مجزرة سوسة..صفعة قوية للسياحة التونسية

28-06-2015

مجزرة سوسة..صفعة قوية للسياحة التونسية

في أحد محلات النحاس التقليدي في المدينة العتيقة في ولاية سوسة التونسية، يتصفح التاجر علي السلطاني جريدة بحثاً عن تفاصيل الهجوم الذي استهدف أمس الجمعة  فندقاً مجاوراً في منطقة القنطاوي السياحية وأسفر عن مقتل 38 شخصاً، معظمهم سياح أجانب.
يقول السلطاني بمرارة "لم يعد هناك أمل. إنها ضربة قاتلة للسياحة".
وأمس، تسلل متشدد تونسي تظاهر بأنه مصطاف، إلى شاطئ فندق "ريو إمبريال مرحبا"، حيث أخرج رشاش "كلاشنيكوف" كان يخفيه تحت مظلة، وفتح النار على المصطافين، بحسب السلطات التي قالت إنه "دخل الفندق وواصل إطلاق النار على السياح، وأن الشرطة قتلته خارج الفندق عندما همّ بالمغادرة".
ومنفذ الهجوم طالب في جامعة القيروان يدعى سيف الدين الرزقي (23 عاماً)، ويتحدر من مدينة قعفور من ولاية سليانة، بحسب ما أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد.

وخلف الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش" المتطرف، صدمة كبيرة لدى التونسيين، ومخاوف في ولاية سوسة من سنوات عجاف للقطاع السياحي، الحيوي للمنطقة والبلاد.
ويعلق السلطاني "ما زلت لا استوعب ما حصل أمس، إنها كارثة، لا أمل لسنوات عديدة".
ويقول تاجر النحاس كمال بن صادق "فقدت نكهة العمل. منذ أمس، ننظر نحن التجار إلى بعضنا البعض من دون القدرة على فعل شيء. لسنا معتادين على هذه المجازر".
وفي 18 آذار الماضي، تعرض متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس إلى هجوم دموي تبناه "داعش"، وأسفر عن مقل 22  شخصاً، هم رجل أمن تونسي و21 سائحاً أجنبياً.
ونفذ الهجوم التونسيان ياسين العبيدي (27 عاماً) وجابر الخشناوي (21 عاماً) اللذان أطلقا النار من رشاشيْ "كلاشنيكوف" على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام المتحف ثم طارداهم داخل المتحف، قبل أن تتدخل الشرطة وتقتلهما.
وترى علياء التي تقطن في مدينة  سوسةأنه أمر مؤلم كثيراً. كنا نضمد جراح باردو، وإذ بنا نتلقى ضربة أخرى أقوى".
وعبر عديدون عن تفهمهم لعدم إمكان عودة السياح إلى تونس لبعض الوقت.
التاجر عماد التريكي يقول إنه "لو كنت مكانهم لما وطأت تونس مجدداً في هذه الفترة. أمر طبيعي أن يغادروا بسرعة البلاد بعد هذه الكارثة. هل جاؤوا لقضاء عطلة أم ليموتوا؟".
ويرى التريكي أن ما يحصل في تونس هو "نتيجة لحالة الفوضى في كل القطاعات منذ الثورة" التي أطاحت مطلع العام 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ويضيف بحسرة "يكفي أن نشاهد سلوك الناس على الطرقات، ورجال السياسة في التلفزيونات والموظفين في الإدارات لنلاحظ أن لا شيء يعمل في البلاد، لا الأمن ولا الاقتصاد ولا السياسة"، مؤكداً أن "عشرات السياح كانوا يزورون محله يومياً (قبل الهجوم)، لكن منذ أمس (الجمعة) فان المحل كصحراء مقفرة".
ويضيف "ليس التونسيون من سينقذون الموسم السياحي، والسياح سيعزفون عن المجيء إلينا لفترة طويلة".
وصباح اليوم، زار عدد قليل من السياح محلات مدينة سوسة العتيقة.
وقالت ماري، وهي سائحة بريطانية يرافقها زوجها، "بقي لي ثلاثة أيام (سأقضيها في تونس) وقد قررت، من باب الاحتياط، عدم الذهاب إلى البحر، لكني أريد إكمال عطلتي هنا رغم الاتصالات الهاتفية وضغوط عائلتي التي طلبت مني العودة".
وعلى الرغم من الهجوم الدموي، واصل عشرات التونسيين اليوم الاصطياف على شاطئ منطقة القنطاوي السياحية..ولكن لم يكن بينهم أي سائح أجنبي.
ويقول سالم الذي يعمل في فندق قريب من مكان المجزرة "قليل من السياح الموجودين بقوا في الفندق ولا يريدون الخروج إلا للذهاب إلى المطار".
ومنذ أمس، شرعت شركات سياحية في إجلاء عملائها من تونس، مثل الشركة البلجيكية "جيت إير" التي أعلنت أنها ستجلي بحلول مساء اليوم ألفي شخص إلى بلجيكا.
أما شركة السياحة "تومسون"، فأعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لإعادة نحو 2500  سائح بريطاني، وإلغاء جميع الرحلات إلى هذا البلد الأسبوع المقبل.
والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس، إذ  تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، كما أنها تساهم بنسبة سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتحقق بين 18  و20 في المئة من عائدات تونس السنوية من العملات الأجنبية.
ووصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده، فيما اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة.


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...