صهاريج البنزين والمازوت «تطير» في حلب

02-02-2012

صهاريج البنزين والمازوت «تطير» في حلب

أكد أصحاب السيارات العاملة على البنزين والمازوت في حلب أن بإمكان الصهاريج المحملة بالمحروقات الطيران عالياً دون المرور بمحطات الوقود لتفريغ حمولاتها!
ووقعت «غرفة العمليات» الخاصة بأزمة المحروقات التي شكلها محافظ حلب موفق خلوف بداية الأسبوع الجاري، في أزمة لم تستطع الخروج من الكمين الذي حفره لها أصحاب محطات الوقود بالتزامن مع الإعلان عن وصول 110 صهاريج بنزين ومازوت لم تطأ أرض المحطات التي ظلت خاوية على عروشها منذ نحو أسبوعين.
وفشلت جهود غرفة أزمة المحروقات في التصدي لتجار الأزمة الذين أظهروا براعة في «قرصنة» البنزين والمازوت من الصهاريج ومحطات الوقود لبيعها في السوق السوداء التي انتعشت أخيراً أسوة بتجار أزمات المواد الغذائية وغيرها.
واتهم سائقون أصحاب محطات الوقود بالمتاجرة بالمحروقات وخصوصاً مادة البنزين التي فقدت من المحطات نهائياً بشكل غير معهود لتطيل عمر الأزمة خلافاً للمرات السابقة، ما أدى إلى توقف نصف سيارات مدينة حلب لنضوب خزاناتها من المشتق النفطي الذي ابتدع بعضهم أساليب لتخزينه على الرغم من خطورة البدعة.
وأقر سائق سيارة أجرة بأنه اضطر إلى رفع تسعيرة العداد لارتفاع سعر ليتر البنزين وفقدانه من المحطات، وقال: «لم أستطع الحصول على البنزين من السوق السوداء حتى بسعر 75 ليرة لكثرة الطلب على المادة المفقودة بشكل تام في جميع محطات المدينة، وكذلك الأمر في المحطات القريبة منها حيث قصدت محطات على بعد 20 كيلو متراً وفشلت في تعبئة خزان سيارتي».
وأكد أيمن.ص أنه توقف عند إحدى محطات الوقود التي يزود أحد الصهاريج خزاناتها بالبنزين في طرف المدينة «لكنهم رفضوا بيع المادة بطريقة وقحة بعد انتهاء عملية التفريغ بزعم أن المادة غير متوافرة وعندما هددتهم بالاتصال بالتموين، قال أحد القائمين على المحطة: أعلى ما بخيلك اركبوا»!
وسجلت حالات كثيرة لبيع البنزين بسعر مرتفع في شوارع مدينة حلب من سيارات مزودة بخزانات إضافية تتم تعبئتها من محطات الوقود في الريف الذي تتوافر فيه المادة لقلة الطلب عليها: «لكنني لم أستطع شراء البنزين من تلك المحطات ولو بسعر مرتفع لعدم توافره فيها في اليومين الأخيرين»، كما قال صاحب إحدى السيارات من مدينة إعزاز مقدراً صافي ربحه من عملية المتاجرة بالمادة بـ2500 ليرة قبل فقدانها.
وأوضح سائق آخر بأن تهريب المازوت والبنزين إلى تركيا عبر خزانات السيارات وبوسائل أخرى ما زال على قدم وساق على الرغم من تشديد الرقابة عبر المنافذ الحدودية «إلا أن فارق السعر بين البلدين يدفع المهربين إلى المخاطرة لكسب أرباح كبيرة».
وتعاني حلب من أزمة خانقة لعدم توافر المازوت والبنزين وارتفاع سعر المادة الأولى في السوق بمقدار 100 بالمئة وارتفاع ثمن المادة الثانية بمقدار 50 بالمئة، ومرد الأزمة إلى مهاجمة قوافل الصهاريج المحملة بهما من مسلحين على الطريق من بانياس إلى حلب وخصوصاً في بعض مناطق إدلب التي تشهد توترات أمنية مستمرة.

خالد زنكلو

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...