كيري ينتظر رداً فلسطينياً على مقترح إسرائيلي للتسوية

02-07-2013

كيري ينتظر رداً فلسطينياً على مقترح إسرائيلي للتسوية

تواصلت أصداء مساعي وزير الخارجية الأميركية جون كيري لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برغم تركه المنطقة خالي الوفاض. إذ أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «أننا مستعدون للبقاء في خيمة المفاوضات إلى أن يتصاعد الدخان الأبيض». ولكن مسؤولة ملف المفاوضات في حكومته تسيبي ليفني أشارت إلى أن البعض في إسرائيل تنفس الصعداء لأن كيري ترك المنطقة، وأكدت أن المشكلة مع ذلك تظل قائمة. وكشفت «هآرتس» النقاب عن أن كيري قبل مغادرته المنطقة سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراحاً إسرائيلياً جديداً لاستئناف المفاوضات يتضمن جملة من مبادرات حسن النية الإسرائيلية.
وفي مستهل لقاء نتنياهو مع وزير الخارجية الإيطالي أنريكو لوتا، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية «نحن نريد السلام. أنا أريد السلام. نريد أن نبدأ مفاوضات للسلام بأسرع وقت ممكن، ومن دون عقبات. ونحن ملزمون بدخول الخيمة والسعي لإنهاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. هذا هو هدفنا». وتوجه نتنياهو لوزير الخارجية الإيطالي قائلاً «هذا ما ترمي إليه مساعي وزير الخارجية كيري، التي تستحق، بحسب رأيي، تأييداً ثابتاً ومتواصلاً، وأنا مقتنع بأن إيطاليا ستقدم هذا التأييد».
ولكن موقف نتنياهو هذا، إذا كان صادقاً، لا يعبر بالضرورة عن موقف غالبية أعضاء حزبه ممن باتوا ينعون حل الدولتين، ويؤكدون فشل التطلع لأي تسوية مع الفلسطينيين. وهذا ما أشارت إليه ليفني في مؤتمر اقتصادي عقد أمس في إيلات. إذ أوضحت أنه «يستحيل الانشغال فقط بالمواضيع الاقتصادية وتجاهل المسألة السياسية وأهمية حل الدولتين في هذا السياق»، مضيفة «رأيت الشبان يصرخون احتجاجاً على تصدير الغاز. وأنا أقدر عالياً اهتماماتهم، لكن الوقت حان لأن يسأل هؤلاء الشبان أيضاً عن أي دولة سنبقي لها الغاز: لدولة إسرائيل اليهودية الديموقراطية؟ أم الدولة ثنائية القومية؟ أم لدولة الأبرتهايد (الفصل العنصري)؟».
وأوضحت ليفني أنه «مثلما يتحدث الشباب هنا عن اقتصاد أيديولوجي، يفعل الشباب في أوروبا الأمر نفسه، وأوروبا تقاطع منتجات المستوطنات. صحيح أن الأمر بدأ بالمستوطنات، لكن مشكلتهم هي مع إسرائيل التي ينظر إليها كدولة استعمارية، ولذلك فإن الأمر لن يتوقف فقط عند المستوطنات، وإنما سيصل إلى إسرائيل بأسرها». وبعدما أثنت مطولاً على مساعي كيري، انتقدت ليفني بعض شركائها في الائتلاف الحكومي بالقول إن «هناك من تنفسوا الصعداء عندما سافر (كيري)، كما لو أن الأمر انتهى. يا سادتي، نحن باقون هنا مع المشكلة، وسنواصل بذل الجهود لحلها».
ومن جهتها، أشارت «هآرتس» إلى أن كيري قبيل مغادرته المنطقة اجتمع إلى الرئيس الفلسطيني وسلمه عرضاً إسرائيلياً جديداً لاستئناف المفاوضات. وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فإن العرض يشمل مبادئ وصيغا لاستئناف المباحثات وسلسلة مبادرات حسن نية تقول إسرائيل إنها مستعدة لتقديمها قبل استئناف المفاوضات وبعده.
ويعتبر العرض الجديد الذي حمله كيري نتاج اللقاء الأخير، الذي عقده مع نتنياهو مساء يوم السبت الماضي وحضرته ليفني وآخرون، واستمر ست ساعات حتى الفجر.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن الفلسطينيين لم يردوا بعد على الاقتراح الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الأمر موضع متابعة ومناقشة من جانب مستشاري كيري، فرانك ليفنشتاين وجونثان شفارتس، اللذان بقيا في الأراضي المحتلة، ويعقدان اجتماعات مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وقد اجتمع أمس ليفنشتاين وشفارتس مع ليفني والمحامي اسحق مولخو.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن وجود شفارتس، الذي يواكب العملية السياسية منذ 20 عاماً، يعتبر إشارة إيجابية. وفي نظره «هذا يدل على أن الاتصالات وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً لبلورة التفاهمات والمبادئ، التي ستسمح باستئناف المفاوضات». ومن المقرر أن يبقى مستشارا كيري في المنطقة لبضعة أيام أخرى لبلورة إعلان استئناف المفاوضات. وقد يعود كيري إلى المنطقة في الأيام القريبة أو الأسبوع المقبل لجولة اتصالات مكثفة أخرى.
عموماً، تتحدث أوساط ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية عن حدوث تقدم، فيما تصر أوساط الرئاسة الفلسطينية على عدم حدوث أي اختراق حتى الآن. فخبرة الفلسطينيين التفاوضية مع نتنياهو والإسرائيليين عموماً لا تبشر بالخير، خصوصاً أن إسرائيل ظلت طوال الوقت ترفض وضع أسس للمفاوضات وترفض وضع جدول زمني لها.
ولكن الأجواء تتحدث عن أن كيري ترك باب المنطقة مفتوحاً أمام خياري الفشل والنجاح. فقد حاول نتنياهو تقديم طعم له على شكل استعداد للإفراج عن حوالي 60 من المعتقلين الفلسطينيين القدامى، ولكن على ثلاث دفعات تبدأ الأولى قبل المفاوضات أو قبل قمة رباعية. وتحدث نتنياهو عن تجميد قرارات الحكومة بشأن البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية والقدس الشرقية. ولكن نتنياهو طالب مقابل ذلك بتخلي عباس عن مرجعية حدود العام 1967.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...