عملية هلمند الرابعة عشرة: أضخم حروب أميركا في أفغانستان

04-02-2010

عملية هلمند الرابعة عشرة: أضخم حروب أميركا في أفغانستان

الجمل: تقول التقارير والتسريبات الصادرة اليوم بأن القوات الأميركية, تعد العدة لتنفيذ عملية عسكرية هجومية ضد محافظة هلمند الأفغانية, تعتبر هي الأكبر من نوعها في تاريخ الحرب الأميركية-الأفغانية منذ لحظة اندلاعها في عام 2001م: ما هي طبيعة هذه العملية, وما هي دلالاتها المتعلقة بالتأثيرات المحلية الأفغانية, والإقليمية الشرق أوسطية, والدولية المتعلقة بمشروع الحرب ضد الإرهاب.
لماذا عملية هلمند الجديدة:
تقع محافظة هلمند في الجزء الغربي من جنوب أفغانستان, وهي تجاور إقليم بلوشيستان الباكستاني, هذا, وتتكون محافظة هلمند من 13 مقاطعة, ويقطنها حوالي 1,5 مليون نسمة, الأغلبية العظمى منهم تنتمي لقبائل الباشتون, إضافة إلى أقليات من السكان البالوشي-الهزار والطاجيك.
تتضمن طبوغرافيا محافظة هلمند, في جزئها الجنوبي بيئة تضاريسية صخرية صحراوية جرداء, أما في جزئها الشمالي, فتضمن بيئة تضاريسية تتميز بوجود المرتفعات والأشجار.
شهدت محافظة هلمند العديد من العمليات العسكرية, ويعتبر نصيب المحافظة كبير نسبيا من العمليات العسكرية مقارنة بمحافظات أفغانستان الأخرى, ومن أبرز الحملات العسكرية التي شنتها القوات الأميركية بالتعاون مع القوات الدولية والأفغانية ضد محافظة هلمند, تشير إلى الآتي:
• عملية حصار سانجيني حزيران (يونيو) تموز (يوليو) 2006م.Helmand
• عملية موسى قالا الأولى أيار (مايو) 2006م.
• عملية البركان شباط (فبراير) 2007م.
• عملية أخيل أيار (مايو) 2007م.
• عملية بيكاشى حزيران (يونيو) 2007م.
• عملية المطرقة آب (أغسطس) 2007م.
• عملية موسى قالا الثانية كانون الأول (ديسمبر) 2007م.
• عملية عين الصقر أيار/حزيران (مايو/يونيو) 2008م.
• عملية قمة الصقر آب (أغسطس) 2008م.
• عملية سوندا شارا كانون الأول (ديسمبر) 2008م.
• عملية السيف الأزرق آذار (مارس) 2008م.
• عملية المخلب المدرع أيار (يونيو) 2009م.
• عملية الخنجر تموز (يوليو) 2009م.
نلاحظ أن العمليات العسكرية التي تم تنفيذها يبلغ عددها 13 عملية عسكرية, وهي العمليات الرئيسية الكبيرة, وهناك أكثر من ضعف هذا العدد من العمليات النوعية الصغيرة المحدودة, وتجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات قد تم التخطيط لها جيدا في غرف عمليات البنتاغون, وحلف الناتو, وقد شاركت فيها أربعة أنواع من القوات هي: القوات الأميركية-قوات حلف الناتو-القوات الأفغانية-إضافة إلى قوات الميليشيات القبلية المتعاونة مع الاحتلال الأميركي.
هدفت كل هذه العمليات إلى فرض السيطرة على قطعة أرض تبلغ مساحتها 58,584 كم مربع, هي مساحة المحافظة, ويقطنها 1,5 مليون نسمة, من الفلاحين الفقراء الذين يتجولون مع قطعانهم بحثا عن الكلأ بين الصخور الصحراوية والمراعي الفقيرة بالأعشاب, هذا, وبرغم استخدام القوات الغازية, لطائرات إف-16, وهيلوكبترات الأباتشي, ودبابات إبراهام, وطائرات التورنيدو البريطانية, ودبابات شيفتن البريطانية, إضافة إلى آلاف عناصر القوات الخاصة الأميركية, التابعة للفرقة 101 المحمولة جوا, والفرقة 82 المحمولة جوا, فإن محافظة هلمند, مازالت عصية على سيطرة تحالف القوات الأميركية, وقوات حلف الناتو, والقوات الدولية, وغيرها.العملية
تقول المعطيات الجارية الحالية, بأن محافظة هلمند, برغم العمليات والحملات, تشهد موقفا ميدانيا يتضمن الآتي:
