ما حقيقة ما يحدث في لبنان؟

26-05-2007

ما حقيقة ما يحدث في لبنان؟

الجمل:    على ضوء الأحداث الأخيرة، والتداعيات المحلية والإقليمية والدولية المترتبة عليها، يمكن التساؤل: ما هو الإرهاب؟ ومن هم الإرهابيون؟ وهل أصبح لبنان ملاذاً آمناً للإرهاب؟ وما حقيقة ما يحدث في لبنان؟ وما هي علاقة الأطراف الداخلية والخارجية في ذلك؟
• الإرهاب- المفهوم والدلالة:
رفضت أمريكا بقوة وضع أي تعريف قانوني محرر لمفهوم الإرهاب، وبالتالي أعاقت وضع التحديد والتعريف القانوني لجريمة الإرهاب، وبرغم ذلك فقد حاول الباحثون الاجتهاد في تحديد مفهوم الإرهاب، وكان أبرزهم فالترلاكوير، الذي قام بحصر 100 تعريف للإرهاب، وحاول تأطيرها ضمن تعريف موحد، وتوصل إلى أن (السمة العامة الوحيدة والمتفق عليها عموماً هي أن الإرهاب يتضمن العنف والتهديد باستخدام العنف).
• الواقع اللبناني- الدلالة والتداعيات:
لم تعد الخارطة السياسية شديدة التعقيد، كما يحاول أن يوهمنا البعض، بل هي خارطة تتميز بالبساطة الشديدة، إضافة إلى أنها أصبحت مكشوفة على مستوى العمق، بحيث أصبحت كل الدنيا تعرف من هم اللبنانيون الذين يدافعون عن الوطنية اللبنانية و(يقاومون) إسرائيل ومخططاتها الهادفة إلى تقسيم لبنان واحتلال أرضه والسيطرة على موارده، ومن هم اللبنانيون الذين نذروا أنفسهم ك(متعاملين) مع إسرائيل وحلفائها.
• رعاية الإرهاب- أصابع حكومة السنيورة وقوى 14 آذار:
لفترة طويلة ظلت حكومة السنيورة وقوى 14 آذار تتحدث عن العدالة والتحقيق الدولي، ومعاقبة المجرمين، وبعد أن تم استخدام الجيش اللبناني، ونفذ بمخيم نهر البارد نفس السيناريو الذي ظل يفعله الجيش الإسرائيلي في المخيمات الفلسطينية، واليوم جاءت المفاجأة، فقد حملت الأخبار أن الحكومة اللبنانية قد رفضت القبول باقتراح التحقيق الدولي في أحداث مخيم نهر البارد والذي تقدمت به دولة قطر!!!
أنماط الإرهاب كما هو متعارف عليها تتضمن:
- إرهاب الاضطرابات المدنية: وتتمثل في العنف الجماعي الذي يتداخل مع السلام والأمن والوظيفة العادية للمجتمع.
- الإرهاب السياسي: ويتمثل في السلوك الإجرامي العنيف الذي يهدف إلى توليد الخوف المجتمعي، أو بعض شرائحه، من أجل تحقيق الأغراض والأهداف السياسية.
- الإرهاب غير السياسي: وهو الإرهاب الذي يهدف إلى تحقيق الغايات السياسية، ولكنه يتم عن طريق إخضاع الآخرين لدرجة عالية من الخوف على النحو الذي يؤدي لتحقيق ما هو مطلوب بواسطة الأطراف الفارضة لهذا النوع من الإرهاب.
- شبه الإرهاب: ويتم باستخدام الأساليب الإرهابية من أجل تحقيق أهداف تختلف عن أهداف الإرهابيين، كأن يقوم الراغب بالانتحار بركوب طائرة وتفجيرها بمن عليها من أجل أن ينتحر.
- الإرهاب الرسمي: وهو إرهاب الدولة الذي يتم عن طريق استخدام آلة الجولة في قمع الآخرين والبطش بهم دون حق.
• الدولة اللبنانية الحالية ورعاية الإرهاب:
تشير معطيات خبرة الأحداث الأخيرة التي سبقتها، إلى أن الدولة اللبنانية أصبحت ضالعة في الإرهاب، بمستوياته الثلاثة:
- الإرهاب المحلي: وذلك بالتكتم على جرائم العنف المادي والرمزي التي تقوم بها قوى 14 آذار، واستخدام كل الوسائل المتاحة في يدها من أجل إدارة دولاب العنف والإرهاب ضد الأطراف المعارضة لها، مثل حادثة إطلاق النار على المظاهرات التي تزعمها حزب الله في معارضة حكومة السنيورة.
