تشومسكي: الهيمنة الأميركية خطر محدق بالبشرية

13-05-2006

تشومسكي: الهيمنة الأميركية خطر محدق بالبشرية

 

لا رحمة بممارسي الرياء. بصوت خفيض يقترب من الرتابة لا يندر ان تمر من خلاله عبارات تهكم وسخرية من سياسيي بلاده والعالم، شرح المفكر الاميركي نعوم تشومسكي في محاضرته الثالثة في بيروت آليات الهيمنة على موارد العالم واستراتيجياتها الكبرى.
لم يبد تشومسكي اهتماما <بالفضح> على جاري عادة استوطنت لدينا، لكن كشف الخداع طريق إجباري، في منهجه، للوصول الى الحقيقة. وعلى غرار محاضرته الاولى في الجامعة الاميركية، غص مسرح المدينة بجمهور بدأ بملء المقاعد قبل اكثر من ساعة من موعد المحاضرة عند السادسة مساءً. شبان اليسار
ومخضرموه ومتابعون لسياسة الولايات المتحدة من موقع الاعتراض، تجاوز عددهم عدد المقاعد فجلسوا في الممرات.
وبعد التقديم من رئيس <نادي اللقاء> منظم المحاضرة الدكتور غسان عيسى، ومن الدكتور فواز طرابلسي الذي حدد موقع تشومسكي في خريطة الفكر والثقافة العالميين، بدأ الضيف محاضرته التي حملت عنوان <أزمات داهمة: مخاطر وفرص>، وهي اقرب الى رحلة في بحر السياسات العالمية التي يحتل فيها خطر وقوع حرب نووية مكانا بارزا الى جانب مخاطر الكارثة البيئية. وبعد المرور على أجواء الإعداد لغزو العراق والعلاقات السابقة بين الادارات الاميركية وصدام حسين، ومن خلال الاحالة على عشرات الاقتباسات واستطلاعات الرأي، ترتسم صورة الهاجس المسيحاني الخلاصي الذي يسكن عقول مخططي السياسات في الادارة الاميركية في شعار <نشر الديموقراطية> المنطوي في حقيقته على مسعى السيطرة على الموارد الطبيعية والميزات الاستراتيجية. وربما ما لا ينجح مع واضعي السياسة الاميركية هو نقل هاجسهم هذا الى مواطنيهم الذين يعربون في اكثر من مناسبة واستطلاع رأي عن اعتقادهم بزيف ما تعلنه الادارة.
خطر المواجهة النووية المتصاعد في هذه المرحلة، بين الولايات المتحدة وكل من إيران وكوريا الشمالية، ينجدل على محاولات الاستحواذ على النفط. فتضغط واشنطن في محاولات متنقلة لإعاقة كل مشروع قد يحمل حلا لمشكلات الطاقة في العالم.
أما الرياء فيتجسد في الموقف من المشروع النووي الايراني. فواشنطن تعتبر أن إيران الغنية بالنفط يتعين عليها ألا تطور برنامجا كهذا. وينقل تشومسكي عن وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر ان على البلدان الغنية بالنفط، قاطبة، ألا تبحث في بناء مفاعلات للطاقة النووية بما يضيع مواردها المالية. لكن المشروع الذي وقفت الولايات المتحدة مشجعة له في السبعينيات عندما فتحت الجامعات الاميركية امام الطلاب الايرانيين في اختصاصات الهندسة النووية المختلفة، فقد كان، في رأي كيسنجر ذاته، ضروريا لأن الايرانيين كانوا يحتاجون حينها الى الطاقة النووية!
المصدر: السغير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...