جائزة الموسيقى العالمية لصوت إليسا أم لصدرها؟

03-12-2006

جائزة الموسيقى العالمية لصوت إليسا أم لصدرها؟

للمرة الثانية تحصل المغنية إليسا على جائزة الموسيقى العالمية. خبر كبير. إليسا على المسرح مع «زميلها» مايكل جاكسون. إليسا تعود الى بيروت ظافرة. جدل في بيروت حول «خفايا» الجائزة. الجدل ليس جديداً فقد حدث مثله في العام الماضي.

لكن، إذا كانت الأسئلة «ذات النيات غير السليمة على حد تعبير «البعض» والتي طرحت قبل سنة قد اصطدمت ببعض المصاديق من لجنة «الموسيقى العالمية» فإن النوع نفسه من الأسئلة لكن بنيات سليمة عاد الى الظهور وهو في حاجة الى مصاديق واقعية ليتحقق الجمهور من أن إليسا حصلت على الجائزتين الأولى والثانية في شكل طبيعي لا لبس فيه ولا إبهام ولا خلفيات مالية ولا أي شيء من هذا القبيل...

وليس طرح الأسئلة بهدف اتهام إليسا بما قد لا يكون فيها، ولا اتهام شركة الانتاج التي ترعاها بالسعي الى هذه الجائزة عبر العلاقات العامة التي لها ألف باب، بل من زاوية الاستغراب الجدي من أن تنال مغنية لبنانية واحدة الجائزة العالمية نفسها على مدى سنتين متواليتين، مع ما يعني ذلك من معانٍ أقلها: هل ان إليسا حافظت على الموقع الأبرز والأول بين زميلاتها وزملائها العرب على صعيد تقديم الجديد الغنائي الذي يستحق الإكبار مرة ثانية عالمياً؟ أم أن هناك عوامل أخرى أسهمت في تكريس إليسا نجمة للجائزة هذا العام لا علاقة لها بموقعها الغنائي ودرجة مبيعات ألبومها، بل لها علاقة بالمشرفين على الجائزة من ارتباطات فنية وإعلامية بهذه الشركة الانتاجية أو تلك؟!

وتنظلق الأسئلة من مبدأ ان الجائزة، أي جائزة محلية أو عالمية، تفقد شيئاً من وزنها وبريقها عندما تُمنح لشخص واحد على مدى دورتين لا يفصل بينهما أي فاصل زمني. فكأن الساحة الغنائية كانت ميتة أو متجمدة أمام ذلك الشخص منفرداً، وانه هو، هو فقط، كان مادة الحياة الوحيدة. وهذا لا يمكن أن يحصل في أي مكان.

وإذا ذهبنا في المقارنة أبعد: هل يجوز، مثلاً، أن تُقدَّم جائزة نوبل مرة ثانية الى الأديب الكبير نجيب محفوظ، وفي السنة التي أعقبت السنة التي حصل فيها على الجائزة للمرة الأولى؟!

أو: هل يجوز أن تكون ملكة جمال العالم مثلاً لهذه السنة هي نفسها ملكة جمال العالم للسنة الماضية؟!

ثم... ما هو ذلك الانتاج الغنائي الضخم أو المؤثر أو الكبير الذي طرحته إليسا على الجمهور حتى استحقت ان تتميز عن كل الآخرين، وألبومها الأخير «بستناك» لم يحظَ بالانتشار الكافي، وكليب الأغنية أصيب ببرود بعد عرضه بأيام، والكليب الثاني الذي تردد أن أليسا صوّرته أصيب هو الآخر بمشاكل إخراجية وتقنية، بحسب قول إليسا، فلم يعجبها وقررت الاستغناء عنه؟!

الجائزة الأولى التي حصلت عليها إليسا في السنة الماضية قد تكون مبررة ومنطقية وطبيعية أكثر عشرات المرات من الجائزة الجديدة، ذلك ان الأولى أتت بعد سنوات من الاجتهاد وتقديم الأعمال الغنائية وبناء النجومية، وهذا في حد ذاته أمر يلفت الانتباه والجوائز... أما الثانية فتأتي بعد سنة واحدة لا أكثر وليس في جعبة إليسا ما يجعل الجائزة «مبررة ومنطقية وطبيعية» كالجائزة الأولى، والأمر برمته يطرح علامات استفهام ليست في مصلحة إليسا من دون أن يكون في هذا الكلام أي تجريح شخصي بهذه المغنية الناشطة والذكية!

انها جائزة «الموسيقى العالمية»، وليس في مفكرة القيمين عليها لمدة سنتين إلا إليسا! ماذا إذا بقيت إليسا في تلك المفكرة لسنة ثالثة... ألا يصبح عندها مباحاً تسميتها بـ «جائزة إليسا»... أو تسمية إليسا بـ «مغنية الموسيقى العالمية».

عبد الغني طليس

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...