فرنسا تزود المعارضة الليبية بالأسلحة عبر المظلات

30-06-2011

فرنسا تزود المعارضة الليبية بالأسلحة عبر المظلات

كشفت مصادر غربية أن فرنسا تقدم أسلحة للمعارضين الليبيين في الجبل الغربي في محاولة لمساعدتهم على التقدم نحو معقل الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس، حسبما نشرته وكالات الأنباء العالمية اليوم الأربعاء  29 -6 2011 نقلا عن صحيفة "لو فيغارو"  الفرنسية.
في هذه الأثناء قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العمليات التي تقوم بها إدارته في ليبيا لا تنتهك قانون سلطات الحرب وإن الإدارة تتشاور باستمرار مع الكونغرس بشأن العملية.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي "أن الخناق يضيق" حول الزعيم الليبي معمر القذافي، مضيفا أنه لا بد أن يتنحى عن السلطة حتى "تهدأ بواعث القلق الأميركية بخصوص سلامة الشعب الليبي".
وتزامنت هذه التصريحات مع سماح الكونغرس الأميركي بالعمليات الأميركية العسكرية في ليبيا مشترطا عدم تورطها في عمليات عسكرية ميدانية، كما كشفت بريطانيا من جهتها عن إعدادها تقريرا حول ما بعد الحرب في ليبيا.

من جانبها قالت الصحيفة الفرنسية نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها إن فرنسا أسقطت بالمظلات "كميات كبيرة" من الأسلحة بينها قاذفات صواريخ وبنادق آلية ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات على منطقة جبل نفوسة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع قوله إن قرار فرنسا إرسال أسلحة من دون التشاور مع شركائها في حلف شمال الأطلسي "اتخذ لأنه لم تكن هناك وسيلة أخرى للمضي قدما."
ولم تحرز المعارضة سوى تقدم بطيء منذ بدء القصف الغربي قبل ثلاثة أشهر لكنها تقول إنها تتقدم الآن نحو طرابلس.
وحقق مقاتلو المعارضة في منطقة الجبل الغربي الواقعة إلى الجنوب الغربي من طرابلس أكبر تقدم منذ أسابيع بالوصول يوم الأحد إلى بلدة بئر الغنم حيث يقاتلون قوات القذافي للسيطرة على البلدة. ورفض فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة التعليق.
وقالت "لو فيغارو" إنها شاهدت خريطة سرية عليها ختم جهاز المخابرات الفرنسية تظهر مناطق مختلفة في منطقة الجبل الغربي بينها يفرن ونالوت تخضع لسيطرة المعارضة ويمكن إرسال أسلحة إليها.
وكان محمود شمام المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض قال للصحافيين الثلاثاء بعد أن اجتمع محمود جبريل القيادي في المجلس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن المجلس لم يطلب أي مساعدات عسكرية أخرى. وقال شمام من دون أن يخوض في التفاصيل إن المعارضة تحصل على معدات عسكرية من مناطق أخرى.
ولساركوزي علاقات وثيقة مع المعارضة الليبية منذ أن بدأت طائرات فرنسية في قصف مواقع في ليبيا في إطار تفويض تدعمه الأمم المتحدة لحماية المدنيين.
وتعهد ساركوزي في وقت سابق بتكثيف الهجمات الجوية. وشاركت طائرات هليكوبتر فرنسية وبريطانية في وقت سابق من شهر يونيو في عمليات لتمكين المهمة التي يقودها حلف الأطلسي من إصابة الأهداف بمزيد من الدقة وللمساعدة في التعجيل ببلوغ نتيجة عسكرية حاسمة.

من جانبها، وافقت لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي على قرار يجيز رسميا استمرار مشاركة الولايات المتحدة في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في ليبيا لكنه يمنع نشر قوات أميركية على الأرض هناك.
وجاء تصويت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء في إطار الجدل الذي تفجر في واشنطن حول من له سلطة إشراك البلاد في حرب بعد أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس التزام الولايات المتحدة بالتدخل في الصراع الدائر في ليبيا من دون أن يطلب موافقة الكونغرس.
ووافقت لجنة العلاقات الخارجية بأغلبية 14 صوتا مقابل خمسة على مشروع القرار الذي قدمه السناتور الديمقراطي جون كيري والسناتور الجمهوري جون ماكين وهما من مؤيدي التدخل في ليبيا.
لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض فعليا في الأسبوع الماضي مشروع قرار مشابها لقرار كيري وماكين مما يعكس انقسام الكونجرس، ويقلل فرص تحول القرار إلى قانون حتى بعد إجازة مجلس الشيوخ له بكامل أعضائه.
ويشير تصويت مجلس النواب إلى أنه حتى إذا أقر مجلس الشيوخ قرار كيري وماكين فلن يكون من الممكن إقراره في مجلس النواب ليصبح قانونا.
وعلى الرغم من أن إدارة أوباما تريد أن يعبر الكونغرس عن تأييده لمهمة ليبيا، يقول مسؤولون أميركيون إنها ليست بحاجة إلى تفويض من الكونغرس للمشاركة في عمليات ليبيا تحت قيادة حلف شمال الأطلسي لان دور الجيش الأميركي هناك "محدود" للغاية ولا يصل إلى حد الحرب أو "الأعمال القتالية" كما ينص القانون الأميركي.

في المقابل حذر وزير الدفاع الهولندي أعضاء حلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء من طول أمد العملية الليبية وتوقع احتدام الجدل داخل الحلف بشأن مستقبل حملته العسكرية إذا لم تنته بنهاية سبتمبر.
ووصف الوزير هانس هيلين أعضاء الحلف الذين اعتقدوا أن القصف الجوي سيجبر الزعيم الليبي معمر القذافي على التنحي بأنهم "ساذجون"، وقال إن الحل السياسي ضروري الأمر الذي يسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل الحلف بشأن حملة الضربات الجوية التي بدأت في مارس.
واعتبر الوزير الهولندي أن بعض الحلفاء أخطأوا في تقييم المهمة بحجمها الصحيح. وقال: "ليبيا بلد كبير جدا في الحقيقة. من اعتقدوا أنه بمجرد إسقاط بعض القنابل، فإن هذا لن يساعد الناس فقط، وإنما سيقنع القذافي أيضا بالتنحي أو تغيير سياسته، كانوا ساذجين إلى حد ما"، وفق تعبيره.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...