بعد انفجار الشاحنة المفخخة .. إضراب عام بمدينة الباب في ريف حلب الشرقي

08-10-2020

بعد انفجار الشاحنة المفخخة .. إضراب عام بمدينة الباب في ريف حلب الشرقي

بدأ أهالي مدينة الباب، كبرى مدن ريف حلب الشرقي، إضراباً عاماً على مختلف الصعد التجارية، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الأمنية وعجز المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي عن ضبطها.

فبعد انفجار الشاحنة المفخخة أول أمس في شارع “الكورنيش” وسط المدينة والذي أودى بحياة 20 شخص حسب آخر حصيلة واردة ، بادر أهالي مدينة الباب إلى إطلاق دعوات مكثفة عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومجموعات التواصل، لتنفيذ إضراب عام احتجاجاً منهم على الترهل والانفلات الأمني الذي تشهده المدينة وخاصة منذ بداية العام الجاري، وعدم قدرة المسلحين على ضبط الأوضاع أو حتى إلقاء القبض على منفذي التفجيرات المتلاحقة التي ضرب المدينة.

وتزامنت الدعوات مع انتشار منشورات ضمن المدينة وزّعها أشخاص مجهولون، طالبت الأهالي بالإضراب بعد مجزرة الثلاثاء، حيث لاقت الدعوات استجابة واسعة من أهالي مدينة الباب، والذين أغلقوا محالهم التجارية بالكامل، والتزموا في منازلهم، دون تحديد المدة التي سيستمر خلالها الإضراب.


وحاولت المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي عبر بعض التنسيقيات التابعة لها، تحريف حقيقة الإضراب الحاصل في المدينة قائلة بأن الإضراب يأتي حداداً على أرواح ضحايا تفجير الأمس، إلا أن مصادر محلية أكدت لـ “أثر برس” عدم صحة تلك الادعاءات، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي يتمثل في الاحتجاج على المسلحين والأوضاع الأمنية السيئة ضمن مناطق سيطرتهم.

كما نقلت المصادر عن عدد من المواطنين قولهم، إن الإضراب لا يأتي فقط للاحتجاج على عجز المسلحين عن ضبط الأوضاع، وإنما هو بمثابة اتهام صريح لهم بالتآمر مع منفذي تلك التفجيرات بقصد الضغط على المدنيين وتهجيرهم من منازلهم، منوهين بأن تفجير الأمس لم يكن ليحصل دون تقديم التسهيلات من قبل حواجز المسلحين “وإلا فكيف يمكن أن تمر شاحنة كاملة مفخخة بكل تلك المتفجرات من الحواجز وتدخل إلى وسط المدينة دون أن ينتبه عليها عناصر الحواجز، ودون أن يكونوا متآمرين مع منفذي العملية”، وفق ما قالته المصادر.

وكانت مدينة الباب شهدت ظهر أمس الثلاثاء، انفجار شاحنة مفخخة قرب جامع “عثمان” في شارع الكورنيش وسط المدينة، ما أودى بحياة 20 شخص بينهم 3 أطفال وامرأتين، وتسبب بإصابة نحو 80 آخرين إصابات بليغة استدعت نقلهم إلى مشافي ومستوصفات المدينة.


كما تجدر الإشارة إلى أن مختلف مناطق سيطرة المجموعات المسلحة التابعة للاحتلال التركي، ما تزال تشهد تفجيرات بالجملة سواء عبر الشاحنات والسيارات والدراجات النارية المفخخة، أو من خلال العبوات الناسفة، في حين تركزت معظم تلك التفجيرات في منطقتي عفرين والباب بالدرجة الأولى، حاصدة معها أرواح المئات من المدنيين.

 


زاهر طحان 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...