ثورة اليمن تدخل مرحلة «البيان رقم 1»: صـالــح ســلّـم زنـجـبـار للمتطرفيـن

30-05-2011

ثورة اليمن تدخل مرحلة «البيان رقم 1»: صـالــح ســلّـم زنـجـبـار للمتطرفيـن

ما كاد مسلحو قبيلة «حاشد» يغادرون المباني الحكومية التي سيطروا عليها في صنعاء، بعيد مواجهات عنيفة مع قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأسبوع الماضي، حتى فتحت جبهة قتال أخرى في زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية، سيطر عليها مسلحون تردد انهم ينتمون الى تنظيم «القاعدة» ، لكن المعارضة اتهمت صالح بـ«تسليم» المنطقة للمتطرفين. الشيخ هاشم الاحمر (الثاني من اليسار) يغادر احد المباني الحكومية برفقة افراد من قبيلة «حاشد» في صنعاء امس (ا ب ا)
وقال شهود عيان ان أفراد قبيلة «حاشد» المناصرين للشيخ صادق الأحمر انسحبوا أمس، من مبان حكومية في صنعاء في أعقاب اتفاقهم على هدنة مع حكومة صالح لإنهاء أسبوع من القتال لقي فيه 115 شخصا حتفهم. ورأى
الشيخ هاشم الأحمر، أخ الشيخ صادق الأحمر، انه إذا توافرحسن النوايا من الطرفين، فان كل شيء سيجري نقله تدريجيا، مشيرا إلى أن مقاتلي «حاشد» سينسحبون من كل الأماكن على غرار ما حدث في وزارة الإدارة المحلية، كما سينسحبون من وزارة النقل والكهرباء ومجلس الشورى وكل الأماكن الأخرى.
ولكن في تطور مفاجئ، قال مقيمون في صنعاء أن دوي سبعة انفجارات سُمع ليلاً في شمالي المدينة، أعقبه انطلاق نيران الأسلحة الآلية في دفعات في المنطقة التي شهدت الاشتباكات بين قوات صالح وأفراد من قبيلة «حاشد».
في هذه الأثناء، سقطت زنجبار في قبضة مسلحي «القاعدة» المفترضين، فيما أسفرت المواجهات الدامية في المدينة عن مقتل 23 شخصا. وقتل خمسة مدنيين بينهم طفل خلال المعارك بين المقاتلين وقوات يمنية من «اللواء 25 ميكانيكي»، فيما تبدو حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع وسط حركة نزوح كثيفة إلى مناطق أكثر أمنا في الجنوب.
وقال مسؤول امني في المحافظة فرّ إلى مدينة عدن الجنوبية إن عناصر التنظيم «تمكنوا من السيطرة على مدينة زنجبار واستولوا على جميع المرافق الحكومية ما عدا اللواء 25 ميكانيكي المحاصر» من قبلهم. وقدر المسؤول عدد العناصر الذين اقتحموا المدينة بأكثر من 200 مسلح. وقال إن «قيادة السلطة في أبين غادرت المكان قبل انفجار الموقف».
وأصدرت قوات الجيش المؤيدة لانتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام، بيانا أطلقت عليه «البيان رقم واحد» واتهمت فيه صالح بتسليم زنجبار للمسلحين المتطرفين. وذكر البيان الذي تلاه وزير الدفاع السابق اللواء عبد الله علي عليوة إن صالح اصدر «توجيهاته في الامس، للاجهزة الامنية والعسكرية في أبين بتسليم مؤسسات الدولة للارهابيين والمجاميع المسلحة». وقالت الوحدات المتمردة في بيانها «ندعوكم للانضمام إلى اخوانكم في القوات المسلحة الذين ساندوا الثورة الشبابية وعدم الرضوخ للاوامر التي تصدر لكم للدخول في مواجهات مع بعضكم او مع الشعب وندعو بقية قادة الوحدات لتأييد الثورة».