• توجد بمحافظة هلمند 13 مقاطعة, منها 5 مقاطعات أصبحت واقعة تحت سيطرة حركة طالبان, و3 مقاطعات تزايد فيها نفوذ طالبان إلى حوالي 70%, وأصبحت على وشك السقوط بالكامل تحت سيطرة الحركة.
• تكبدت القوات الأميركية وقوات حلف الناتو, وبقية القوات الدولية والأفغانية خسائرا تعتبر هي الأكبر من نوعها في مسيرة الحرب الأفغانية, وعلى وجه الخصوص لجهة كبر حجم الخسائر البشرية.تصاعد القتال في محافظة هلمند, أصبح يهدد بتكرار ظاهرة مناطق القبائل الباكستانية الموجودة على النصف الشمالي من خط الحدود الأفغانية-الباكستانية, وبالتالي, فإن عمليات المناورة التي تقوم بموجبها عناصر حركة طالبان بعبور الحدود جيئة وذهابا, مع محافظة بلوشيستان الباكستانية, هي عمليات سوف لن يترتب عليها سوى توريط القوات الأميركية بتوسيع عملياتها في باكستان بما يؤدي إلى توريط هذه القوات في مناطق غرب باكستان الجبلية الشديدة الوعورة.
حتى الآن, لا توجد معلومات تفصيلية دقيقة عن طبيعة الحملة العسكرية الأميركية الجديدة ضد محافظة هلمند, وبرغم التفاؤلات الأميركية, فهناك المزيد من الأصوات المتشائمة, التي تقول بأن معبر هذه الحملة سوف لن يكون بأفضل من سابقاتها.
سيناريو التصعيد العسكري: المسرح الأفغاني وخيارات اللايقين.
رصدت التسريبات العسكرية, وجود العديد من الخلافات بين القادة العسكريين الميدانيين في أفغانستان, وفي هذا الخصوص يوجد خلاف كبير بين قائد القوات الأميركية وقائد القوات البريطانية حول كيفية السيطرة على محافظة هلمند, وفي الوقت الذي يطالب فيه الجنرال ماكريستال قائد القوات الأميركية في أفغانستان بضرورة اعتماد تطبيق أساليب السيطرة العسكرية المباشرة, فإن الجنرال نيك كارتر قائد القوات البريطانية في أفغانستان, طالب بضرورة اعتماد أساليب السيطرة غير المباشرة.
ترجع الخلافات العسكرية البريطانية-الأميركية إلى الأعوام الماضية, فقد كانت القوات البريطانية هي المسئولة عن محافظة هلمند, وقد سعى البريطانيون لجهة القيام بتدريب العناصر المحلية المتعاونة, على أساس محاولة بناء وحدات محلية عسكرية تقوم بتولي مهام السيطرة على المنطقة نيابة عن البريطانيين, وظهرت خلال هذه المرحلة بعض الجماعات المحلية المسلحة, والتي ظلت تعمل على غرار حركات الصحوة العراقية التي تم تنظيمها بقيادة أبوريشة العراقي في محافظة الأنبار.
استطاعت حركة طالبان القضاء بكل سهولة على الجماعات المحلية المتعاونة مع البريطانيين, وحاليا, وبرغم مطالبة البريطانيين بضرورة تسليم محافظة هلمند للقوات الأفغانية, فإن الأميركيين يصرون على ضرورة القيام بالحسم العسكري المباشر, وتجدر الإشارة إلى أن العملية العسكرية الأميركية الجديدة ضد محافظة هلمند سوف تلعب دورا رئيسيا في تحديد مدى استمرار بقاء أو عدم بقاء القوات الأميركية والدولية في أفغانستان. قالكثير من دول حلف الناتو, وعلى وجه الخصوص ألمانيا وتركيا, أصبحت أكثر إلحاحا لجهة المطالبة بضرورة تحويل المسئولية العسكرية المباشرة لقوات الأمن الأفغانية, مع إمكانية إبقاء بعض قوات حلف الناتو لجهة دعم التنمية وعمليات إعادة إعمار أفغانستان.
فهل يا ترى سوف ينجح الهجوم العسكري الأميركي الكبير ضد هلمند, بما يضفي المصداقية على رهان مذهبية القوات الخاصة التي يسعى الجنرال الأميركي ماكريستال لجهة فرضها على الواقع, أم أن هلمند سوف ترد القوات الأميركية على أعقابها, بما يؤدي إلى انكسار مذهبية ماكريستال ويجعل البيت الأبيض الأميركي يفكر جديا في الخروج من أفغانستان.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...