تعددت «الأدوار» والأنثى واحدة

31-05-2012

تعددت «الأدوار» والأنثى واحدة

ثلاثة كتب صدرت حديثاً تبحث علاقة المرأة بجسدها في المجتمع الفرنسي، حيث يستتر الإيروس النسائي في خطاب شعري، يغصّ بالاستعارات وبرغبات لن تتحقق إلا عند تغيّر البنية الاجتماعية وموقع المرأة فيها. هكذا، نشرت دار Arène الفرنسية على يوتيوب فيديو تعلن فيه إصدارها كتاب فيليب برونو «النساء، الجنس، الحب». «ممارسة الجنس ساحرة، تشعرني بأنني خالدة!»، بهذه الجملة التي تقولها إحداهن وهي تجتاز الشارع، يبدأ الفيديو، ثم يظهر عدد من النساء والرجال، يقرأون مقاطع معينة من الكتاب الذي جمع 3 آلاف شهادة امرأة، يتحدّثن عن تجاربهن الجنسية، وعلاقتهن بجسدهن.

في كلامهن عن حياتهن الجنسية، تنحاز النساء إلى الصورة الشعرية للتعبير عن رغباتهن الإيروسية. هذا التعبير الشعري عن شهواتهن، جاء كردّ فعل على وطأة الرقابة المتجذرة في مجتمع ما زال يهيمن عليه الرجل. مع ذلك، فالمرأة هنا تهتك المحظور وتخرق التابو الجنسي ولو رمزياً. تعبر المرأة عن لذتها الجنسية في الخفاء، ما أدى إلى تحوّل متعتها إلى لغز، حاول الكثير من العلماء دراسته والإحاطة بأشكال المتعة الإيروسية في جسد المرأة التي لم تقل كلمتها الأخيرة في ما يتعلق بطاقتها الجنسية. الولوج إلى عالم الأنثى اقتصر على أسئلة مبتذلة ونمطية كالتي روّجت لها الإعلانات التجارية بتسليعها الجسد وبإعطاء إيروسيّته بُعداً واحداً تحكمه علاقة السلعة/ الجسد بالمستهلك/ المكبوت. وقد حاولت الفرنسية كاترين ترنو في «العلاقات المتعددة، لم لا؟» (2012) عن دار Grasset التشكيك في الأحادية الإيروسية، انطلاقاً من رؤية جديدة حيال تعدد العلاقات الزوجية. تعتمد ترنو على مراجع فلسفية واجتماعية لدعم نظريتها. تبحث في نظرة المجتمع إلى الحب الأحادي، وأسباب اعتباره أن الفرد لن يتمكن من دخول علاقة عاطفية مع أكثر من شخص في الوقت عينه. تحيل ترنو العلاقة الأحادية على المحاكمة الأخلاقية، فترى أنّ موت امرأة واحدة كل يومين في فرنسا تقع مسؤوليته على عاتق هذا النوع من العلاقات الزوجية، التي قد تكون مصدر عنف ضد المرأة. وتسأل: لماذا لا يحق للمرأة أن تتزوج أكثر من رجل؟ ترد الكاتبة كل هذه المشكلات إلى التمييز المجتمعي والقانوني بين الرجل والمرأة، وإلى طبيعة المؤسسة الزوجية الأحادية التي ينتهي الحب عند عتباتها ويصير مجرد عقد تجاري.
أما الفيلسوفة سليفيان آغاسنسكي، فتبتعد عن موضوع العلاقات المتعددة في كتابها الجديد «المرأة، بين الجنس والنوع» الصادر عن دار Seuil. تنطلق من مفهومي الجنس والنوع، أو ما يعرف بالجندر، وعلى أساسهما تقارب إشكاليات سوسيولوجية وجنسية عديدة. تعتقد الكاتبة الفرنسية أن الهوية الجنسية هي مفهوم سوسيولوجي تتغيّر معاييره وتتبدل مضامينه بحسب تطور المجتمعات، وبحسب الدور الذي تؤديه المرأة في البنى الاجتماعية الجديدة.

روجيه عوطة

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...