من جانبه، اتهم وزير الداخلية اليمني السابق حسين محمد عرب نظام صالح بـ«دعم تنظيم القاعدة» عبر «تسليمه» عددا من المدن في أبين ما أدى الى سيطرة التنظيم على زمام الامور في زنجبار. وقال عرب إن «القاعدة لم تشن اي هجوم وكل ما حدث كان عملية تسليم قامت بها القيادات الامنية في المنطقة الى الجماعات المسلحة وترك العشرات من الجنود المساكين يواجهون مصيرهم».
بدورها، استنكرت احزاب «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) «قيام نظام صالح بتسليم أبين وعاصمتها لبعض الجماعات المسلحة». وقالت في بيان مساء امس الاول، إن «نظام صالح تعمد تسليم ابين للجماعات المسلحة التي صنعها وأعدها وسلّحها، ليتخذ منها فزاعة يخيف بها مختلف الأطراف المحلية والاقليمية والدولية». كذلك، ندّد «المشترك» بـ«خطف» ثلاثة فرنسيين يعملون في المجال الانساني في جنوب شرق البلاد مطالبا بالافراج عنهم «سريعا». وقال في بيان إن الحادث وقع «بعد أيام على إعلان مواقف حكومة فرنسا القوية والداعمة لمطالب الشعب اليمني وثورته السلمية».
وذكر شهود عيان أن المسلحين قاموا باطلاق سراح عشرات السجناء الذين يقبعون في السجن المركزي في زنجبار. واكد احد رجال الامن ان عدد السجناء يصل الى اكثر من 53 شخصا، وبعضهم متهم بجرائم قتل اضافة الى قضايا جنائية مختلفة.
في المقابل، اعتبر صالح، خلال اجتماع موسع لمجلس الدفاع الوطني وقادة القوات المسلحة والأمن، ما وصفه بـ«الاعتداءات الغاشمة والطفيلية» على المصالح الحكومية. وأضاف فخامته «هذه ما يسمونها بثورة الشباب والسلب لكل ممتلكات الدولة، وآخرها ما حدث في أبين».
وأضاف أن «شعار هؤلاء الذين يدعون إلى التغيير، وإلى الثورة الشبابية السلمية، هو النهب والتخريب»، مشيراً إلى أن «أنصار الثورة التخريبية، وعلى رأسهم العناصر الذين رحلوا من المؤسسة العسكرية هم رموز الفساد، وكانوا ينتظرون مصيرهم المحتوم أن يرحلوا إلى جانب رفاقهم الفاسدين، نهابي الأراضي، تجار الحروب، مهربي المحروقات، بياعين وتجار السلاح، هؤلاء هم العناصر الفاسدة الذين يقفون إلى جانب ثورة الشباب».
ومضى قائلاً: «نحن مع الشباب ومتطلبات الشباب ومع التغيير إلى الأفضل لكن الذين لا يؤمنون بالديموقراطية ولا بالحرية ولا بالسلطة المحلية ولا بالحكم المحلي هؤلاء هم زعماء ما يسمى بثورة الشباب».
وشدد مجلس الدفاع الوطني، في بيان أصدره عقب الاجتماع، أن «المؤسسة الوطنية الكبرى لن تظل مكتوفة الأيدي أمام ما يرتكب من الجرائم النكراء ضد الوطن والمواطنين والأمن والاستقرار»، مشيراً إلى أن «مآل العناصر العميلة والمتورطة في جرائم الخيانة الوطنية هو الفشل وتقديمها ليد العدالة».
بموازاة ذلك، قتل اربعة متظاهرين واصيب عشرات اخرون برصاص الشرطة خلال تجمع مناهض صالح في تعز، جنوب صنعاء، وفق ما افادت مصادر طبية. وافادت اللجنة المحلية لـ«شباب الثورة» ان نحو ثلاثة الاف متظاهر تجمعوا امام مركز الشرطة في المدينة مطالبين بالافراج عن متظاهر اعتقلته قوات الامن.
وفيما اعرب مسؤول اميركي كبير عن «قلق» واشنطن «من الوضع غير المستقر في اليمن الذي يؤدي الى ظهور تناحرات قبلية قائمة منذ فترة طويلة الى السطح»، حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسيترفيلي من اندلاع حرب أهلية في اليمن. وطالب الرئيس اليمني بالتوقيع على المبادرة الخليجية الخاصة بالانتقال السلمي للسلطة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...