عمر الشريف «يستقيل» من السينما المصرية

30-03-2007

عمر الشريف «يستقيل» من السينما المصرية

الرأي الذي اعلنه النجم السينمائي العربي ­ العالمي عمر الشريف, في حواره مع مجلة «آخر ساعة» القاهرية €21€3€2007€ استوقفني, مثلما استوقف العديد من القراء والنقاد واهل السينما في مصر, وجعلني ادور في فلك مجموعة من الاسئلة حول الدوافع التي كانت وراء اعلان هذا النجم السينمائي, لرأي لا ينسجم مع واقعه كممثل, ولا مع شهرته المحلية او العالمية, فيما لو كان صادقاً فيما اعلن, ولم يكن كلامه مجرد «استهلاك موقت».
فقد ذكر هذا النجم, وبالحرف الواحد, ان كل الجوائز التي نالها من ادوار لعبها, هي مجرد «كلام فاضي».. وانه لا يستحقها وانه لا يستحق «كل» الاموال التي كسبها من السينما. وانه لا يتابع نهائياً السينما المصرية الحالية ولا يعرف اسماء العاملين فيها!!
فكيف يمكن ان نقرأ هذا الرأي المتضمن لأكثر من موقف؟!
ان اعتراف عمر الشريف بأنه «لا يستحق الجوائز» يمكن ان نفسره كنوع من التواضع, او كأنه قصد القول ان بعض الممثلين ­ عرباً واجانب ­ الذين شاركوه الاعمال التي نال عنها الجوائز المذكورة, كانوا اكثر احقية منه بها. خصوصاً ان الاختيار يخضع لوجهات نظر ورؤى لجان التحكيم.
اما قوله بأنها €اي الجوائز€ «كلام فاضي», فهذا تعبير لن ينعكس عليه اليوم بالسلب, حيث من المعروف ان الجوائز العالمية تشرّع الابواب امام حامليها والفائزين بها, لولوج اعمال عديدة وللعب ادوار ذات قيمة, وعمر الشريف, بات اليوم في عمر يعتبره القيمون على الانتاج العالمي «سن تقاعد», ما يعني ان رأيه في الجوائز ما عاد يقدم او يؤخر».
ايضاً, عندما ذكر انه لا يستحق «كل» الاموال التي كسبها من السينما فهو كان صادقاً مع الذات, لأن المبالغ الكبيرة التي تقاضاها فور انتقاله من «المحلية» الى العالمية بفيلم «لورانس العرب», كانت في معظم الاحيان ذات صلة بالاسم «الجديد المتألق», وليس «بالدور». بدليل انه لعب ادواراً جديرة بالتقدير, وتستدعي التوقف عندها, ودخلت بالفعل سجل السينما العالمية, مثل دوره في فيلم «د.زيفاكو», وعنها تقاضى اجوراً اقل بكثير, من اجور تقاضاها عن افلام تلت, ولم تكن على ذات مستوى ما سبقها من اعمال وادوار.
اما انه لا يتابع السينما المصرية حالياً, ولا يعرف اسماء الممثلين الشباب, فهنا مكمن علامة الاستفهام الكبرى والتي نعتقد ان لها ارتباطاً بتحديد مستقبل عمر الشريف المهني, حيث ان هذا الرأي, من وجهة نظرنا, يعتبر تقاعداً وانسحاباً من العمل السينمائي €في مصر على الاقل€, لأن واجب اي ممثل مهما كبر شأنه او صغر, راغب في الاستمرار بالعمل السينمائي, وان يتتبع الحركة الانتاجية وان يتابع الافلام الجديدة, وان يرصد المواهب البارزة فيها, ممثلين كانوا ام كتّاباً ام مخرجين. هذا اذا كان راغباً بالاستمرار في التمثيل ولعب الادوار.
اما «المستقيل», فمن الطبيعي ان يُسقط اهتماماته, وان يقاطع المستجدات, ومن هنا نقول ان عمر الشريف كان يعلن, من خلال الرأي الذي اعلنه, انسحابه من العمل السينمائي, وهو فقط, اختار اسلوباً جديداً للاعلان عن هذا الانسحاب.


عبد الرحمن سلام

المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...