"سينما بديلة" في "نخاع" الأزمة

16-07-2013

"سينما بديلة" في "نخاع" الأزمة

يتيح برنامج «سينما بديلة» عبر شاشة «بي بي سي عربي» الفرصة لاطلاع المشاهد العربي على تجارب سينمائية عربية شابة. البرنامج الذي يقدمه أنطوان خوري ورضا الماوي، يأخذ على عاتقه عرض أفلام سينمائية قصيرة كاملة، معللاً ذلك بأن تلك الأفلام وخلافاً للأفلام الطويلة «غير تجارية... لا تلتزم بمعايير السينما، ولا بأصول وتقاليد السرد السينمائي، بل تتخطاه إلى فضاءات إبداعية تتنوّع بتنوّع جغرافيا وثقافات العالم العربي».
يختار القائمون على البرنامج أفلاماً قصيرة تتناول الموضوع ذاته برؤى مختلفة. فعلى سبيل المثال عُرض مؤخراً فيلمان يتناولان العلاقات بين المرأة والرجل في العالم العربي هما «موز» (24 د.) الكويتي لمقداد الكوت، و«نخاع» (12 د.) السوري تأليف علي وجيه وإخراج وسيم السيد. نسرين فندي
من تقاليد البرنامج كما يقول القائمون عليه «استضافة خبراء ونقّاد الفن السابع» لتناول الأفلام المعروضة تناولاً نقدياً. لكن الغريب أن الحوار الذي أجراه رضا الماوي في الحلقة المذكورة مع المخرجة الفلسطينية ياسمين فضّة حول فيلم نخاع لم يتطرّق للفيلم من زاوية نقدية، بل اتخذ منه ذريعةً للدخول على خط الأزمة السورية، عبر الحديث عن الرقابة ومواقف السينمائيين السوريين...
يتناول «نخاع» العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية بلغة سينمائية مكثفة، وغنية بالدلالات، تعطي المشاهد مفاتيح رمزية لقراءتها. من دون حوار، بُني السيناريو على إشاراتٍ نجح المخرج بتحويلها إلى فعل سينمائي جذاب، مستفيداً من الأداء اللافت لبطلي الفيلم نسرين فندي، ومازن عباس. في الرؤيا السينمائية للفيلم تتوزع العلاقة بين الرجل والمرأة على مسارين لا ثالث لهما: الشجار الدائم، الجنس، ويحضر الضفدع بوصفه معادلاً موضوعياً لتلك العلاقة، عبر رمزية الحياة المزدوجة للكائن البرمائي، الذي لا يتوقف عن النقيق. ينتهي الفيلم باستخدام كل من الرجل والمرأة سلاحاً أبيض ضدَّ الآخر بمجرد انتهاء العلاقة الجنسية بينهما، لترينا اللقطة التالية السرير فارغاً، وكأنّ الفيلم يقول إن غريزتي الجنس والقتل متجذّرتين في الجنس البشري حتى النخاع.
وعن عرض الفيلم في "سينما بديلة" يقول كاتبه للسفير: "عرض نخاع تلفزيونياً على منبر متابع مثل "سينما بديلة" على قناة "بي بي سي عربي" يشكّل فرصةً لمشاهدة الفيلم جماهيرياً ويشكل تتويجاً لمشاركته في كثير من مهرجانات السينما، فالتلفزيون يوفّر عرضاً جماهيرياً عالمياً، خصوصاً أنّ البرنامج متخصص ويحظى بمتابعة جيدة». الأمر الذي يوافق عليه المخرج: "في النهاية طموح صاحب أي عمل فني هو أن يشاهد وأن يحظى بردود أفعال وآراء جماهيرية، بعد رصد الآراء النقدية المتخصصة، وقد شكّل هذا العرض مصدر سعادة لنا وسط كل ما نعيشه من ظروف مأساوية في البلاد".

"سينما بديلة": كلّ سبت الساعة 17:06 بتوقيت غرينتش ويعاد بثّه الاثنين والخميس الساعة 22:06

صهيب عنجريني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...