ضمير رفع الرأس عالياً.. عصام الزعيم مات

16-12-2007

ضمير رفع الرأس عالياً.. عصام الزعيم مات

هو وقت ترغب به كل الضمائر بمضاجعة النصب لتمسي أمها اللغة ساقطة متدحرجة تماماً كرؤوسهم وكمن قال: إني أرى رؤوساً أينعم؟!
التقيت د. عصام منذ مدة قصيرة مع بعض الأصدقاء كان صامتاً ودوداً عميقاً نود منه ولو كلمة واحدة فقط ولو همساً ولو لمزاً!!
يبتسم في وجهي إذا ما رغبت الرأي أكثر ويزيده ابتساماً..
قلت لمن رافقني بعد اللقاء: الزعيم يرغب أن يخرس.
كان كما حجارة حلب المقدسة، مدينته، تتعتق بشفاه الشمس يومياً وتخرس..
وقد سألته قبل هذا اللقاء في منزله أريد رأيك في قضية شارع الملك فيصل، أريد رأي الزعيم الاقتصادي فقال:أنا جاهز لأزور تلك المنطقة معك.. لكن لحقته أصابة في قدمه ولم نزر تراث العالم في دمشق معاً.
نجلس لطاولة العشاء في منزله نراقب الشاشة الصغيرة ليقول ويده تندفع باتجاه بطنها:
انتبه لما يقوله الرجل، هو يحصّل أجراً أقل مما حصله قبل عشرين عاماً..
ونلوذ معاً في صمت لا يصفع ثقل فولاذه سوى الليل الطويل خارجاً.
ونعترف معاً بالهزيمة في وقت يعز علينا أن نتواطأ مع صمت الناس الرهيب.
عصام الزعيم يرغب أن يخرس
ونحن ننسج من السراب بطانة للحق يومياً
ونحن تلك قزمة بالعدد وجريئة لا كما جرأة الثور مجانية لكن بثمنٍ كبير.
تدهسنا عجلات الهزيمة اليومية ونستيقظ لنرفض بلاهةً تجرف ملامح وجوهنا لحظةً بلحظة ونفساً بنفس..
قال لي بعد أن أهداني تقريراً: لنتعلم!
يا للأمر ويا للجزم ويا للروح المتقدة من النار العظيمة رغم إحساسه بأنه مقتول..
قال لي: يجب أن تجد عملاً لتستمر في قضيتك وفي رسالتك لأرد على الزعيم بغضب العالم أجمع: ولماذا عليّ أن أستمر؟ وأنى لي أن أجد عملاً وكله تبييض أموال وكله تلوث وكله ارتزاق ومرتزقة.
معاً نزاول فعلنا اليومي قراع المستحيل.
ولنتواطأ بالصمت من جديد معاً
ولتلفح الهزيمة وجوهنا الكالحة من جديد..
أقول:إن الزعيم مات
ولست بصدد الإيحاء لما قاله نيتشه يوماً
بل قل هو الموت الرحيم كان هذا الأخير.

 

وعد المهنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...