، مضيفا «سندافع عن شرفنا بارواحنا ودمنا».
وكان مساعد ممثل إيران لدى الأمم المتحدة اسحق الحبيب نفى أي بعد عسكري لبرنامج بلاده النووي مؤكدا أن «ايران تملك ما يكفي من القوة للدفاع عن نفسها وتحتفظ بالحق الكامل في أن ترد بكل ما يلزم من قوة على اي هجوم».
وقال الحبيب، في كلمة لم تكن منتظرة امام الجمعية العامة للامم المتحدة، قدمت على انها «رد على مزاعم رئيس الوزراء الاسرائيلي»، إن اسرائيل «نظام يقوم على الارهاب وهو من أوجد أرهاب الدولة في العالم». واتهم نتنياهو بإطلاق «مزاعم عارية عن الأساس» ضد ايران.
وطالب وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال ندوة حول «تهديد الإرهاب النووي»، مجلس الامن الدولي بمعاقبة الدول التي «تشن هجمات الكترونية» على أجهزة المنشآت النووية الايرانية و«تقتل علماء نوويين».
وفي ختام اجتماع لمجموعة «5+1» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حضّت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إيران على القيام «بتحرك عاجل» لطمأنة المجتمع الدولي حول برنامجها النووي المثير للجدل.
وأكدت مجموعة «5+1» ضرورة إيجاد حل للقضية النووية الإيرانية عن طريق المفاوضات وفق خطة للتسوية تنفذ على مراحل.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «المجموعة أكدت خلال لقاء عقدته في نيويورك أن هدفها الوحيد هو تحقيق التسوية المستدامة والشاملة للوضع حول البرنامج النووي الإيراني عبر مفاوضات، وعلى أساس مراحل وخطوات متبادلة».
وأضافت أن الوسطاء «بحثوا خطواتهم اللاحقة من أجل تقدم الحوار مع إيران». وشدد الجانب الروسي أثناء اللقاء على «أهمية الحفاظ على الديناميكية في المفاوضات بين إيران والسداسية، وتكثيف الاتصالات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بغية التوصل إلى قرارات ملموسة منسّقة من شأنها تبديد قلق المجتمع الدولي من البرنامج النووي الإيراني».
واكد مسؤول اميركي «وحدة موقف مجموعة خمسة زائدا واحدا التامة للتأكد من عدم حيازة ايران السلاح النووي». وذكّر بالموقف الرسمي لواشنطن التي تفضّل إستراتيجية «تقوم على وسيلتين» تجاه طهران تزاوج بين الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية. وقال «لا احد يحب العقوبات. ونعرف أان العقوبات تسبب احيانا اذى، ليس فقط للدول فهي لها آثار ايضا على الحياة اليومية للمواطنين» مضيفا «لكننا نعتقد أنه على ايران أن تفهم أنه هناك عواقب لعدم الاستجابة لقلق المجتمع الدولي».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...