عن الصحفيين وعيدههم وزملائي وانا

16-08-2019

عن الصحفيين وعيدههم وزملائي وانا

محمود عبد الكريم:
..كثير من اصدقائي يتصورون انني عملت في الصحافة لشغفي بها اقسم بالله لم امقت في حياتي مهنة اكثر منها،السبب الوحيد لعملي بها انها المهنة الوحيدة التي لاتلزمني بالاستيقاظ. باكرا....ثم تطور الامر ،وصرت صحفيا فاخترت اكثر زواياها خطورة...المراسل الحربي........التجربة الاولى كانت قصيرة في اذاعة صوت فلسطين.......في بيروت ...كنت جالسا اكتب برنامجا يوميا وخلال لحظة تحول السكون الى جهنم الحمراء.....استمرت هذه الجهنم ثلاثة اشهر متواصلة...كل يوم عشته بعدها،كان منحة ربانية بالمعنى المباشر للكلمة،ضجرت من المنفى وعدت في باخرة من قبرص الى طرابلس ،وكانت جحيما اخر على امثالي،وكان اجتيازها من المرفا الى مخيم البداوي...تحت احتمال سكين طويلة لاترحم،...بعد شهر ،اندلعت حرب داخلية بين الفصائل،كان الرصاص يتطاير من نوافذ ا لاذاعة المرتجلةوالصبايا المتدربات،اللواتي توزعن بسرعة في الزوايا وكانت فرصة لاختباء حميم مليء بكل انواع الرحمة...والاحتماء اللصيق والذي لاينسى..اا...عدت الى عملي اواخر عام 1984...وبعد اشهر قليلة،...19شباط1985..كنت ابعث برىسالة اذاعية مفادها......الغزاة الصهاينة يندحرون هاربين من مدينة صيدا البطلة....وفي المساء كنت اسهر في بيت السيدة فيروز على روشة بيروت يومان تاريخيان يعجز النسيان عن نسيانهمامنذ ذلك اليوم والى عام 1996...كان عماي الصحفي مع المقاومة عشت حياتهم نمت في بيوتهم ومقراتهم اجريت مئات الاحاديث صورت الاف اللقاءات في مخابئ وغابات ومدن ومخبمات وسفوح...وتعرصت للموت المباشر اكثر من مائة مرة،ولاادري كيف نجوت،لابل ان ذلك يكاد لايصدق،...رايت بام عيني شجاعة تصدع الصخر الاصم،وعاينت خيانات تفتت الحصى،وشاهدت جرائم تشيب لهولها الثيران،...وادركت ان بقي شريفا وسط هذه الضراوة المخيفة اقرب لنبي وهو قديس باقل احتمالاته،حينما ادركت ان عملي مع المقاومة لاسباب لوجستية بحتة اقترب من نهايتهانجزت اخر عمل وثائقي اثناء وبعد عدوان ..عناقيد الغضب نيسان 1996..........ستة عشر فيلما وثائقيا حملت عنوان..حكاية هذا الجنوب...كانت الجزء الثاني لسلسلة انجزتها نهايةعام 1987..حملت عنوان..وردة الدم.....عدت الى دمشق ..التي لم يفارقني احساس الغربة فيها يوما واحدا ..انا شخص مصاب بداء النوستالجيا الذي لافكاك منه..وكان علي ان اتعرف على الصحافة الروتينية من جديد،..وامام مقصلة الدوام كانت استقالتي ترمى. بلمح البصر،لن يلزمني احد بدوامه ولو على دمي،خلال هذه الفترة وهي ثلاث سنوات انجزت عملين مهمين ...اور اق النهضة بحث تلفزيوني من خمسين ساعة في مشروع النهضة العربية في القرن التاسع عشر..وحكاية قرن من ستة وعشرين حلقة،وهو وثائقي حكايته بغاية الطرافة،كان احد السادة المدراء،يفاوض شركات عديدة ليشتري منهم برنامجا عن حكاية القرن العشرين،واعلمني احد فاعلي الخير ان المفاوضات تتركزعلى العمولة التي سيتقاضاها،قبل ان تنتهي المفاوضات،كنت قد انهيت ...حكاية القرن العشرين..حروبه انجازاته على كل صعيد..ابطاله..زعماؤه علماؤه...ثوراته وثواره..ابداعاته ومبدعوه..كان عملا رائعا بحق،..كان مفاجاة صاعقة للزميل المدير ،لن انسى مشهده وهو يرغي وقد اختلط حابله بنابله وضاعت منه الكلمات وكاد يختنق ولم استطع كبح جماح ضخكي االمهول..وبه انتهت علاقتي بالصحافة،وباي هاجس دو ام وتفرغت للكتابة الحرة....لايوجد صحفي في العالم اكثر مظلومية من الصحفي السوري...حتى البيجاما التي كان يقدمها الاتحاد في تكريمات التقاعد ،تم نسيانها،وانا هنا لااسجل نقاط شخصية،بل اعترف ان زملائي في كل مفاصل الاتحاد،يعاملونني معاملة استثنائية ملاى بالود والكياسةواللهفة،ولي عندهم جميعا مودة ومحبة لااطمح لاكثر منها اما انا من ناحيتي فهم يعلمون جميعا انني لم اصرف وصفة طبية ولا ثمن نظارة اوعملية اومعاينة وهي حق تلقائي ولا شيء..لكن ماان اطلب قرضا على الراتب حتى يفاجئو نني بمدى اللهفة واختصار القوانين وتدبير الكفلاء ونادرا ماذهبت مرتين من اجل قرض،انا اعرف زملائي ولست بحاجة لسماع الجمل السريعة والسقيمةعنهم وعن عملهم انا ادرى باوجاعهك اغلبيتهم الساحقة صحفيون وطنيو ن غيور ون شرفاء....زوجتي وفاء منهم وهي منذ سنة تعد برنامجا في المحافظاتوسط احتملات موت سبه محقق ومع ذلك تمضيهي وزملا ها الى عملهم بحماس لايقف امامه شيء...اااا...واثبتوا في هذه الملحمة شجاعة تشرف مهنة الصحافة،.....وتكلل جبينهم بالغار ابدا..ان عدد الكتاب والمراسلين والمصورين الذين استشهدوا وجرحوااناثا وذكورا،تدفع اكثر الجاحدين للانحناء امام بسالتهم ووطنيتهم ..الى جانب تميزهم المهني المفاجئ،كانوا يواجهون بحقائقهم الميدانية المباشرة الاف المحطات ومواقع التواصل والاذاعات والصحف وبلحمهم الحي..ااا..........ايها الزملاء الشجعان لاتلتفتوا لاحد...كنتم في هذه الملحمة التاريخية ......ملحمة اعلامية بكل ماتحمله الكلمة...واي كلام تسمعونه غير ذلك القوا به في سلة مهملاتكم...هذا عيدكم..يومكم ...فرصة لارفع لكم التحية ،...لاحيي شجاعتكم المذهلة التي شرفتنا جميعا..........ايها الزملاء كل حبر شريف وانتم بخير...سلااااما لكم.ااااا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...