- الإرهاب الإقليمي: وذلك عن طريق التآمر مع بعض الأطراف الإقليمية الأخرى، بهدف النيل من سوريا والفلسطينيين، وقد بدا ذلك واضحاً في التستر على جرائم اغتيال العمال السوريين وهو أمر لم يكن ليتم لو لم تكون الأطراف اللبنانية التي قامت به تتمتع بحماية وتغطية السلطات اللبنانية الرسمية.
- الإرهاب الدولي: وذلك عن طريق التحالف والتآمر مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والانخراط في مؤامرة فبركة وتزوير التحقيق الدولي، عن طريق مساعدة المحقق اليهودي الألماني ديتليف ميلس في تزوير وتركيب الأدلة بالشكل الذي يؤدي إلى إدانة سوريا، إضافة على قيام الحكومة اللبنانية بتجاوز الإجراءات الدستورية، وتخطي رئيس الجمهورية في تقديم طلب المحكمة إلى الأمم المتحدة باتفاق مسبق مع الإدارة الأمريكية، وحتى دون أن تطلع الحكومة اللبنانية على التقرير النهائي الذي لم يكتمل العمل فيه حتى الآن.
إن إرهاب الدولة الرسمي الذي تقوم به وتنخرط في مخططاته حكومة السنيورة سوف يصبح أكثر تصاعداً وانكشافاً، ومن أبرز الشواهد على ذلك:
- إعطاء الموافقة لإدارة بوش لكي تقوم ببناء قاعدة عسكرية في شمال لبنان، والتملص من ذلك أمام الشعب اللبناني، عن طريق محاولة تضليل الرأي العام اللبناني بالادعاء والزعم بأن هذه القاعدة سوف يستخدمها حلف الناتو من أجل تقديم التدريب والمساعدة لقوات الجيش اللبناني.
- استخدام القوة المفرطة بواسطة الجيش اللبناني من أجل إيقاع العقاب الجماعي بـ30ألف لاجئ يقيمون في مخيم نهر البارد، وتبرير ذلك بالاستناد إلى ذريعة تعرض أحد المصارف لمحاولة سطو.
هناك الكثير من دول العالم التي وافقت حكوماتها على استقبال واستضافة القوات والقواعد الرسمية، وأعلنت ذلك بوضوح أمام الملأ، أما الحكومة اللبنانية، فتحاول طمس الحقائق والشواهد التي تناقلتها أجهزة الإعلام الغربية، وتحدّث عنها الأمريكيون أنفسهم والقائلة بأن هذه القاعدة سوف تكون مقراً لأسراب الهيليكوبترات العسكرية وقوات الانتشار السريع، ووحدات القوات الخاصة الأمريكية.
وبالنسبة لمخيم نهر البارد نلاحظ أن جريمة السطو نفسها لم يتم ارتكابها، وكان يمكن لقوات الأمن اللبنانية أن تقوم بالقبض على السيارة التي (تزعم الحكومة اللبنانية) بأن كاميرات البنك قد التقطت صورتها) في أي مكان خارج المخيم، ولكنها بدلاً عن ذلك، قامت باللجوء لوسيلة إيقاع العقاب الجماعي (المحرمة دولياً) بـ30ألف شخص، تم قصفهم بالمدفعية ومحاصرتهم بالدبابات والقوات الخاصة، وقطع المياه والكهرباء عنهم.
وقد انكشف المستور عندما نشرت الصحف الأمريكية أن بوش هو الذي أمر الحكومة اللبنانية بتنظيف المنطقة من خطر الإرهاب تمهيداً لإقامة القاعدة العسكرية المشار إليها، وانكشف الأمر أكثر عندما حملت الأخبار صباح اليوم أن حكومة السنيورة بالتشاور مع الحكومة الأمريكية قد رفضت اقتراح دولة قطر بإجراء تحقيق دولي حول أحداث مخيم نهر البارد، علماً أن حكومة السنيورة ظلت على مدى ما يقرب من ثلاثة أعوام تتحدث عن التحقيق الدولي وضرورة معاقبة المجرمين وتطبيق العدالة!!!.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...